يبدوا أن تفـ.ـاهات المخزن المغربي قد أصبحت ترى شرقا وغربا وشمالا وحنوبا ولم يعد أحد في العالم يسكت عليها، وما حدث في جنوب أفريقيا مؤخرا خير دليل، فقد طـ.ـرد المشاركون في اجتماع افريقي بجوهانسبورغ، الخميس وفدا مغربيا اقتـ.ـحم القاعة وحاول إفشال الأشغال بسبب مشاركة ممثلين عن الجمهورية العربية الصحراوية، والوفد المغربي كان يقوده يوسف العمراني السفير المغربي في جنوب أفريقيا (نقل إلى بروكسل) والذي حاول المشاركة في أشغال منظمة اتفاقية Pelindaba المتعلقة بجعل أفريقيا منطقة خالية من الأسلحة النـ.ـووية.
الوفد المغربى تسلل إلى الاجتماع رغم أن بلاده ليست طرفا في الاتفاقية وبالتالي ليست عضوا في المنظمة، ورغم كل ذلك وخرقا للقواعد والإجراءات، دخل إلى الاجتماع وجلس إلى جانب وفود الدول الاعضاء ومن بينهم الجمهورية الصحراوية وحاول إفشال الأشغال وزرع البلبلة ومحاولة إعطاء دروس في الشرعية واحترام القانون.
وبعد ان إنكشفت خلفية الوفد المتسلل، طلب المشاركون إبعاده لإفتقاده لشرعية الحضور لجلسة مغلقة لمنظمة ليس عضوا كاملا فيها، حيث أمرته الرئاسة مغادرة القاعة فورا والا فان رجال التأمين الذين يشرفون على المؤتمر سيقومون بابعاده فورا.
لم يبق بعد ذالك أمام الوفد المغربي الا مغادرة القاعة ذليلا مدحورا أمام أنظار المشاركين الذين استغربوا هذا السلوك المشين الذي لا يقوم به الدبلوماسيين المحترمين. إن هذه السلوكات غير الدبلوماسية والبلطـ.ـجية دأبت عليها الدبلوماسية المخزنية في نسختها البوريطية مثل ما حدث في مابوتو، مالابو ودكار وأماكن أخرى عديدة.
وفسر العديد من المراقبين السلوك المتهـ.ور وغير الدبلوماسي للسفير يوسف العمراني الذى حاول جاهدا المشاركة عنوة في الاجتماع بالإضافة إلى نزعة جامحة فى إفشال المؤتمر، بأن المغرب أضحى يعمل على زرع الانقسام داخل صفوف المنظمة و أن ذلك ربما يكون هو هدف الاجندة الخفية وراء إنضمامه أصلا الى الإتحاد الأفريقي. إن النية المبيتة للدبلوماسية المغربية في افشال وزعزعة وتخريب العمل الأفريقي و دزرع أسباب الفرقة والتشرذم في المؤسسات الأفريقية هو عمل يقوم به بالوكالة نيابة عن قوى خارجية لا ترغب في وجود تكتل افريقي قوي يهدد مصالحها الاستـ.ـعمارية.
ويظهر أن السفير المغربى الذى أعلن أخيرا عن نقله إلى بروكسل بعد خيبة أمل واحباط وفشل ذريع في بلاد نلسون مانديلا التي لا تهادن الاستعماريين و الغُـ.ـزاة، سيجد نفس المصير في عاصمة الإتحاد الاوروبى التى أغلقت باب التوسع وسياسة الأمر الواقع بعد حكم محكمة العدل الاوروبية الأخير الذى ابطل الاتفاقيات المبرمة مع المغرب والتى لا تحترم سيادة الشعب الصحراوي على ارضه وثرواته الطبيعية، لو لم يكن العمرانى سفيرا لدولة إحتلال توسعية لتلقى وداعا غير هذا الذى كان خاتمة لمقامه بين ظهران شعب عرف كيف ينتصر على جبروت الابارتايـ.ـد، شعب ودولة لا يتنازلان عن حق الشعوب في الحرية.