أخبار بلا حدود- أُجدِّدُ الدعوة لتعبئة الطاقات التمويلية العربية لاسيما صندوق النقد العربي والصناديق العربية القائمة، لمساعدة الدول الاعضاء التي في أَمَسِّ الحاجةِ لهذه المساعدات لتمكينها من تجاوز هذه الظروف الدولية العصيبة.
ستُنظِّم الجزائر خلال الشهر الجاري، الندوة العلمية الأولى حول “الأمن الغذائي في الوطن العربي” بحضور كبار الخبراء والمختصين العرب للخروج بمقترحاتٍ علميّةٍ ومشاريع ملموسة تمهيدا لاعتمادها وتجسيدها بما يدعَمُ الأمن الغذائي لشعوبنا.
لقد وضَعَت الجزائر رئاستها للقمة العربية تحت شعار لَمِّ الشَّمْل حيثُ بعد إعادة توحيد الصفِّ الفلسطيني في الجزائر الذي كُلِّلَ بتوقيع الأشقاء الفلسطينيّين على “إعلان الجزائر” والتزامهم بالعمل على تجسيد الاستحقاقات المتضمّنة فيه، نُواصل بالتنسيق مع أخي فخامة الرئيس محمود عباس، مساعينا الرامية لاستِكمال مسار المصالحة الوطنية.
شعارُ لمِّ الشَّمْل تجَسَّدَ كذلك باستعادة سوريا الشقيقة مقعدها الطبيعي في جامعة الدول العربية، بفضل الجهود الدؤوبة التي بُذلت. وأوَدُّ أن أُرحِّبَ عاليًا باسترجاع سوريا لمقعدها بيْن أشقّائها مع توجيه الشكر إلى كل الدول العربية الشقيقة التي ساندت مسعى الجزائر وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
سَخّرت الجزائر دبلوماسيَّتِها خدمةً لقضِيّتنا المركزية، حيثُ واصلنا المساعي على مستوى الأمم المتحدة لحشْدِ الدعم اللازم بُغية توسيع قاعدة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، وذلك بالتنسيق مع كافة الأشقاء العرب.
ساهمت الجزائر في الخطوات العمليّة التي تمَّ اتخاذُها من أجل اعتماد قرار الجمعيّة العامة للأمم المتحدة لتفْعيل دورِ محكمة العدل الدولية من أجل تكريس حقوق الشعب الفلسطيني، فضلاً عن توقيعها لِلّائحة التي تمّت المصادقة عليها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة حِيالَ قرارِ سُلطة الاحتلال بفرض إجراءاتٍ عقابيّةٍ على الشعب الفلسطيني وقيادته ومجتمعه المدني.
بعد طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة لرأيٍ استشاريٍّ من محكمة العدل الدولية رفضت الجزائر، كل الاجراءات “العقابيّة”، داعيةً رُفقة باقي الموقّعين إلى الإلغاء الفوري لهذه الإجراءات.
تنفيذًا لقرارات قمّة الجزائر، انعُقد “مؤتمر دعم القدس” تُوج باعتماد جملة من الإجراءات من شأنها تعزيز صمود أهلنا في القدس الشريف الذين يتعرضون يوميًا إلى ممارساتٍ إجرامية واستهداف حياتهم بالإضافة إلى القمع الاستيطاني الممنهج، وسط صمتٍ دوليٍّ رهيب.
أقدَمَتْ سلطة الاحتلال على تصعيدٍ خطيرٍ تمثَّلَ في الغارات الجوية الغاشمة التي شنّتها قواتُ الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة مُخلّفةً العديد من الشهداء والجرحى من بينهم أطفال ونساء وعُزَّلْ.
إنَّنَا نُدينُ بشدة هذه الأعمال الاجراميّة، ونُجدّدُ تضامُنَنَا الكامل والدائم مع الشعب الفلسطيني الشقيق وندعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية المتكرِّرة والمُمنْهَجة.
نُعرِبُ عن ارتياحنا لبوادر الانفراج التي حدَثَتْ من خلال التقارُب الحاصل في العلاقات العربية مع الجارتيْن تركيا وإيران، والذي نتوسَّمُ فيه انفراجًا في أزمات المنطقة واستِقرارِها وخفض التوترات، مما يفتحُ آفاقًا رحْبَةً للتعاوُن والشراكة ويُمهِّدُ لإِحلالِ السلام في المنطقة وفي بعض الدول الأعضاء لاسيما في اليمن الشقيق.
نُجدّدُ تضامُنَنَا الكامل والدائم مع الشعب الفلسطيني الشقيق وندعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية المتكرِّرة والـمُـــمَـــنْـــهَـــــجة وضمان الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتمكينه من استرجاع حقوقِهِ المشروعة، وعلى رأْسها إقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف.
نؤكد على ضرورة تعزيز التضامُن مع أشقّائنا في الصومال وجيبوتي في مواجهة الجفاف الذي تشهدُهُ منطقة القرن الإفريقي للعام السادس على التوالي، والتي تتطلَّبُ تدخُلاً عاجلاً لتفادي كارثةٍ إنسانيّةٍ مُحدِقةٍ بهذيْن الشعبيْن الشقيقيْن وكافة شعوب المنطقة.
ندعو مُجدّدًا الإخوة الاشقاء في السودان إلى تغليب المصلحة العُليا للوطن والاحتكام إلى فضائل الحوار لحلِّ الخلافات وتجنيب الشعب السوداني الشقيق مخاطر الانزلاق في دوَّامَةِ العُنف الدموي .
تُؤشّرُ المعطيات الدولية لظهور نظامٍ دوليٍ جديدٍ مُتعدد الأقطاب على أنقاض نظام القطب الواحد. إن هذا الوضع بتعقيداته المتعدّدة وبتداعياته الكبيرة، يفرضُ علينا تعزيز التضامن والعمل كمجموعة مُوحدةٍ تستنيرُ بمبدأ وِحدة المصير، ليكون لنا دور فاعل في تحديد التوازنات الجديدة بالشكل الذي يضمن الحفاظ على مصالحنا المشتركة.
إدراكًا مِنَّا بحجم وطبيعة التحديات الجسيمة التي تُواجه الأمة العربية وانطلاقًا من إيماننا العميق بفضائل وأهمية العمل العربي المشترك المتجدِّد، أوَدُّ التأكيد مجددًا على حتميَّةِ إصلاح وعصرنة العمل العربي المشترك وِفقَ نهجٍ جديدٍ يتجاوزُ المقاربات التقليدية ليضَعَ في صُلب أولوياته انشغالات وهموم المواطن العربي.
أعربُ عن امتناني لدعمكم للمقترحات التي تقدَّمنا بها من أجل تفعيل دور جامعة الدول العربية في الوقاية من النزاعات وحـــلِّـــها وتعزيز مكانة الشباب والابتكار في العمل العربي المشترك، أُشدِّدُ على ضرورة تجاوُز هذا الاستعصاء الاصلاحي والإسراع في تفعيل هذه العملية الاصلاحيّة المحوريّة لتمكيننا من مواجهة التحديات المطروحة حاليًّا على المستوييْن الاقليمي والدولي.