أخبار بلا حدود- تبنت فرنسا منذ نشأتها المشروع الصهيوني، حيث أصبح ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الفرنسية.
وما نراه اليوم من دعم باريس للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، رغم معارضة الرأي العام العالمي القوية حتى داخل فرنسا نفسها.
وبالنظر إلى الضرر العميق الذي أصاب صورة إسرائيل نتيجة حربها الوحشية على قطاع غزة، لا تزال باريس تعمل على تلميع صورتها ، وحمايتها ، وحث الأطراف الإقليمية وخصوصاً العربية للتعاون معها، وهذا يظهر جليا في علاقاتها الدبلوماسية مع ا المملكة المغربية.
وقامت فرنسا بدفع السلطات المغربية على شن حملة إعلامية لتهدئة الجالية المغاربية في هولندا، بحسب ما أفاد به موظفو السفارة المغربية في هولندا، الذين أشاروا إلى أنه بعد الاشتباكات بين مشجعي كرة القدم العرب والإسرائيليين في أمستردام، جرت محادثة هاتفية بين السفيرين الفرنسي والمغربي لدى هولندا، فرانسوا ألابرون ومحمد البصري.
دعا خلالها السفير الفرنسي نظيره المغربي إلى تنشيط العمل الإعلامي الموجه للجالية المغاربية في هولندا من أجل منع تكرار حالات مماثلة في المستقبل.
حيث شهدت العاصمة الهولندية أمستردام اشتباكات بين عدد من مشجعي نادي “أياكس أمستردام” المؤيدين للقضية الفلسطينية، الذين من بينهم عرب من جهة، ومشجعي نادي مكابي تل أبيب” الإسرائيلي من جهة ثانية، بعد قيام مشجعي مكابي تل أبيب”، باستفزاز سكان أمستردام الهولندية المؤيدين لفلسطين، واستفزاز العرب الموجودين هناك، وترديد شعارات مفادها أنّ الجيش الإسرائيلي سيفعل فعله بالعرب، مع الاستهزاء بأطفال قطاع غزة، ونزع عشرات الأعلام الفلسطينية التي وضعها مواطنون هولنديون منذ أشهر طويلة، رمزا لدعم الفلسطينيين.
اللافت أن باريس اتجهت لحماية مباراة المنتخب الفرنسي مع نظيره الإسرائيلي، وأعلنت السلطات في فرنسا فرض حالة التأهب القصوى وسط المناخ السياسي المتوتر والمتزايد، خصوصا مع حث الجماعات المؤيدة للفلسطينيين فرنسا على عدم استضافة الفرق الرياضية الإسرائيلية في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حروباوه جمات مميتة في غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان.
وفي السياق، ذكر المحلل السياسي حازم زياد إلى أن باريس تعمل على حماية وتلميع صورة إسرائيل في العالم، وهذا ما فسرته التحركات الفرنسية سواء لحماية المشجعين واللاعبين الإسرائيليين، أو لتأنيب السفارة المغربية على ما تعرض له المشجعين الإسرائيليين في أمستردام.
وأضاف المحلل السياسي في السياق إلى أن فرنسا سعت إلى التقارب مع المغرب، من خلال الاعتراف بأحقيته على الصحراء الغربية، التي تلاها اعتراف إسرائيل بها أيضا، الأمر الذي يبدد الشكوك المتعلقة بنجاح باريس باستمالة المغرب إلى جناح التأييد الإسرائيلي.
وبالحديث عن الصحراء الغربية، تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدّد في وقت سابق أمام البرلمان المغربي موقف فرنسا الداعم لسيادة المغرب” على الصحراء الغربية. ووعد ماكرون باستثمارات فرنسية في الإقليم المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو، غداة إبرام البلدين عقودا بقيمة تناهز 10 مليارات يورو.
بعد أيام قليلة من انتهاء زيارة ماكرون، أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في مقابلة مع صحيفة “لوبوينت” الفرنسية، لأول مرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على التزام المملكة المغربية باتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
الأمر الذي أثار غضبًا عارمًا وسط الشعب المغربي، الذي عبرعنه من خلال مسيرات عديدة و على منصات التواصل الاجتماعي من خلال تدوينات ساخطة ومنتقدة التدخل الفرنسي في الشؤون المغربية، بالإضافة إلى غضبهم من الحكومة المستمرة في مسار التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، في ظل الإبادة الجماعية المستمرة التي يتعرض لها قطاع غزة.
المظاهرات في المغرب: من دعم فلسطين إلى إسقاط التطبيع ومواجهة المخزن