الأمم المتحدة تحيي الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية لأول مرة

الأمم المتحدة تحيي الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية لأول مرة

أخبار بلا حدود- تحيي الأمم المتحدة, يوم الاثنين, في مقرها بنيويورك ولأول مرة في تاريخها, ذكرى النكبة الفلسطينية التي تدخل عامها ال75, بمشاركة رئيس دولة فلسطين, محمود عباس, الذي سيسرد أمام الجمعية العامة الأممية الرواية الحقيقية لجريمة الاحتلال الصهيوني أمام العالم أجمع.

و ستكون غرفة الاجتماعات رقم 4, بمقر الأمم المتحدة, شاهدة على وصول دولة فلسطين إلى منبر الهيئة الأممية, لتقديم الرواية الحقيقية للنكبة وتفنيد رواية الاحتلال الصهيوني, حيث تحيي لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف, بمساعدة شعبة حقوق الفلسطينيين في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام, وفقا للتفويض الممنوح من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 30 نوفمبر الماضي, ذكرى النكبة بتنظيم حدثين, في مقر الهيئة الدولية.

و رغم ما واجهته الخطوة من محاولات عرقلتها من قبل مسؤولي الكيان الصهيوني, إلا أن اللجنة الأممية والبعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة, نظمتا الحدث, الذي سيشهد على مرور 75 سنة عن مأساة وقعها الاحتلال ولا تزال قائمة حد الساعة, لتكشف للعالم من جديد حقيقة الصهاينة في قتل وتهجير الشعب الفلسطيني منذ عام 1948.

و ينطلق إحياء الذكرى, من خلال اجتماع خاص رفيع المستوى, في الفترة الصباحية بدءا من الساعة 10 صباحا (بتوقيت نيويورك) ويتواصل طيلة ساعتين ونصف الساعة من الزمن, يترأسه رئيس اللجنة الأممية سالفة الذكر, السفير شيخ نيانغ, ويتضمن كلمة يلقيها رئيس دولة فلسطين محمود عباس, بالإضافة إلى تصريحات من قبل وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام, وكذا المفوض العام للأونروا, وممثلي المجموعات الإقليمية والمجتمع المدني.

و كان مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور, قد قال, في وقت سابق, أن بعثة فلسطين واللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف وكل الأصدقاء وشعبة فلسطين في الأمانة العامة للأمم المتحدة “اختاروا تفاصيل هذه الفعالية بجلستيها الصباحية والمسائية, تنفيذا للقرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة, بإحياء ذكرى النكبة الـ75 للمرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة”.

و أكد أن “الجهود بذلت على قدم وساق لإنجاح الجزء الصباحي من الفعالية, حيث سيلقي فيه الرئيس محمود عباس كلمته, وكذلك في البرنامج المسائي في قاعة الجمعية العامة, حيث تم الترتيب للفعالية الفنية والثقافية الراقية لسرد الرواية الفلسطينية عن واقع النكبة”.

بينما سيقام خلال الفترة المسائية الثانية, حدث تذكاري خاص وحفلة موسيقية, في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة, من الساعة 6 حتى 8 مساء (بتوقيت نيويورك), حيث يسعى هذا الحدث إلى تجسيد ما حدث خلال النكبة, عبر صور ومقاطع فيديو وشهادات وموسيقى.

و يرتقب أن تقدم الفنانة الفلسطينية سناء موسى, سفيرة التراث الفلسطيني, عرضا خاصا, يليه عرض في نسخة معدلة من تأليف عازف التشيلو والملحن, نسيم الأطرش, برفقة أوركسترا نيويورك العربية بقيادة يوجين فريزين, حيث يحمل العرض المخصص للنكبة الفلسطينية عنوان “ألوان زاهية على قماش غامق” مصحوب بمواد سمعية وبصرية.

و كان رياض منصور, قد استبعد بأن يكون بمقدور أحد أن يؤثر على حجم الحشد المتوقع وذلك في تعقيبه على التقارير التي أشارت إلى أن مسؤولي الاحتلال الصهيوني عملوا في الأسابيع الأخيرة, من أجل إفشال هذا الحدث.

و اعتبر مندوب دولة فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة, أن اعتماد القرار يشكل “اعترافا من المجتمع الدولي بالحقوق الفلسطينية” وأن احياء ذكرى النكبة الفلسطينية في القاعة الرئيسية للجمعية العامة للأمم المتحدة “يمثل اعترافا رسميا بنكبة الفلسطينيين على أيدى عصابات وجيش الاحتلال الصهيوني”.

من جهته, طالب رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف, السفير شيخ نيانغ, ب”التصرف مع الفلسطينيين بشكل آخر”, مشددا على أن الوقت قد حان لطلب رأي جديد من محكمة العدل الدولية, بخصوص القضية الفلسطينية, نظرا ل”السلوك الإجرامي” للاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.

  • تواصل النكبة الفلسطينية.. في انتظار حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

و يأتي إحياء الأمم المتحدة لذكرى أطول أزمة متفاقمة للاجئين في العالم, في وقت يمعن الاحتلال الصهيوني في بطشه وتنكيله بأبناء الشعب الفلسطيني, وآخره ما عاشه قطاع غزة المحاصر من عدوان عبر غارات جوية طيلة 5 أيام, خلفت 37 شهيدا, لتتواصل مأساة الفلسطينيين سواء في فلسطين المحتلة أو في اللجوء والشتات, مع مضي الكيان الصهيوني قدما في ارتكاب جرائمه ضد الإنسانية دون حسيب ولا رقيب.

و تتواصل النكبة الفلسطينية, بأشكال مختلفة, سواء من خلال إقامة بؤرة استيطانية جديدة, وهدم منازل المدنيين الفلسطينيين, والاقتحامات المستمرة للأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية, على غرار المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي, وحملة الاعتقالات التعسفية والإهمال الطبي للأسرى في غياهب سجون الاحتلال الصهيوني, ويضاف إلى ذلك الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 16 سنة والإغارة عليه, في وقت يمضي الفلسطينيون في استعمال كل وسائل المقاومة المشروعة والمطالبة بحقوقهم الأساسية.

و في انتظار تحقق المطلب العربي الذي رافعت من أجله الجزائر خلال احتضانها قمة لم الشمل, وشكل أحد مخرجات هذه الأخيرة, بأن تكون لفلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة العام الجاري, يواصل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, التشديد على مركزية القضية الفلسطينية.

و كان الرئيس تبون, وخلال الدورة العادية ال31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة, التي احتضنتها الجزائر, مطلع نوفمبر الفارط, قد طالب بتمكين فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة, وهو ما تجلى في مخرجات قمة لم الشمل, التي انبثق عنها “إعلان الجزائر”.

كما ثمن الرئيس تبون, بصفته رئيس مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة, خلال أشغال المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس, اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لتفعيل دور محكمة العدل الدولية في تكريس حقوق الشعب الفلسطيني, داعيا إلى “مواصلة الجهود مثلما تم الاتفاق عليه في قمة الجزائر لاسيما لتبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

  • المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية

 

شاهد أيضاً

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

أخبار بلا حدود- تبنت فرنسا منذ نشأتها المشروع الصهيوني، حيث أصبح ركيزة أساسية في السياسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!