الاتحادية الدولية لكرة القدم: تتلاعب بمشاعر الجزائريين

الاتحادية الدولية لكرة القدم تتلاعب بمشاعر الجزائريين
 

أخبار بلا حدود – جميل أن نستيقظ، قبل انطلاق مونديال قطر، على خبر قرار من “الفيفا” بترسيم تواجد الجزائر بين “الأكابر” وجميل أيضا أن تعترف “الفيفا” بخطئها في حق الجزائر ويكون تصحيح الخطأ بإعلان مشاركة الجزائر في مونديال قطر.

بين الحلم والحقيقة فرق مترامي الأبعاد، مثل الفرق والاختلاف بين البياض والسواد. وأمام الحلم الجميل الذي يعانقه كل جزائري منذ التاسع والعشرين من شهر مارس المنصرم، في إنصاف من “الفيفا”، فيما اصطلح على تسميته بـ”فضيحة” الحكم الغامبي باكاري غاساما، واقع للأسف مرّ، يتمثل في عدم تغيير واقع المنتخب الجزائري منذ ترسيم الإقصاء من المونديال القطري.

حقيقة إقصاء الحكم الغامبي باكاري غاساما من إدارة مباريات مونديال قطر!

النهاية الدراماتيكية لمشوار “الخضر” في تصفيات كأس العالم 2022 والكابوس الذي أفاق عليه عشاق “الخضر” في الوقت بدل الضائع من الحلم الجميل غذيا تجارة بيع الأوهام لشعب برمّته، بل إن لتلك التجارة أن وجدت “الطلب” متزايدا عليها فكثر العرض، متشابها في الشكل واللون، حتى انتهت “مدة صلاحية” بضاعة الأوهام بحقيقة ثابتة جعلت من “المذنب” غاساما متأهلا للمونديال و”الضحية” الجزائر مستبعدة منه.

ولأن في الوقت بدل الضائع، غالبا، ميزة لذيذة في اللعبة الساحرة حين يتم قلب نتائج المباريات، فإن الوقت بدل الضائع لموعد مارس الماضي الذي منح تلك النكهة للكامرون على حساب الجزائر هو نفسه (الوقت بدل الضائع) الذي يعيده “تجار” الأوهام بترويج لنفس الطرح القاضي بتأهل الجزائر للمونديال، لكن بسيناريوهات أخرى لا تختلف من حيث الحُبكة والخداع “السينمائي” عن سيناريو غاساما.

هل ستعاد مباراة الخضر و الكاميرون ؟ أم الجزائر تأهلت إلى مونديال قطر ؟

القول إن لجنة تنظيم كأس العالم أنزلت، في وقت سابق، راية الكامرون وعوضتها براية الجزائر، لجعل الاعتقاد يسود بأن “الخطأ” قد تم تصحيحه وقد أعيد لقيصر ما هو لقيصر، لم يكن في النهاية سوى مجرد كلام للاستهلاك، فسرعان ما تبيّن أن الأمر لا يعدو “إشهارا مخادعا” وطويت صفحة وهم ثان بعد وهم غاساما. واليوم، وقبل أيام عن انطلاق العرس الكروي العالمي، انبعث “حلم” جديد، فتجارة بيع الأوهام حطمت كل الأرقام، وقد باتت تجارة مربحة طالما أن شعبا برمته متمسك، إلى غاية الوقت بدل الضائع، بأمل حدوث المعجزة، ما زاد في رواج “أسطوانة” ما تم نشره على حساب “الفيفا” في “تويتر” عن نشيد قسما وعبارة “عودة المحاربين” التي أرفقت بالصورة، وعاد القلب ليتعلق بنفس الأمل المتقلب حتى وإن كان “الفصل الثالث” من الأحلام يشهد اليوم نفس الواقع، وهو عدم تحرك “الفيفا” ببيان رسمي يقطع الشك باليقين أو يؤكد “رسميا” نهاية الوقت بدل الضائع بتواجد الجزائر في المونديال من عدمه.

قبل كاس العالم 2022.. الفيفا: محاربو الصحراء قادمون!

بقيت، قبل صافرة نهاية الأحلام والأوهام، قضية احتمال تجريد تونس من التواجد في المونديال بسبب احتمال تدخل السلطات التونسية في شؤون اتحادية الكرة التونسية، وفي ردة فعل “بافلوف”.. ردة فعل لا إرادية، عاد الحلم في مشهد رابع للقول إنها الحقيقة.. إنها ربما العدالة الإلهية أو أن “الفيفا” استيقظ ضميرها وستجعل الجزائر حاضرة في قطر بدلا من تونس أو حتى بدلا من إيران، هذا البلد الآسيوي الذي تسعى إيطاليا الأوروبية، بضغطها على الأمم المتحدة و”الفيفا”، لأخذ مكانها دون وجه حق.

وجب اليوم الاقتناع بأن الوقت بدل الضائع انتهى بكابوس أو بـ”شرّ” لابد من تقبّله، منذ مكافأة غاساما بالمونديال وعدم الاعتراف بعدم نزاهته من طرف “الفيفا”، ووجب أيضا الاقتناع بأن “الفيفا” تتخذ قراراتها وتبلغها للاتحادات المنضوية تحت لوائها بمراسلات رسمية وليس بإعلانات تسويقية على صفحاتها في “تويتر” وفي “فايسبوك”.

ووجب أيضا، ونحن نأمل في تعويض منتخب تونس، أن ندرك أن “الفيفا” تستبعد اتخاذ مثل هكذا قرارات إلا في حالة الضرورة القصوى، كونها تحرص على الحفاظ على صورة المونديال، أبرز مسابقاتها على الإطلاق، الذي يدر عليها خمسة ملايير دولار في كل طبعة.

وحتى في حال استبعاد تونس بسبب التدخل الحكومي أو إيران بسبب التضييق على الجنس اللطيف، فإن “الفيفا” لم تُدرج في قوانينها أو لوائحها “حلا قانونيا”، ما يجعل مجلس الفيفا المخوّل للفصل في ذلك بناء على “المنطق” أولا، بمعنى أن إيطاليا الأوروبية لا يمكنها أخذ مكانة منتخب آسيوي في حال استبعاد إيران، حتى تضمن “الفيفا” نفس “الكوطات” المقررة بين القارات، حتى وإن كانت إيطاليا تضغط على “الفيفا”، أمام الفراغ القانوني، للتواجد في المونديال العربي، بالقول إنها صاحبة الأحقية لأنها أول بلد في تصنيف “الفيفا” غير متأهل إلى كأس العالم، بمعنى أن تصنيف “الفيفا” الحالي يجب أن يكون معيارا، حسب إيطاليا، في مثل هكذا حالات، رغم أن المنطق الذي ستعتمد عليه “الفيفا” في حال اضطرت لذلك سيستند على ضرورة تعويض إيران بمنتخب من نفس القارة وليس خارجها.

وبما أن “الفيفا”، حتما، لن تخرج عن نظام “الكوطات” في حال استبعاد منتحب من المونديال، فإن احتمال استبعاد تونس يضع “الفيفا” أمام خيارين، لا يخدم أي واحد منهما المنتخب الجزائري. ففي حال تم الاعتماد على تصنيف “الفيفا” فإن أول بلد إفريقي غير متأهل إلى كأس العالم هو منتخب نيجيريا، وأما إذا تم الأخذ بعين الاعتبار المنتخب الذي أقصي أمام تونس فسنجده منتخب مالي، بما يجعل الجزائر، للأسف، خارج مونديال قطر.. نقطة إلى السطر.

المصدر : رفيق وحيد من موقع elkhabar.com

شاهد أيضاً

موعد مباراة الجزائر وليبيريا في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة الجزائر وليبيريا في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 والقنوات الناقلة

أخبار بلا حدود- يستعد منتخب الجزائر، لمواجهة نظيره من ليبيريا لحساب مباريات الجولة السادسة، من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!