صحيفة ليبري ميركادو: الاتحاد الأوروبي يأمر اسبانيا باستئناف الحوار الطاقوي مع الجزائر

صحيفة ليبري ميركادو الاتحاد الأوروبي يأمر اسبانيا باستئناف الحوار الطاقوي مع الجزائر
 

أخبار بلا حدود – تحدثت تقارير صحفية عن استراتيجية الاتحاد الأوروبي لمعالجة أزمة الطاقة التي تعيشها القارة بسبب الحرب الروسية -الأوكرانية ، والتي أصبحت تهديدا حقيقيا في ظل مخاوف من لجوء روسيا إلى قطع الغاز كليا عن الدول الأوروبية .

و برز الغاز الجزائري، خلال الأشهر الأخيرة، لأداء دور المنقذ للعديد من الدول الأوروبية الساعية إلى التحول بعيدًا عن الإمدادات الروسية، في أعقاب غزو أوكرانيا.

وأوضحت “ليبري ميركادو” المختصة في الشؤون الاقتصادية، أن الاستراتيجية التي طرحها الاتحاد الأوروبي ، ترتكز على تنويع مصادر الغاز وإيجاد البديل للتخلص من التبعية الروسية خاصة مع اقتراب فصل الشتاء ، ولجوء عدد من الدول الأوروبية إلى وضع إجراءات تقشفية لترشيد الاستهلاك ، حيث طالب الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء بتشكيل شراكات طويلة المدى ذات المنفعة المتبادلة تشمل الطاقات المتجددة .

كما تتضمن الاستراتيجية التي نشرتها الصحيفة الإسبانية توجيها لحكومة بيدرو سانشيز باستئناف وإعادة بعث الحوار الطاقوي مع الجزائر ، والذي توقف على خلفية أزمة دبلوماسية أشعلتها تصريحات الوزير الأول الإسباني و وزير خارجيته بخصوص تغيير موقف مدريد من الصحراء الغربية ، و الذي صنّفته الجزائر على أنه خرق لبنود معاهدة الصداقة وحسن الجوار وقررت تعليقها . وهو ما أثرّ على حجم واردات إسبانيا من الغاز الجزائري والتي انخفضت دون الاخلال بالعقود الآجلة . و تلبي الإمدادات الجزائرية أكثر من ربع الطلب على الغاز في إسبانيا وإيطاليا، حيث تشكل الجزائر موردا رئيسيا للغاز إلى إسبانيا. وقد زودت سوناطراك إسبانيا في 2021 بأكثر من 40% من وارداتها من الغاز الطبيعي، القسم الأكبر من هذه الإمدادات عبر خط أنابيب “ميدغاز” الذي يمرّ تحت البحر المتوسط وتبلغ قدرته 10 مليارات متر مكعب سنوياً.

ويأتي التوجيه الأوروبي لإسبانيا في وقت تتقدم فيه إيطاليا بخصوص التعاون الطاقوي مع الجزائر ، حيث استفادت مع اتفاقية رفع وارداتها من الغاز الجزائري لمواجهة تبعات الحرب الروسية الأوكرانية . كما ينتظر أن يكون الملف الطاقوي أحد أهم محاور المحادثات رفيعة المستوى بين الجزائر وفرنسا نهاية الأسبوع ممثلة في قيادة البلدين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون و الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون .

وقي وقت سابق، أكد مسؤول جزائري متقاعد في مجال الطاقة في تصريحات نقلتها منصة الطاقة المتخصصة عن وكالة رويترز، أن الدول الأوروبية تتودد إلى الجزائر من أجل إمدادها بالغاز الطبيعي.

وقال في هذا الصدد:”لا شك في أن بطاقة الغاز خدمت الجزائر، لقد تم التودد إليها ولا يمر يوم دون أن تتصل الدول الأوروبية بالسلطات لمناقشة المبيعات المحتملة

ولم ترفع أزمة الطاقة في أوروبا الأسعار فحسب، بل خلقت مزيدًا من الطلب على إمدادات الغاز التي لم تتأثر بالحرب الأوكرانية؛ ما يمنح الجزائر نفوذًا أكبر.

وتشكل إمدادات الغاز الجزائرية أكثر من ربع الطلب على الغاز في كل من إسبانيا وإيطاليا؛ إذ تعد شركة سوناطراك ثالث أكبر مصدر لأوروبا بعد روسيا والنرويج.

وقالت شركة النفط والغاز الجزائرية سوناطراك، إن أرباح قطاع المحروقات هذا العام ستصل إلى 50 مليار دولار، مقارنة بـ34 مليار دولار العام الماضي و20 مليار دولار في 2020، بينما تتوقع أرقام رسمية أن تتجاوز الصادرات غير النفطية 7 مليارات دولار -وهو رقم قياسي-.

وساعدت قواعد تشجيع المشاركة الأجنبية في قطاع الطاقة الجزائري على زيادة الاستثمار وتطوير مشروعات جديدة.

وفي جوان الماضي أعلنت سوناطراك اكتشافًا جديدًا في أكبر حقل للغاز- حاسي الرمل- مضيفة 100 مليار إلى 340 مليار متر مكعب من مكثفات الغاز إلى الاحتياطيات مع إنتاج إضافي متوقع يبلغ 10 ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا بدءًا من نوفمبر المقبل.

وفي الوقت نفسه، قد تكون صفقة إمدادات الغاز الجزائري الموسعة بشكل كبير مع إيطاليا بمثابة تذكير للدول الأوروبية بفوائد الصداقة مع الجارة الأفريقية.

 

شاهد أيضاً

السعودية لا علاقات مع إسرائيل دون دولة فلسطينية مستقلة

السعودية: لا علاقات مع إسرائيل دون دولة فلسطينية مستقلة

أخبار بلا حدود- أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الأربعاء، أن المملكة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!