أخبار بلا حدود – كشفت الكاتب الصحفي ساعد بوعقبة عن معلومات مثيرة حول حكاية “كنز جبهة التحرير التاريخية”، الذي اقتسمه القادة التاريخيين الستة(06)،الباقون أحياء من مجموعة التسعة (09)، الذين فجروا الثورة في أول نوفمبر 1954.
وقال بوعقبة في مقال رأي له نشر عبر موقع “المدار تيفي” حمل عنوان: “ما أعرفه عن كنز الأفلان في سويسرا..!”، أن “القضية بدأت في الرأي العام ، عندما أصدر مدير البنك السويسري كتابا حول الموضوع، واسمه “فرانسوا جونو”، قال فيه إنه هو الذي قسَّمَ الكنز المذكور بين القادة التاريحيين الذين بقوا أحياء من مجموعة التسعة، والذين تم ذكرهم في مقالي السابق ، ويظهر أن المبالغ لم تُوزع بالتساوي بين الزعماء الستة، وأنهم تولوا بدورهم عملية إعطاء نصيب من “الغنيمة”،لأتباعهم في المعارضة حسب تقديرهم للأمور، وقي هذا الإطار ذكر المحامي ميلود براهيمي مثلا، أن بوضياف رحمه الله، أرسل معه مبلغا ماليا من الغنيمة، لتسليمه لموسى حساني الرائد المعارض في منطقة الأوراس، وأن المعني استقلل المبلغ (الذي كان حوالي 200 ألف فرنك سويسري)، فأعاده لبوضياف، فيما قال لي المرحوم رابح بيطاط عندما سألته عن الأمر بعد خروجه للرأي العام، قال لي إنه استشار يومدين وقال له خذ ما يعطوه لك، وأنه رحمه الله أعاد المبلغ إلى خزينة الدولة في سنة 1978 عندما طُرِحت مسألة تغيير الدستور وترشيحه لخلافة بومدين، أما حصة بن بلة الذي كان مسجونا ، فقد تُركت مع حسين أيت أحمد للاحتفاظ بها،لحين خروجه من السجن، وهو ما تم، حيث سلم آيت أحمد المبلغ لبن بلة في لندن في اللقاء التاريخي للمعارضين في الثمانينات، والذي تم ترتيبه من قبل المحامي علي مسيلي، الذي قيل أنه اغتيل بسبب ترتيبه هذا اللقاء، وقد كان الشاذلي ين جديد على علم بعملية قتله، وقد قال لي ذلك المرحوم الجنرال لكحل عياط”.
وأضاف: “قال لي المرحوم اسماعيل حمداني إنه كان يشتغل في رئاسة الجمهورية حين أعلن خبر تقاسم كنز الأفلان، فدخل على الرئيس الراحل هواري بومدين لإعلامه، مشيرا عليه برفع دعوى قضائية ضد البنك السويسري الذي وزع الكنز، فقال بومدين:”هل تضمن كسب القضية في العدالة؟” فقال حمداني: لا، فاسترسل بومدين:” الذين أعطوا الأموال لمن لا يستحقها، بمكن أن يمنحوهم أيضا حكما قضائيا، وبذلك “نبهدل” الدولة الجزائرية أمام هؤلاء الناس، فاترك الأمر لله وللشعب!”، وقد علق حمداني على الموضوع قائلا:”لو كانوا أذكياء لأدخلوا معهم عائلات الشهداء من مجموعة التسعة (بن بولعيد وديدوش، وبن مهيدي)،فالمجاهدون الزعماء أخذوا حق الشعب، وحق إخوانهم الشهداء أيضا!؟”.
وتابع بوعقبة يقول: “بوضياف بنى مصنعا في مدينة قنيطرة المغربية،وأيت أحمد مَوَّل نشاطات حزبه “الأفافاس”،ورفض أن يوضف المبالغ لشراء السلاح لضرب استقرار الجزائر، ولهذا لم يعاديه بومدين مثل الآخرين (كريم بلقاسم وخيدر)، وأنا أذكر هنا روايات قد تكون صحيحة وقد تكون غير ذلك”.
وواصل بقوله: “قال لي المرحوم علي منجلي أنه ذهب إلى ألمانيا للعلاج على مرض “القولون”، وفوجئ بالمرحوم كريم بلقاسم يطلب زيارته في العيادة التي كان فيها، فقابله وقال له كريم:”يا سي علي، أنت سمعتك في الجيش الجزائري أحسن من سمعة بومدين، وقد غادرت مجلس الثورة بعد أزمة 1967 ، فساعدنا على الإطاحة ببومدين، خاصة وأن علاقتك بالعقيد شابو جيدة، وهو على استعداد للوقوف معنا مع مجموعة من الضباط” فرد عليه منجلي:” أنا أكره بومدين، ولكن لن أقف إلى جانبك أنت، لأنك عنصري!” ويعلق منجلي على الأمر قائلا:”يظهر ٫أن كريم وخيذر يسيران في خطة استعمال العنف ضد بومدين،وقد رفض الأمر آيت أحمد وبوضياف عندما عُرِضَ عليهما، لهذا وقعت عدة أحداث دموية مؤسفة في سنة 1967 و1968و1969، ففي 67 اغتيل خيذر في ظروف غامضة! وفي أفريل 67 تعرض بومدين لمحاولة اغتيال من طرف الرائد صلاح، ثم محاولة انقلاب قادها الطاهر الزبيري وتجميد مجلس الثورة، وفي 69 قتل العقيد شابو في حادث طائرة مروحية،كما قتل العقيد عباس في حادث مرور في منطقة بوسماعيل، وقد خرج بومدين بعد اطلاق النار عليه قلقا، وكان يضع ضمادة على شاربه، وقال في التلفزة:”لقد ضُرِبَتْ الثورة”، وتكلم عليه المجاهدون قائلين:”كيف يُلَخُِص الثورة في شخصه!؟”،
واختتم: “علاقة بومدين بخيذر كانت سيئة منذ أيام القاهرة سنة 1954 ، حيث قام آيت أحمد وخيذر بإخراج بومدين ورفيقه شيروف من سكن بالقاهرة تابع لحزب”MTLD” ، وسكنه آيت أحمد وخيذر ، وقد قال لي هذا الكلام المرحوم الشاذلي المكي، وكان أيت أحمد وخيذر “ماخذين الخيات” (متزوجان من أختين)، ولهذا كان التوتر بين بومدين وخيذر ، رغم وساطة بن بلة بينهما في سنة 1962”.