أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن أمل بلاده في تحسين العلاقات مع الجزائر، التي أضعفتها تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون،
وقال لودريان في مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية نشرت يوم أمس الجمعة: “تربطنا أواصر راسخة في التاريخ.. نتمنى أن تكون الشراكة الفرنسية الجزائرية طموحة”.!
وأضاف: “من المنطقي عندما ندرك تاريخنا أن تعود الجروح للظهور لكن ينبغي تجاوز ذلك لاستعادة علاقة تقوم على الثقة”.
كجزائري وسليل قادة ثورة الجزائر، أسأل وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ومن خلاله فرنسا، بأي حقّ نقيم معكم علاقات تتجاوز جروح الماضي؟ هل اعترفتم بجرائمكم في حق الجزائريين؟ لقد قتلتم ملايين الجزائريين، ولم تعترفوا ليومنا هذا بجرائمكم، كيف نتجاوز الماضي اليوم! صحيح أنني لا ألوم كل الشعب الفرنسي على تصربحات رئيسهم ماكرون الملوثة بالفكر الاستعماري، لكنّي بالمُقابل أُطالبكم بالإعتراف بجرائمكم حتى تعود العلاقات والثقة معكم.
كجزائري لاحظ وحذّر قوى الشّر من عواقب المُغامرة والمُقامرة بأمن وسيادة دول كليبيا وتونس ومصر وسوريا والعراق… لن أخلص إلا إلى نتيجة حتمية، وهي أن فرنسا وبرُعونة ساستها الحاليين والسابقين، شرعنت للإرهاب، وتواطأت في قتل عشرات الآلاف من المدنيين، وتشريد الملايين من السوريين الذين ماتوا من البرد، وقلة التغذية، ولهذه الأسباب وأجلها أقول لفرنسا، أننا مُستعدّين لتجاوز الخلافات والعودة إلى علاقة هادئة معكم، شريطة أن تعترفي أنّك شريكة أيضا في إزهاق أرواح آلاف المدنيين والعسكريين في عديد بُلداننا العربية.
هنا أَقول للفرنسيين أن أفق اللعب مغلق في الجزائر، فإمّا تعترفون بجرائمكم، وتقطعون مع هذه المرحلة المُظلمة في تاريخ العلاقات الجزائرية الفرنسية، أو تتركون اللعب يخرج من أيديكم وتفقدون الجزائر كبلد صديق، وهنا كذلك أؤكّد وأُجدّد التأكيد أن الجزائر لا تنتظر من فرنسا سوى اعترافها بجرائمها في الجزائر، لإطلاق مسلسل التطبيع الكُلي مع باريس، وهو التطبيع الذي نصبو إليه جميعا،
والذي يُكرّس بحق استقلال الجزائر وسيادتها على أراضيها وقراراتها، ويعكس إعتراف الفرنسيين بأن الجزائر هي دولة سيّدة في قراراتها واختياراتها، وليست بحاجة إلى رضا أو تزكية الإليزيه.
الخُلاصة برأيي أنه لا مجال للحديث عن تعاون جزائري فرنسي، ونحن لم نحسم مع الذاكرة، فالجزائري من غير المقبول أن يقبل للحظة بنسيان الماضي الإستعماري الفرنسي، الذي لا يزال إلى يومنا هذا يؤثّر على خياراتنا وتوجّهاتنا،
لكن ما دام أنّ الرئيس عبد المجيد تبون قد وضع النّقاط على الحُروف في ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المباركة، فلا أنتظر البتّة أن تتطوّر علاقاتنا مع فرنسا سوى إن هي قبلت بالإعتراف بجرائمها ضدّ الإنسانية في الجزائر، ولا أنتظر كذلك سوى أنّ الجزائريين سوف يُواصلون المُطالبة بحقوقهم ولو كره الفرنسيون لأنه “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كــما يطوى الكـتاب.
يا فرنسا إن ذا يوم الـحساب فاستعدي وخذي منا الجواب”، ولهذا كُلّه نقول لفرنسا إنّنا لا نكرهك، لكن عليك أن تدفعينا إلى محبّتك باعترافك بجرائمك الاستعمارية بحقّنا لا غير.