أخبار بلا حدود – أثار جوزيه غونزاليس (79 عاماً) ، النائب اليميني المتطرف، حفيظة نواب اليسار، وجدلا واسعا عبر منصات التواصل الإجتماعي بشأن تصريحاته المستفزة عن الجزائر. خلال افتتاحه، يوم أمس، للجلسة الأولى للجمعية الوطنية الفرنسية، وذلك بصفته العضو الأكبر سناً، كما تنص على ذلك قواعد الجمعية.
خلال خطابه، سلط البرلماني المنتخب، البالغ من العمر 79 عاماً، الضوء بشكل خاص على رحلته الشخصية، وهو الذي ولد في الجزائر قبل اتفاقيات إيفيان، قائلاً: ”تركت جزءًا من فرنسا والعديد من الأصدقاء هناك”.
وتفاعل ناشطون مع تصريحات غونزاليس، واعتبروها “وصمة عار على جبين الجمعية الوطنية والتجمع الوطني اليميني المتطرف الذي ينتمي إليه غونزاليس”.
أوليفييه فور، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، صرح، قائلاً: “من الغريب أن يأتي شخص ما ليتذرع بحنينه إلى الجزائر الفرنسية وأن هناك حزبًا صفق له”، في إشارة إلى نواب حزب” التجمع الوطني” اليميني المتطرف الذين صفقوا لزميلهم ونواب آخرين. وأضاف: “هذه علامة إضافية على أن «الجبهة الجمهورية» ضد اليمين المتطرف تنهار”.
من جانبها، غردت النائبة ماري بوشون، قائلة: “افتتاح الدورة السادسة عشرة للمجلس التشريعي والتصفيق الشديد لكلمة عميد الجمعية على حنينه للجزائر الفرنسية.
ولم يهدأ غضب المسؤولين المنتخبين من اليسار بعد الجلسة، حيث واصل جوزيه غونزاليس تصريحاته أمام الصحفيين، وزعم أن “الكثير من الجزائريين يتمنون عودة الاستعمار الفرنسي”، رافضًا التعليق حول ما إذا كانت منظمة الجيش السري الفرنسية قد ارتكبت مجازر بحق الجزائريين أم لا.
وقال “إذا أخذتك معي إلى الجزائر، إلى الجبل تحديدًا، فإن العديد من الجزائريين الذين لم يعرفوا فرنسا أبدًا سيقولون لك متى ستعود فرنسا؟”.
وأضاف “أنا لست هناك لأحكم ما إذا كانت المنظمة العسكرية السرية قد ارتكبت جرائم أم لا”.
إذا كانت تصريحات “عميد” النواب قد أغضبت زملاءه اليساريين، فلا يبدو أن حزبه اليميني المتطرف “التجمع الوطني” محرج منها على الإطلاق، حيث تحدث رئيس الحزب جوردان بارديلا على “خطاب مؤثر وموحد” من جوزيه غونزاليس. وأضاف “لقد جعلنا جميعا فخورين”.
وبالنسبة إلى زميله لوي آليو فإن ما قاله جوزيه هو مجرد رأي شخصي من جانب النائب. وقال إن “خطاب السيد غونزاليس أشار إلى حياته في الجزائر التي كانت موطنه الأصلي حيث دفن أجداده”.
ويعد هذا أول جدل في الجمعية الوطنية المنتخبة حديثاً، ومن شأنه أن يفاقم التوترات بين الكتلتين الرئيسيتين المعارضتين للرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته، منذ اليوم الأول لهذا المجلس الجديد.
تجدر الإشارة إلى أن جوزيه غونزاليس هو من مواليد مدينة وهران إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر. وهو من “الاقدام السوداء” كما يسمون، وقدم إلى فرنسا عام 1962 عقب استقلال الجزائر.
وشهدت العلاقات الجزائرية الفرنسية أزمة حادة جراء تصريحات الرئيس الفرنسي الذي اتهم النظام الجزائري بالاستثمار في “ريع الذاكرة”، وتنمية الضغينة تجاه فرنسا.
وتطالب الجزائر فرنسا باعتذار رسمي عن فترة الاستعمار وما شابها من انتهاكات وجرائم.