الأسباب الحقيقة لتهجم باريس على الأمة الجزائرية

الأسباب الحقيقة لتهجم باريس على الأمة الجزائرية

قال الديبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي إن الأمة الجزائرية نتاج مقاومة نظام الهيمنة بالقوة

بفضل تراث تاريخي مثمر وحركة وطنية ذات حداثة سياسية غير مسبوقة، نافيا أن تكون نتاجًا ثانويًا للحقيقة الاستعمارية لباريس.

وأوضح أنّ الجزائر بنيت على تاريخ منذ عدة آلاف السنين حول فكرة معينة عن الجزائر من الرخاء المشترك والمصير المشترك

نافيا أن تبنِ الجزائر هويتها حول المعاناة أو صدمات ما بعد الاستعمار لتظل رهينة ماضٍ استعماريٍ دائمٍ.

وأكّد وزير الاتصال الأسبق عبد العزيز رحابي في هذا السّياق وبالعودة إلى التاريخ

أنّ عملية بناء الأمة تشكلت في الوعي الجماعي مع نوميديا العظيمة

التي تتزاوج حدودها الغربية مع نهر ملوية بحدودنا الغربية الحالية.

وأشار المتحدّث ذاته أنّ الجزائريين توحدوا دون أن يكونوا موحدين في تنوعهم وفي اتساع مساحة الجزائر

معتبرا هذه المؤشرات بمثابة علامات أمة عظيمة مهما قيل عنها.

وشدّد رحابي في منشور له عبر حسابه على فيسبوك على ضرورة تبني مسار التحول الديمقراطي في الجزائر كمطلب داخلي

، مبررا ذلك بكون تدخل القوى الأجنبية عامل تباطؤ وانحراف المسار ذاته أكثر من كونه عنصرًا للتسريع في تجربة التحول الديمقراطي.

  • لماذا تهجمت باريس على الجزائر؟

وعبّر رحابي عن أسفه من أن تكون التصريحات غير المكذبة من قبل سلطة فرنسية بهذا المستوى

كاشفا عن استخدام باريس للجزائر كورقة انتخابية كلما دعت الضرورة.

وأضاف أنّ باريس تتبنى خطابًا عن الجزائر يتكيف مع كل موعد انتخابي، مما يجعلها موضوع نقاش متكرر ليصبح مشكلة سياسية داخلية لفرنسا.

وتابع مضيفا أنّ فرنسا لا تزال تنظر إلى الجزائر على أنها زبون وشريك أمني خلال السنوات الأربع الأولى من العهدات الرئاسية، في حين ينظر إليها كفزّاعة خلال السنة الأخيرة، بعدما تم هذه المرة استنفاد روافع أسلمة التطرف من قبل النخب السياسية والإعلامية، يقول المتحدث ذاته.

وأضاف قائلا: “بنفس التّوجه، يطرح السّؤال عن الحركي نفسه، إذ يعتبرهم الضمير الوطني الجماعي الجزائري خونة للوطن

كما هو حال الآراء العامة في فرنسا ودول أوروبية أخرى، أين يعتبر المتعاونين مع المحتل النازي أُناساً فقدوا الولاء لأوطانهم”.

وأوضح أنّ المساواة في السيادة بين الدول خاصة التي ورثت ذاكرات متناقضة تكمن في تحمل كل طرف مسؤولية تاريخه الخاص

معتبرا أن السيادة تتأسس على هذا الشرط الواحد وتبقى أفضل ضمان للعلاقات السلمية التي بحث الرئيسين عبد المجيد تبون وايمانويل ماكرون عليها، بشجاعة وتصميم، على حدّ تعبيره.

 

شاهد أيضاً

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

أخبار بلا حدود- تبنت فرنسا منذ نشأتها المشروع الصهيوني، حيث أصبح ركيزة أساسية في السياسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!