في أعقاب التحذير الصريح من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشأن الاندفاع نحو التطبيع المذل مع الكيان الصهيوني والسماح لأمريكا باستخدام قواعدها العسكرية في المنطقة، كان رد فعل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان متشابهًا ولكنه اختار لغة مختلفة.
في سياق قمة البريكس، التي شهدت دعوة من القوى المؤسسة لهذه المنظمة، ألقى محمد بن سلمان خطابًا يتناول فيه قضايا هامة بأسلوب مختلف، داعيًا إلى منع تصدير وبيع الأسلحة العسكرية إلى دولة الاحتلال الصهيوني. وفي هذا السياق، تم استخدام لغة أكثر حدة، مما أثار انتقادات واسعة بسبب احتمالية استفزاز العقول واستخدام أسلوب متهكم.
وعلى الرغم من الموقف الرافض للتطبيع، لم يخل الخطاب من التلميحات اللاذعة والسخرية، مما أثار استياء البعض ودفعهم للتشكيك في جدية النهج السعودي تجاه القضية الفلسطينية. وتعتبر هذه الردود المتناقضة مظهرًا آخر من مظاهر الانقسام في المواقف العربية.
كما نال محمد بن سلمان انتقادات حادة بسبب دعوته لمنع تداول الأسلحة مع الكيان الصهيوني، حيث رأى البعض أنه يجب عليه أن يتفهم تأثيرات قرارات النفط والوقود على الحياة في غزة، وذلك بدلاً من المطالبة بوقف تصدير الأسلحة فقط.
في هذا السياق، يبرز التناقض في النهج السعودي، الذي يتجلى في منع الدعاء لأهل غزة واتخاذ إجراءات صارمة ضد أي تعبير عن دعم للمقاومة الفلسطينية. وتجاوز النظام السعودي حدود ذلك إلى درجة إدانة المقاومة وتجريم حقها في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، ما أثار استياء واسع وتساؤلات حول مستقبل التحالفات في المنطقة.
في ظل هذه التطورات، يبدو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واقفًا على خط حاد بين مواقفه المتناقضة، مما يزيد من حالة الارتباك في الأمة العربية والإسلامية حيال مستقبل العلاقات في المنطقة.
التوترات السعودية-الإسرائيلية: السعودية تؤكد رفض التطبيع وتدعم دعوة الجزائر لمحاسبة نتنياهو