أخبار بلا حدود – أفادت تقارير صحفية إسبانية، أن الجزائر وجهت ضربة قاضية لمدريد، بغد مرور عدة أشهر على الأزمة التي يعيشها البليدن.
وحسب ما نقه الإعلام الإسباني، فإن الجزائر قررت بحزم وسرعة إغلاق الباب أمام التجارة والاستثمار الإسباني بعد تعليق معاهدة الصداقة بين البلدين، والتي تعني عمليًا انتهاء العلاقات.
وفي جوان الماضي، قررت الجزائر تأميم بناء وإدارة وصيانة محطات تحلية المياه وهو عمل رئيسي شاركت فيه الشركات الإسبانية المتعددة الجنسيات بنشاط والتي كانت تتحكم في سبعة من 11 محطة تم بناؤها بالفعل.
كما أعلنت الجزائر بدء العمل في منجم للحديد يعد الأكبر في العالم بولاية تندوف بأقصى جنوب غربي البلاد.
واستحوذت 3 شركات صينية على مشروع استخراج خام الحديد من منجم غار جبيلات. والذي يعد أكبر منجم حديد في العالم، باحتياطي يقدر بنحو 3 مليارات طن، باستثمار أولي بملياري دولار.
وسيجعل استغلال منجم غار جبيلات، التي تنتج حاليًا خمسة ملايين طن فقط من الحديد والصلب سنويًا. رائدة في صناعة الحديد والصلب في إفريقيا.
كما أقر وزير الصناعة والمناجم محمد عرقاب أن المشروع سيغطي جميع أنشطة تحويل الحديد في البلاد. وتجنب إنفاق 1900 مليون أورو على استيراد هذا المنتج.
حتى الآن، كانت 8٪ من مبيعات إسبانيا للجزائر من الحديد والصلب وبلغ مجموعها حوالي 250 مليون أورو.
ولا يشمل المشروع تصميم المصنع فحسب، بل يشمل أيضًا البنية التحتية اللازمة لنقل المعادن.
حتى الآن ، تعمل ثلاث شركات صينية – China International Water & Electric و Heyday Solar .و Metallurgical Of China في مشروع تعدين خام الحديد غار جبيلات ، والذي سيتطلب استثمارًا أوليًا قدره 1.9 مليار يورو.
ويوم 08 جوان 2022، أعلنت الجزائر عن تعليق “معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون” وتجميد المعاملات التجارية مع إسبانيا بعد تغيير موقفها بشأن الصحراء الغربية لدعم موقف المغرب.
وأشارت إلى أن “السلطات الإسبانية باشرت حملة لتبرير الموقف الذي تبنته إزاء الصحراء الغربية والذي يتنافى مع التزاماتها القانونية والأخلاقية والسياسية كقوة مديرة للإقليم والتي لا تزال تقع على عاتق مملكة إسبانيا إلى غاية إعلان الأمم المتحدة عن استكمال تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية”.
وأعربت مصادر دبلوماسية إسبانية عن أسف مدريد لقرار الجزائر تعليق معاهدة التعاون بين البلدين.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه بشأن تعليق الجزائر معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا، ودعاها إلى إعادة النظر في هذا القرار وحل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية.
وأفادت مصادر دبلوماسية إسبانية بأن وزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، توجه إلى بروكسل لبحث الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والجزائر.
ونقلت وكالة أنباء “إفي” الإسبانية عن هذه المصادر قولها: “يغادر وزير الخارجية.. متوجها إلى بروكسل لبحث الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية للتجارة والاقتصاد، فالديس دومبروفسكيس”.
وكان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، قد صرح بأن الحكومة الإسبانية تعكف على تحليل العواقب التي أسفر عنها قرار الجزائر بتعليق معاهدة الصداقة ومنع المؤسسات المصرفية في البلاد من القيام بعمليات الاستيراد والتصدير مع البنوك الإسبانية وأنها تنوي الرد “بحزم”.
وتوترت العلاقات بين الجزائر وإسبانيا مطلع شهر مارس الماضي على خلفية الموقف الإسباني المستجد من أزمة الصحراء الغربية والذي أثار غضب الجزائر، حيث أظهرت إسبانيا ميلها للطرح المغربي، مما دفع الجزائر لتحميل إسبانيا مسؤولية توتر العلاقات، بسبب ما وصفته بتنصل سياسي وأخلاقي من المسؤوليات التاريخية لإسبانيا بصفتها المستعمر السابق للمنطقة.
كما عبرت الجزائر عن غضبها من تعليق “وُصف بغير المقبول” من قبل وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس،والذي يعتبر مساسا بشخص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وكان الرئيس تبون قد طمأن الأسبان حول مصير اتفاقية الغاز، مؤكدا أن الأزمة التي تشهدها العلاقات الرسمية بين البلدين لن تؤثر على إمدادات الجزائر لأسبانيا، في حين أكد في تصريحات لاحقة عدم عودة السفير الجزائري بمدريد بعد سحبه، معتبرا أن وقت عودته لم يحن بعد باعتبار أن معطيات سحبه لازالت قائمة.
وقد غيرت مدريد من موقفها تجاه الأزمة في الصحراء الغربية بعدما كان منسجما مع الطرح الجزائري، الذي يعتبر أن الصحراء الغربية هي آخر مستعمرة في إفريقيا.