أخبار بلا حدود- وينصب الرئيس الخامس والأربعون والسابع الأربعون للولايات المتحدة الأمريكية في أجواء وُصفت بالمشجعة والمحفزة لوصول دونالد ترامب للبيت الأبيض من جديد ،خخطاب أدلى به الرئيس الجديد محمل بالكثير من معاني الوضوح لسياسته المرنة والصارمة في نفس الوقت ، في الوقت نفسه يشد فيه العرب أنفاسهم خوفا من قرارات قد يصدرها الرئيس الأمريكي الجديدة قد لا تكون في صالحهم ، أو ربما خوفا من عمليات تصويبية قد يقوم بها الرئيس تلغي نشاط بعض الحكومات تجاه ما تنويه من تقدم في سبيل إرساء قواعد التغيير لديها ، مع أن الملاحظ لدى الأغلبية أن البنية التحتية للدول العربية لا تزال هشة وتفتقد للكثير من الشفافية فيما تنويه من انفاذ لبرامج واستراتيجيات هي مطلوبة وبشدة من شعوبها.
وبامضائه لحزمة من الأوامر التنفيذية حول قضايا داخلية ودولية، يكون الرئيس الأمريكي الجديد قد بدأ مهامه هذه التوقيعات المباشرة ،وسط تساؤلات ومخاوف من سياسته الخارجية، ولكن أعتقد أن العيب هو عيب المتخوفين حين كانوا يتمتعون بفرص عديدة للنهوض حضاريا دون النظر الى ما ستعتمده الدول القوية من سياسات، فتحضير البيت الداخلي لأي دولة عربية من المفروض هو انفاذ لأجندة داخلية محينة الإنجاز ولا ترتبط بما يفكر فيه الآخرون من توقيع أجندات داخلية أو خارجية، فالفرصة تأتي مرة واحدة ولا تتكرر ، ويجب اصطيادها في حينها.
قرارات ترامبية كانت متنوعة بين الغاء حق اكتساب الجنسية عند الولادة في البلاد الى محاربة النخب الراديكالية، الى انسحاب من منظمة الصحة العالمية ، مرورا الى إعادة الاعتبار لأي مسؤول تم فصله بسبب كوفيد، بالإضافة الى طرد المجرمين الأجانب من أمريكا وانسحاب من قناة باريس للمناخ، دون نسيان ضم قناة بنما ..وانهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتعزيزالحياة الكريمة للأمريكيين بفرض رسوم وضرائب على كندا والمكسيك بداية من شهر فبراير ، وهذا كله لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
في تنوع كبير لحزمة من القرارات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي ، يكون العالم في تهيأ لأن يشهد تحولا كبيرا وتفاوتا في موازين القوى التي سعت لأن تصنع من الكرة الأرضية كوكبا يسير وفق طموحات البعض ، من يريدون التوسع والسيطرة بخلفية برامج ومناهج لا ترضي البعض بسبب تقدم التكنولوجيا والتقنية الحديثة التي لم تدع فرصة لأن يفكر الحكماء العرب خاصة في أن يستعيدوا جزء من شخصيتهم الحقيقية في أن يصنعوا لهم مجدا بسواعد أبنائهم وبثروات بلدانهم التي تتنوع بين نفط وأراضي ونسبة شباب تفوق الدول التي تدعي أنها ستسيطر لأنها الأقوى .
اذا، وبعودة ترامب ،يكون المتابعون لمراسيم تنصيبه أنه بدى واثقا متعلما من أخطاء عهدته السابقة ، كما يبدو أنه واثق الخطى فيما ينويه من تغييرات في سياسته الداخلية والخارجية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : بماذا سيقابل العرب هذا التغيير في الأجندة الترامبية ، وهل سيبقى العرب يسيرون على نفس مسار الاكتفاء بروتين معيشي مألوف ومدح متكرر لواقع يقال عنه أنه مرضي ولا يمكن المطالبة بالمزيد مادام الأمن والسلام يعم بعض الدول العربية ؟.
ربما تكون التجربة الترامبية لها بعد نظر وسياسة تتخطى حدود المألوف في تفكير اضافي للعيش في المريخ والتقدم نحو نهضة لا تعرف الوقوف عند حد معين من الابتكار أو الاختراع، كيف يحدث التوقف وجل من سيختارهم ترامب من المسؤولين في تطبيق أجندته حتما سيكونون من الموثوق فيهم بدء من أفراد عائلته ووصولا الى من لهم علاقة بقضايا سابقة لم تكشف اللثام عن حقيقتها بعد ، أي اختيار أحد أفراد عائلة الرئيس المغدور به كنيدي ليتولى حقيبة وزارية، وهو روبرت كنيدي جونيور كوزير للصحة ، وهذه الحقيبة ستحمل الكثير من المفاجآت حتما، في ابتعاد لابنته ايفانكا وزوجها كوشنر لأن يلعبا دورا مهما كالذي لعباه في العهدة السابقة.
طبعا لم يكن هذا الاختيار لأعضاء الحكومة الترامبية وليد صدفة ،بل جاء بعد تجربة سابقة تخللتها أحداث ومناوشات وتهجمات على ترامب في انتخاباته السابقة، مما يوحي أن الرجل مصمم على الانتقام ولكن بطريقة لينة وشفافة حتى لا تدع شكا لمناصريه أنه سيخذلهم مرة ثانية.
والعرب هل تعلموا من أخطاء سياساتهم السابقة وهل يعولون على بناء حضاري يختزل الأخطاء والنكسات بإعادة رسكلة جديدة للاطارات و توجيه جديد للاستراتيجيات المغيرة لمناهج التعليم والرعاية الصحية ورفع مستوى الحياة الاجتماعية للمواطن بكرامة ،أم ستبقى ملفات الفساد والتذكير بأفضال الصرامة في الفصل فيها هي الحدث البارز والأهم، فأيهم سيختار الحكماء العرب في فترة رئاسة ترامب الجديدة : اما تحديث للبنى التحتية وتغيير الذهنية وكذا سبل تحقيق الأهداف من افتراضية انتضار ما يحدث لدى الغير من الدول وبناء الخطط نحو تحقيق الأهداف على ما يترتب من نتائج لسياسات الغير ، أم الانطلاق مباشرة في صياغة تغيير جذري دون انتضار أحد بتطبيق صارم للقوانين وتحييد المعرقلين والمغالطين لمساعي الصارمين المتجهة نحو رفع الغبن والتهميش وقطع الطريق أمام من لهم قدرات للتغيير الحقيقي ؟..
الأيام كفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات ومن بقي مهمشا أو معدوم الفرصة للعمل عليه أن يترقب الأحداث ، وما ستنجم عنه الحاجة لعقول تغير ولا تفسد ، لنها ستكون المطلب المستقبلي بلا تردد لطوفان العالمية القادم من أمريكا .
ترامب والتجربة العالمية نحو الريادة هل سيكتب لها التوفيق والنجاح ؟ الميدان هو من سيجيب . وتبقى آراء المحللين هي تكهنات واحتمالات لما خفي من سياسته الخارجية خاصة.
إذا كنت تعتقد بأنه قد تم نسخ عملك بطريقة تشكل انتهاكاً لحقوق التأليف والنشر، يرجى إتصال بنا عبر نموذج حقوق النشر.