أخبار بلا حدود – شهدت شوارع الجزائر العاصمة، الثلاثاء، أكبر وأضخم استعراض عسكري لوحدات وقوات الجيش الوطني الشعبي منذ الاستقلال تحت إشراف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وهذا في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى انتزاع السيادة الوطنية.
وشارك في الاستعراض القوات البرية والجوية والدفاع الجوي عن الإقليم والقوات البحرية والدرك الوطني، إلى جانب مربعات تمثل مختلف مدارس الجيش الوطني الشعبي وأخرى تمثل المديريات العامة للأمن الوطني والحماية المدنية والجمارك.
وتضمن العرض أيضا، تشكيلة من الدبابات المعصرنة بمختلف الأنواع وآليات الإسناد ومنصات صواريخ والمدفعية وعربات قتالية، بالإضافة إلى تشكيل جوي يتكون من عدة أنواع من الطائرات والسفن والفرقاطات.
وأقيم هذا الاستعراض العسكري الذي يجوب الطريق الوطني رقم 11، المحاذي لجامع الجزائر، والذي تزين بالأعلام الوطنية وصور شهداء الثورة التحريرية، بحضور رؤساء ووفود عدة دول شقيقة وصديقة لمشاركة الجزائر فرحتها بهذا الحدث الهام.
- بداية الاستعراض العسكري بجولات طيران استعراضية لطائرات متعدّدة المهام
وقد بدأ الاستعراض العسكري في حدود الـ10:15 صباحا، بتحليق طائرات عسكرية في الأجواء، مشكّلة ألوان الراية الوطنية.
وبعد ذلك، شرعت طائرات مقاتلة أخرى، متعدّدة المهام، في جولات طيران استعراضية أمام أنظار الحضور. ثم أعقب ذلك عروض موسيقية للجوق العسكري التابع للجيش الوطني الشعبي، قبل دخول فرسان الحرس الجمهوري.
- استعراض تشكيلة عسكرية بلباس مجاهدي ثورة التحرير
وفاجأ منظمو الاستعراض المتابعين بدخول تشكيلة بلباس مجاهدي ثورة التحرير، تلتها تشكيلة من ممثلي مدارس أشبال الأمة، في إشارة إلى انتقال قيم جيش التحرير الوطني عبر الأجيال.
وبعد تشكيلة المجاهدين، وأشبال الأمة، استعرضت تشكيلات من مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية، إلى جانب جوق الحرس الجمهوري.
مدرّعات T 62 ومروحيات إسناد و منظومة s300 المضادة للطيران والصواريخ الباليستية في الاستعراض العسكري
الاستعراض العسكري الضخم تضمن أيضا عرضا لأرتال من دبابات ومدرّعات القوات البرية، على غرار مدرّعة القتال T 62. ورافق ذلك تحليق مروحيات الإسناد.
كما كشف العرض عن عدّة آليات وعربات عسكرية محلية الصنع، من قبيل عربة فوكس 2 سداسية الدفع، وأنظمة صواريخ غراد.
- زوارق وغوّاصات حربية في الاستعراض العسكري لستّينية الاستقلال
العرض تضمّن أيضا جانبا بحريا، حيث ظهرت في المياه المقابلة لمنصة الاستعراض، عدّة سفن وغوّاصات حربية. كما أبهر الحضور بإبحار السفينة الشراعية المدرسة “زورق الملاح”.
- واستقبال جماهيري كبير للرئيس تبون لدى وصوله إلى جامع الجزائر
خص رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لدى وصوله صباح اليوم الثلاثاء إلى جامع الجزائر (الجزائر العاصمة) للإشراف على انطلاق الاستعراض العسكري المخلد لستينية الاستقلال، باستقبال كبير من قبل الجماهير الحاضرة بعين المكان.
وقد بادل الرئيس تبون آلاف المواطنين التحية ووقف مطولا أمام الجماهير التي توافدت إلى منتزه “الصابلات” منذ ساعات الصباح الأولى لحضور هذا الاستعراض العسكري الضخم الذي ينظمه الجيش الوطني الشعبي بمناسبة الذكرى ال60 لاسترجاع السيادة الوطنية.
وعلى مختلف جوانب الطريق السريع رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر، الذي تزين بالأعلام الوطنية وصور شهداء ثورة التحرير المجيدة، ارتص آلاف المواطنين، أغلبهم من الشباب والعائلات، موشحين بالراية الوطنية ومرددين شعارات وأناشيد وطنية.
وشهد توافد الجماهير القادمة من مختلف المقاطعات الإدارية لولاية الجزائر وبعض الولايات المجاورة، تنظيما محكما سهرت على إنجاحه السلطات الأمنية والعسكرية وأعوان مصالح الولاية وكذا فعاليات المجتمع المدني الحاضرة بقوة، على غرار أشبال الكشافة الإسلامية الجزائرية الذين حرصوا منذ الساعات الأولى لصباح اليوم على ضمان راحة المواطنين وتوجيههم.
فوسط هتافات وأهازيج هذه الجماهير التي أتت من كل حدب وصوب لحضور هذا الحدث الضخم تخللته إيقاعات عسكرية من أداء فرق الحرس الجمهوري، سار الموكب الرئاسي ليلتحق بالمنصة الشرفية التي تم نصبها بمحاذاة جامع الجزائر، حيث جلس ضيوف الجزائر من رؤساء ووفود دول شقيقة وصديقة.
ويتعلق الأمر بكل من رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد، رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، رئيسة جمهورية إثيوبيا، ساهلي وورك زودي، رئيس النيجر، محمد بازوم، رئيس جمهورية الكونغو، دونيس ساسو نغيسو، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، الامين العام لجبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، رئيسة مجلس الشيوخ الايطالي، ماريا اليزابيتا ألبيرتي كازيلاتي، وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش ووزير التسامح الاماراتي، نهيان بن مبارك آل نهيان، الذين حلوا أمس الاثنين ضيوفا على الجزائر.
كما حضر هذا الاحتفال أيضا مسؤولين سامين في الدولة ومستشاري رئيس الجمهورية وأعضاء في الحكومة وجمع من المجاهدين، بالإضافة إلى ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.