أخبار بلا حدود- قبل عام ونصف وفي ذكرى التغريبة الفلسطينية وبعد طوفان الأقصى كتبت وتساءلت واليوم أجد الأجوبة وانا أستحضر ليلة سقوط بغداد بالتاسع من أفريل.
في الذكرى الـ ١٩ لأول عرض للتغريبة الفلسطينية، فهل سنعيش التغريبة أمام أعيننا!.
قبل ١٩ عاما من اليوم بالضبط يوم ١٥ اكتوبر ٢٠٠٤، كان اول أيام شهر رمضان المبارك، عُرضت أول حلقة لمسلسل التغريبة الفلسطينية الذي كتبهُ المؤلف الفلسطيني وليد سيف، وأخرجه الراحل السوري حاتم علي، ” التغريبة ” يكفي أن تذكر اسم المسلسل لتفيض دموعك، او أن تسمع شارة المسلسل فقط، المسلسل الذي صوّر لنا أوجاع الفلسطينيين، ووصف لنا “نكبة ١٩٤٧ “، اللجوء، القهر، الحزن، الجوع والدموع، المسلسل الذي أصبح بعد ذلك ملاذ اللاجئين ورمزهم الدائم.
المسلسل الذي كان حقيقيّ الوجع، ناقلاً حكاية تهجير شعب ومعاناة لمدة ٥٠ عاما من الاحتلال (١٩٤٧-٢٠٠٤) فما أشبه البارحة باليوم!.
فكل دموعنا التي ذرفت على التغريبة لن تكفينا لرثاء حالنا على ما يحدث اليوم، اليوم الذي هو واقعنا وليس مجرد دور في شاشات التلفاز، الواقع الذي يؤلمنا، ويجعلنا نخجل من أنفسنا، الواقع الذي أجاب عن تساؤل قديم كان يخطر في بال أي عربي وهو كيف فقدنا فلسطين؟!.
فها هي الإجابة واضحة أمامنا بعد 75 عاما من الغزو، والاستيطان والتشريد وبناء المستعمرات والكيبوتسات، والصمت العربي والموالاة الغربية لدولة الكيان والذي نعيشه ونشهده اليوم، وكم هو مؤلم ذلك.
فبعد قرابة العشرين سنة من أول عرض للمسلسل ها نحن اليوم نعيش ونشهد على لجوء آخر ونكبة اخرى، أمام أعيننا لا تحتاج الى كتابة وسيناريو واخراج، الكل واقف ويشاهد ولا يحرّك ساكنا، فهل سنصور نكبتنا الثانية؟ بعد ذلك وتحزن أجيالا اخرى بعدنا؟ أم ننتصر؟
ونكون مثل طائر الفينيق، ونولدُ من ركامنا، ونتغنى بقصيدة هشام الجخ ” أنا العربي لا أخجل” لأننا اليوم نخجل من ذلك! فلا تسل عن سلامته.. روحه فوق راحته.

إذا كنت تعتقد بأنه قد تم نسخ عملك بطريقة تشكل انتهاكاً لحقوق التأليف والنشر، يرجى إتصال بنا عبر نموذج حقوق النشر.