- الحقيقة الغائبة . ! !
- بقلم:محمد سعد عبد اللطيف .مصر .
اَلكثِير مِنَّا يعيش ضَحيَّة المثاليَّة المفْرطة . سَاسَة ومثقَّفون . وكتَّاب وأدبَاء ومفكِّرين . يعيشون فِي المثاليَّة . ويعْتَقد بِأنَّ قَوْل الحقيقة سَوْف يُقَربك مِن النَّاس ، وللْأَسف فِي هذَا العصْر النَّاس تُحِب وتكافئ من يَستطِيع تخْديرهَا بِالْأوْهام إِنَّ صِناعة الوهْم صِناعة رَابِحة لِطائِفة اِنْتشَرتْ بَيْن عَامَّة الشَّعْب . . . اِسْتخْدمهَا كثير مِن اللَّاعبين فِي المجَال السِّياسيِّ والانْتخابات . . . فصدقوا الأوْهام فنْتظَرْتْ الشُّعوب المغْلوبة على أَمرِها . اَلوُعود والْمانشيتتْ عَلِي حَوائِط وَأعمِدة الإنارة . . . فَخرَج طِفْلا فِي الصُّفوف اَلأُولى مِن المرْحلة الابْتدائيَّة . . . لَم يَتَعلَّم النِّفَاق دَاخِل المجْتمع فَمزَّق هَذِه الصُّور والْمنْشورات لِهؤلَاء . وَكتَب على جُدْران الحوائط ( بالمْنشيتْ اَلعرِيض قَبضُوا على أَبِي اِبْن اَلأُصول . قَالُوا تُهْمته أَنَّه بِيأكل حَبَّة فُول . . . وَكَمان ضَبطُوا عَلِي جارتْتَا السِّتَّ بَهانَة قَالُوا كَانَت بتندغ فِي لِبانة . . . فأنْشد فِي شَوارِع القرْية بِكرة هِيجي لَيُّه مِيجيش بِكرة جَاتُوه والْيَوْم اَرائِيش ) . . . أَمشِي مَعهُم ولَا اِمْشِي ورآهم . حِزْب نعم ولَا حِزْب لََا . . . فَمُنذ القدم والْبَشر لََا تُعَاقِب إِلَّا من يَقُول الحقيقة ، فالتَّاريخ أخْبرَنَا عن سُجَناء الرَّأْي والْكثير مَاتُوا مِن أَجْل إِظهَار الحقيقة . لِذَلك إِذَا أردْتُ البقَاء مع النَّاس شاركَهم أوْهامهم ، فالْحقيقة يقولهَا من يرْغبون فِي اَلرحِيل . . . عن عَالمِنا اَلذِي أَصبَح دُون حَقِيقَة ” . وَبمَا أنَّ اَلعُقول المسْتعْبدة لََا تَعتَنِق إِلَّا المبادئ اَلتِي تَعُود عليْهَا بِالْمنْفعة فَإِنهَا تَفتَرِض أنَّ الآرَاء لَدى اَلمُفكر اَلحُر مَا هِي إِلَّا وَسِيلَة يَبحَث بِهَا عن مَنْفَعته وَأنَّه لََا يُضْفِي صِفة اَلحَق إِلَّا على مَا يَجنِي مِنْه فَائِدة مَا . وَبمَا أنَّ مَا يَكُون نافعًا لَه يَكُون نقيض مَا يَبدُو نافعًا لِلْآخرين ، فأنَّهم يفْترضون أَنَّه لََا يُمْكِن أن يَكُون على حقِّ مَا دام يَضُرنَا ” يوْميَّات مُثقَّف فِي الأرْياف…
مُحمَّد سَعْد عَبْد اَللطِيف ” “ كاتب مصري وباحث في الجيوسياسية “”