أخبار بلا حدود- في اليومين الماضيين، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي أخبار عن احتمال حدوث تسونامي خطير في البحر الأبيض المتوسط واقتراب زلزال في إحدى الدول المتوسطية.
هذه الأخبار تداولتها غالبية صفحات فيسبوك، بما في ذلك بعض المثقفين والمختصين، دون التحقق من صحتها. بل ذهب البعض إلى تحذير الجزائريين من الذهاب إلى الشواطئ خلال هذه الفترة، خوفاً من وقوع أي مكروه.
الإشاعات التي انتشرت أثارت حالة من الذعر والخوف بين العائلات التي كانت تخطط لقضاء عطلتها الصيفية على الشواطئ، مما جعل الكثيرين يترددون في الذهاب أو حتى يلغون عطلاتهم على البحر ويبحثون عن وجهات بديلة.
ومع ذلك، فقد نفى المختصون في مجال المخاطر الكبرى صحة هذه الأخبار، مؤكدين أنها “مبالغ فيها” ولا تستدعي أي قلق.
- مختصون: إشاعات لا تصدقوها.. مجرد مد وجزر وارتفاع عادي للأمواج
وفي هذا الصدد، أكد المختص في المخاطر الكبرى، نبيل بن دايخة في تصريح لموقع ”الشروق”، أن ما يتم تداوله حول وجود مخاطر محدقة، هو مجرد “إشاعات لا دليل علميا عليها، وهي مغالطات يتم تداولها حتى بين أشخاص مثقفين، وهو ما رفع نسبة التخوف لدى العامة”.
وأوضح المتحدث، بشأن موضوع رفع الرايات السوداء بشواطئ مصر، التي تم تفسيرها باقتراب وصول تسونامي كبير يضرب المنطقة ويمتد لدول البحر الأبيض المتوسط، بحيث قال: “رفع الرايات السوداء بمصر ليس جديدا، وهو أمر اعتيادي على شواطئهم، التي تعرف بين الفينة والأخرى ارتفاعا كبيرا للأمواج، التي قد تصل بين مترين و3 أمتار، بسبب الرياح الشديدة.. وهو ما يتسبب في سحب وتيارات مائية خطيرة، تكون السباحة فيها خطرا كبيرا”.
وبحسبه، ارتفاع الأمواج ظاهرة تحدث بشكل طبيعي من حين لآخر خلال فصل الصيف عبر جميع دول العالم، وليست دليلا على اقتراب أي تسونامي أو زلزال.
وفسر بن دايخة الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تظهر تراجعا لمستوى الرمال بشواطئ مصر، أنه أمر عادي تسببه حالات من المد والجزر في مياه البحر الأبيض المتوسط، وكذلك وجود تيارات مائية شديدة.
وعليه، فإغلاق بعض الشواطئ بمصر وحتى بتونس، يرجع إلى الاضطراب في حالة البحر نتيجة ارتفاع الأمواج الناتجة عن التغير في حالة الطقس ونشاط الرياح، وليس له أي علاقة بالتسونامي أو بزلزال كريت.
وبتفسير علمي، أكد المختص في المخاطر الكبرى، بعدم وجود علاقة بين التغيرات التي تحدث دوريا في حالة الطقس مع تغيير حركة البحار، ومع موجات التسونامي وأي زلازل وبراكين. ودعا محدثنا المصطافين للتمتع بالاصطياف، وعدم تصديق ما ينشر على التواصل الاجتماعي.
ومن جهته، علق أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي على انحسار مياه البحر المتوسط، وكشف عن الزلازل والحالات التي تتسبب بوقوع تسونامي.
وقال شراقي: “يوم الأحد الماضي حدث زلزال قوي نسبيا بالنسبة لزلازل البحر المتوسط الذي يعد من المناطق قليلة الزلازل على مستوى العالم، بقوة 5.3 درجة بمقياس ريختر وهذا لا يتسبب في حدوث تسونامي”.
وأكد أن انحسار مياه البحر المتوسط ظاهرة طبيعية وتحدث لأيام معدودة خلال العام.
وأضاف: “البحر المتوسط ليس منطقة حدوث زلازل ضخمة، وزلازل تركيا بعيدة عن الشواطئ، وكي يكون الزلزال مدمرا ويؤدي إلى تسونامي يجب أن يكون مركزه داخل البحر وبقوة من 6.5 إلى 7 درجات بمقياس ريختر”.
وشدد على أنه هناك حالة واحدة لحدث تسونامي البحر المتوسط وهي حدوث زلزال قوي بقوة 6.5 مركزه تحت قاع البحر المتوسط يؤدي إلى تشقق في القشرة الأرضية وحدوث انزلاق مفاجئ وتحرك سريع يؤدي إلى اضطراب الأمواج وتتكون أمواج دائرية مركزها بؤرة الزلزال وهذا يتسبب في اضطراب شديد بسطح المياه ويؤدي إلى حدوث تسونامي.
ويشار إلى أن عالم الزلازل الهولندي المثير للجدل، فرانك هوغربيتس توقع حدوث تسونامي في البحر المتوسط، مستندا في فرضياته بحدوث الزلازل وبهندسة وحركة الكواكب..! ومع ذلك، فغالبية توقعات هذا العالم كانت خاطئة ولم تحدث زلازل في بلدان سبق أن توقعها.