أخبار بلا حدود الاخبار على مدار الساعة
خلّفت نهاية مباراة الجزائر وقطر المثيرة والشاقة، الملعوبة سهرة الأربعاء بملعب “الثمامة”، تأهل المنتخب الوطني الجزائري الرديف للمباراة النهائية من منافسة كأس العرب “فيفا” قطر 2021، بعد الفوز على المنتخب القطري بنتيجة هدفين لواحد.
وإذا كان التنافس الكبير بين اللاعبين فوق أرضية الميدان أهم ما ميّز المباراة، فإن عكس ذلك حدث في مدرجات ملعب “الثمامة”، التي شهدت أمورا عدة غريبة ومثيرة جدا، لم ترصدها الكاميرات أثناء مجريات اللقاء.
وكشف الإعلامي الجزائري عبد القادر بن خالد، خلال بث مباشر على حسابه الشخصي في منصة فيسبوك مباشرة بعد نهاية المواجهة، 4 أمور مثيرة شهدتها المدرجات، نقلها كشاهد عيان للجماهير الجزائرية، بما أنه شاهد المواجهة من مكان قريب جدا لأرضية الميدان.
ارتياح كبير لدى أنصار “الخضر”
وأكد عبد القادر بن خالد أن جميع الجماهير الجزائرية، التي حضرت بمدرجات ملعب “الثمامة”، كانت مرتاحة جدا وهي تشاهد مباراة الجزائر وقطر، وببرودة أعصاب لم يعتد عليها الجمهور الجزائري.
وقارن الإعلامي الجزائري بين شعور الجماهير الجزائرية، التي شاهدت مباراة كتيبة “الخضر” ومنافستها “العنابي”، بما حدث لها في المباريات السابقة أمام المنتخب المصري، وبشكل أكبر في مباراة الدور ربع النهائي أمام المنتخب المغربي.
وأضاف في السياق أنهم عاشوا توترا كبيرا من المدرجات، خاصة في لقاء الجزائر والمغرب، كاشفا أن قلوبهم وأجسادهم كانت ترتعد بأتم معنى الكلمة، وهو الأمر الذي عاشته حتما حتى الجماهير الجزائرية التي لم تكن حاضرة في المعلب.
وأردف أنهم كانوا خائفين جدا من الهزيمة أمام المنتخب المغربي، لذلك لم يتوقفوا ولو للحظة عن تشجيع ودعم كتيبة المنتخب الوطني الجزائري الرديف، من أجل فوز الجزائر وخسارة المغرب، لكونهم جزائريين يريدون تأهل منتخب بلدهم.
وما قد يبدو أكثر إثارة ودهشة في مباراة الجزائر وقطر، هو أن الجماهير الجزائرية كانت تطلب من الجماهير القطرية الانتفاض لتشجيع منتخبها الوطني، حسب تصريحات عبد القادر بن خالد.
وكشف المتحدث أنهم كانوا يُشجعون أحيانا المنتخب القطري لدفع القطريين إلى تشجيع منتخبهم بلدهم، من أجل إشعال الإثارة في المدرجات.
القطريون كانوا أشد غضبا على الحكم
وتطرق الإعلامي عبد القادر بن خالد في بثه المباشر للوقت البديل عن الضائع الذي أضافه الحكم في مباراة الجزائر وقطر، مبرزا ردود أفعال الجماهير الجزائرية والقطرية التي كانت حاضرة في المدرجات.
وأكد المتحدث أن الأمر أغضب الجزائريين والقطريين معا، لما شاهدو أن الوقت البديل المحتسب عن الضائع كان 9 دقائق، مضيفا أن القطريين ازداد غضبهم أكثر لما اجتاز الوقت 9 دقائق، ما مكن المنتخب الجزائري من إضافة هدف الفوز.
وأضاف أن الأمر الذي أغضب أيضا أنصار المنتخب القطري هو مدة احتفال يوسف بلايلي ورفاقه بالهدف الثاني، قائلا إنهم اعتبروا زمن الفرحة مبالغا فيه، وضيّع عليهم دقيقتين أو أكثر.
ومع ازدياد التوتر والخوف من تلقي المنتخب الجزائري لهدف ثان كان سيخرجهم من المنافسة، طالبت الجماهير الجزائرية من الحكم إيقاف المواجهة، وكانت تصرخ بأعلى صوتها لتدفعه لفعل ذلك، حسب ما كشفه الإعلامي الجزائري من قطر.
وأردف أن الإعلام القطري، خاصة على أمواج إذاعات الراديو، كان غاضبا بشدة من الحكم الذي لم يوقف المواجهة بوصول وقتها البديل المحتسب عن الضائع إلى الدقيقة التاسعة، تاركا إياه يمضي إلى قرابة الدقيقة 19.
وفي سياق انزعاج القطريين من حكم المواجهة، أكد بن خالد أن احتساب ضربة جزاء للمنتخب الجزائري أمر أزعج كثيرا القطريين الذين قالوا إنها لم تكن صحيحة.
بوعلام استسلم للجماهير الجزائرية
وروى عبد القادر بن خالد تفاصيل قصة مثيرة عاشها لاعب المنتخب القطري صاحب الأصول الجزائرية خوخي بوعلام خلال المواجهة، مع فئة من جماهير المنتخب الجزائري التي كانت قريبة جدا من أرضية الميدان، وكان هو من ضمنها.
وقال الصحافي الجزائري إن خوخي بوعلام كان يمر بجانبهم بين اللحظة والأخرى أثناء المباراة الجزائر وقطر، وكانت جماهير “الخضر” تهتف باسمه كلما مر بالقرب منهم “بوعلام.. بوعلام.. بوعلام”.
وأردف الصحافي الجزائري أن لاعب “العنابي” حاول أن يتمالك نفسه، ويتجاهل هتاف الجمهور الجزائري باسمه، لكنه لم يقدر على ذلك بمرور الوقت، واستسلم لتلك الهتافات، والتفت إلى الجماهير قبل أن يتقدم نحوهم ويقدم لهم التحية والشكر.
وتابع أن الهتاف حدث أيضا مع اللاعب الثاني ذي الأصول الجزائرية كريم بوضياف، الذي كلما مر بجانبهم أو اقترب من المدرجات المحاذية لأرضية الملعب ثارت الجماهير الجزائرية للهتاف باسمه، قبل خروجه من المباراة.
جنسيات غير عربية شجّعت “الخضر”
وتطرق عبد القادر بن خالد في بثه المباشر للأجواء الكبيرة والممتعة التي ميّزت محيط ملعب “الثمامة”، بعد نهاية مباراة الجزائر وقطر المثيرة، كاشفا مشاركة أشخاص من مختلف الجنسيات في أجواء الفرحة التي صنعها الجمهور الجزائري.
وأشار الإعلامي الجزائري بن خالد إلى أنه شاهد مُشجعة بملامح غير عربية، اكتشف بالحديث معها أنها من دولة الفلبين، كانت ترتدي قميص المنتخب الجزائري وكمامة عليها علم الجزائر وتتغنى بمنتخب الجزائر، أكدت له أنها تحب المنتخب الجزائري وتشجعه.
وأثنى عبد القادر بن خالد على التنظيم المتميز للقطريين، حتى خارج ملاعب منافسة “مونديال العرب”، كاشفا أنه لم يجد أي صعوبة في الدخول إلى الملعب من مرأب السيارات، وصولا إلى مقعده في المدرجات، بغضون ما يقارب 11 دقيقة، نظرا لوصوله المتأخر نوعا.
وفي السياق، أضاف أنه حتى الخروج من ملعب “الثمامة، بعد” نهاية المواجهة، كان سلسا جدا، بالنظر إلى التنظيم الراقي، متمنيا أن يحدث الأمر ذاته يوما ما في بلده الجزائر، ومؤكدا أن الجمهور الجزائري يستحق ذلك لروعته.
وهنأ الصحافي الجزائري عبد القادر بن خالد منتخب بلده بالتأهل إلى نهائي منافسة كأس العرب “فيفا” قطر 2021، مُتمنيا حظا أوفر للمنتخب القطري في قادم المنافسات.
