أخبار بلا حدود الاخبار على مدار الساعة
أخبار بلا حدود – مع تصاعد حدة التوتر بين روسيا وأوروبا توافد العديد من كبار المسؤولين والسياسيين إلى الجزائر مؤخرًا لتعزيز العلاقات، خاصة في مجال الغاز على وجه التحديد.
نشر معهد الدراسات السياسية الدولية في إيطاليا (آي إس بي آي) تقريرًا، نقلته منصة الطاقة، يبرز أهمية الغاز الجزائري ومصادر الطاقة الأخرى لقارة أوروبا، خاصة أنها تُعد أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي في أفريقيا، وأدت الأزمات الأخيرة في القارة الأوروبية إلى تسليط الضوء على البلاد بصفتها شريكة موثوقة للطاقة.
ووفق التقرير، تذهب 80% من صادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا، وما يزال هناك مجال لزيادتها، لكن يعتمد ذلك على خفض الطلب في البلاد وارتفاع المعروض.
وتحتاج الجزائر، حسب التقرير الإيطالي، إلى زيادة إمدادات الغاز من خلال تحقيق أقصى استفادة من خطوط الأنابيب ومحطات الإسالة، والتخطيط لقدرات تصديرية جديدة، إلى جانب تطوير أنشطة المنبع (التنقيب والإنتاج)، بهدف اكتشاف المزيد من الغاز داخل الأراضي الجزائرية، بحسب معلومات منصة الطاقة المتخصصة.
وأشارت منصة الطاقة، إلى أن شركة النفط والغاز الحكومية سوناطراك قد أعلنت في جوان الماضي اكتشافًا ضخمًا بحقل حاسي الرمل، والذي يُعد أكبر الاكتشافات في البلاد خلال العقدين الماضيين، وكشفت التقييمات الأولية عن وجود قرابة 100 إلى 340 مليار متر مكعب من الغاز المكثف.
كما يمكن توسيع نطاق أنشطة المنبع، لا سيما أن ثلثي الأراضي الجزائرية غير مكتشفة، ويضمن استعمال أفضل التقنيات الجديدة لحقول الغاز الحالية زيادة الإمدادات.
وأوضح معهد الدراسات السياسية الدولية في إيطاليا، أن موارد الغاز الصخري الجزائرية غير المستغلة، تعدّ فرصة استراتيجية ضخمة، لا سيما أن البلاد تمتلك ثالث أكبر احتياطيات منه في العالم.
ويرى المعهد، أنه يمكن للدول الأوروبية التنسيق فيما بينها لتحويل بعض الغاز الجزائري المتجه إلى إسبانيا عبر خط الأنابيب إلى إيطاليا باستعمال السعة غير المستغلة لخط أنابيب ترانسميد، خاصة أن إسبانيا لا تعتمد على الغاز الروسي، لكن لديها قدرة على استقبال المزيد من إمدادات الغاز المسال.
وبذلك، تتيح الفرصة لإيطاليا لتحقيق استفادة من الغاز الجزائري المنقول عبر خطوط الأنابيب، ومن ثم يمكنها تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، بحسب منصة الطاقة المتخصصة.
وسيساعد التنسيق بين الدول لتصبح إيطاليا جسرًا لبقية الدول، وفق المصادر ذاتها، لا سيما مع الافتقار إلى البنية التحتية التي تربط إسبانيا بفرنسا، لكن إيطاليا متصلة بشمال ووسط أوروبا من خلال خط أنابيب ترانزيت غاز عبر سويسرا، وخط أنابيب ترانس أوستريا غاز عبر النمسا.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجزائر زيادة الصادرات إلى الأسواق الأوروبية من خلال محطتي الغاز المسال سكيكدة وأرزيو، اللتين تبلغ طاقتهما الإجمالية 34 مليار متر مكعب سنويًا.
ومع ذلك تواجه الجزائر معضلة في قدرتها على إنتاج الغاز في ظل تزايد الطلب المحلي، وباتت بحاجة ماسة إلى جذب الاستثمارات.
