- هولندا تثأر
وقع المنتخب الإسباني بطل العالم في الدورة السابقة في المجموعة الثانية في المونديال الذي احتضنته البرازيل.
وضمت المجموعة أيضا منتخب هولندا الذي كان وصيف تلك النسخة وللمرة الثالثة في تاريخه.
وتواجها الفريقين في لقاء غلب عليه طابع الندية والثأر إسبانيا لمواصلة السيطرة والتفوق في رحلة الدفاع عن لقبها.
ومنتخب الطواحين في مهمة ثأرية بحتة تحمل في ثناياها كل معاني التحدي والوقوف في وجه رفقاء المشاكس دييغو كوستا.
والشيء الأكثر مدعاة إلى الاهتمام أن اللقاء دخل في إطار الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثانية والفوز في هذا اللقاء كان سيضع الفريق المنتصر في وضعية جيدة للذهاب بعيدا في البطولة خاصة إذا تعلق الأمر بالإسبان الذين قدموا تحت ضغط الحفاظ على لقبهم.
رفقاء كاسياس دخلوا المباراة بثوب المرشح وتقدموا في النتيجة بداية وكان كل شيء على ما يرام في نظرهم ولكن لم يكونوا يتوقعون ما حضره لهم زملاء الجناح الطاير روبن.
وقبل أن يستدل الستار على مراسيم الشوط الأول تمكن فان بيرسي من تعديل النتيجة لينتهي الجزء الاول على نتيجة التعادل الإيجابي.
ولكن الشوط الثاني كان مختلفا تماما وجاء بشكل عكسي لتفاصيل الشوط الأول خمس وأربعين دقيقة غاب فيها الإسبان وحضر فيها أبناء الأراضي المنخفضة وأخذوا بالثأر على أكمل وجه.
حيث تفنن الهولنديون في إذلال ابطال العالم بشكل لم يتوقعه المتشائمين من الطرف الإسباني وأكثر المتفائلين من الجانب الهولندي.
جزء مغاير لأحداث الشوط الأول أو لنقل شوط ثاني أشبه بأفلام الرعب ذلك الذي عاشه الإسبان.
حيث استقبل مرماهم أربعة أهداف كاملة وبشتى الطرق ليكتمل النصاب ويكتب على اللوح خماسية هولندية في الشباك الإسبانية هي عنوان ليلة ثأرية بكل أبعادها الواضحة والخفية.
كان لفان بيرسي وروبن حظ الأسد منها حيث سجل كل منهما هدفين غاية في الروعة والجمال والسحر خاصة هدف فان بيرسي برأسية متقنة من زمن فان باستن وضعها بكل إبداع في مرمى كاسياس الذي لم تتلقى شباكه أهدافه بهكذا سحر من قبل.
أما هدف روبن الأخير فلخص كل شيء في تلك الأمسية حيث عبث بدفاع إسبانيا واجهز عليهم مستعملا سرعته ومهارته وقبل أن يضع الكرة في الشباك قرر أن ينكل بالجميع في ليلة لن ينساها متابعوا كرة القدم مهما حصل.