- هدف اخرج شعبا إلى الشارع
كان لزاما على المنتخب الجزائري أن يفوز أو يحقق التعادل في مباراته الثالثة والأخيرة أمام منافسه الروسي في المجموعة الأخيرة “H”.
ولهذا استعد المنتخب الجزائري جيدا وكان الجميع يعلم أنه أمام ملحمة قد يكون الفوز فيها أو التعادل بوابة لدخول التاريخ.
خاصة وأن الفريق فشل في عبور متاهات الدور الأول في ثلاث مرات سابقة ، وكانت كالتي مونديال 1982 الذي نظمته اسبانيا وحدثت فيه المؤامرة الشهيرة التي تسبب في خروج الجزائر المبكر من تلك البطولة ، نفس المصير تكرر مع المنتخب الجزائري في دورتي 1986 بالمكسيك و 2010 بجنوب افريقيا.
بدأ اللقاء وبدون مقدمات ومن كرة رأسية محكمة جاءت نتيجة توزيعة متقنة وضعها المهاجم الروسي العملاق كوكورين في مرمى مبولحي جاعلا روسيا في المقدمة.
وهذا ببساطة كان يعني تبخر حلم الجزائريين إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
وعلى هذه النتيجة انتهت معطيات الشوط الأول وسط تألق للرايس وهاب مبولحي الذي وقف في وجه الهجوم الروسي الخطير.
في الشوط الثاني دخل زملاء المحارب فيغولي وكل تركيزهم منصب على كيفية قنص هدف التعادل وعدم التفريط في ورقة الصعود رفقة المنتخب البلجيكي.
إصرار الجزائريين ترجمه القصير الماكر جابو الذي ومن جهد فردي حاول به اختراق الدفاع الروسي الذي لم يجد حلا لإيقافه سوى عرقلته ليصفر التركي شاكير مخالفة لصالح الفريق الوطني.
تقدم لتنفيذ المخالفة المبدع ياسين براهيمي وكانت دقائق اللعب تشير إلى الدقيقة الستين.
ابن المنيعة وضع كل تركيزه على هذه الكرة وقد قرر أن يلعبها عالية متقنة في القائم الثاني بحثا عن أصحاب القامة خاصة السفاح اسلام سليماني.
وقد فعل كل ذلك بإتقان شديد ، الكرة تتخطى الجميع وتقترب شيئا فشيئا من اسلام والحارس العملاق أكنيفيف خرج ليمنع الكرة من أن تصل إلى سليماني وهو بدوره يرتقي فوق الجميع ويضع الكرة في الشباك ، إنه هدف التعادل الذي جعل الحلم يعود إلى أحضان لاعبي المنتخب الوطني.
فرحة هستيرية للاعب وزملائه وسط صخب جماهيري كبير في المدرجات ، وأصوات تتعالى خلف شاشات التلفزيون في أجواء مجنونة ولكن كان على الجميع أن ينتظر نهاية اللقاء.
عاد الفريق الوطني ونظم صفوفه من جديد بغية الدفاع عن هذا التعادل لضمان عدم تلقي هدف آخر وفي نفس الوقت اعتمد على سلاح الهجمات المرتدة لعل أحد من لاعبي الهجوم يضاعف النتيجة ويقتل اللقاء.
مرت الدقائق المتبقية عصيبة وبالكاد انتهت وقد استبسل لاعبوا المنتخب الجزائري في الدفاع عن مرماهم ونجحوا في ذلك وحقق الفريق حلمه بالصعود وخرج الجمهور إلى الشارع معبرا عن فرحته الكبيرة بهذا الإنجاز.
ورغم الخسارة والخروج أمام ألمانيا بعد ذلك في الدور الثمن النهائي تم استقبال اللاعبين استقبال الابطال وجابوا شوارع العاصمة تحت اهازيج الجماهير.
هدف سليماني الجميل كان رائعا روعة الإرادة والإصرار والتحدي والارتقاء فكان كفيلا بأن يخرج شعبا بأكمله إلى الشارع في مشاهد ستبقى خالدة في أذهان الجزائريين.
https://www.youtube.com/watch?v=RQLMaqU-9ZQ