شهاب برس- أصدرت مجلة “سلايت” الفرنسية تقريرا تساءلت من خلاله إن كانت الجزائر تعتزم الاعتراف بـ”جمهورية الريف” في المغرب، قائلة إن هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه منذ أن أعرب الدبلوماسي الجزائري البارز عمار بلاني، المبعوث الخاص المكلف بملف الصحراء الغربية ودول المغرب العربي، عن رغبته علانية في قدوم أو إقامة جمهورية حرة في الريف بالمغرب.
وأشارت المجلة إلى أن عمار بلاني يرد على خروج ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، خلال اجتماع للجنة الأمم المتحدة الخاصة بإنهاء الاستعمار، للتهكم على نظيره الجزائري، الذي كان يدافع عن القضية الصحراوية، و دعا مرة أخرى إلى الاعتراف بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل في الجزائر.
وتابعت “سلايت” أنه في جوان عام 2021، أثار عمر هلال، ولأول مرة، حفيظة الجزائر باعتباره أن “شعب القبائل يستحق أكثر من أي شعب آخر التمتع الكامل بحقه في تقرير المصير”.
مع ذلك، ترفض الجزائر أي نقاش حول مشروع استقلال منطقة القبائل الذي دعت إليه حركة (MAK) وهي حركة مصنفة على أنها “منظمة إرهابية” منذ مايو 2021، وتتم مقاضاة العديد من مقاتليها في قضية مقتل الشاب جمال بن إسماعيل، الذي أُعدم دون محاكمة في أوت 2021 في تيزي وزو بمنطقة القبائل.
وأوضحت المجلة أن عمار بلاني اشتهر بتصريحاته المناهضة للمغرب، وذهب هذه المرة إلى حد الإشادة بنشطاء استقلال الريف المغربي وزعيمهم التاريخي عبد الكريم الخطابي، مؤسس جمهورية “قصيرة العمر” في شمال المغرب في أوائل عشرينات القرن الماضي.
واعتبرت “سلايت” أن هذا التبادل المتكرر للأعمال العدائية، يصعّد من حدة التوتر بين البلدين الجارين، ويهدد بإثارة الجدل حول منحدرات زلقة، قائلة إن الصحافة المغربية -التي لا يمكن الوصول إلى معظم عناوينها (بدون VPN) من الجزائر- علّقت بإسهاب على تصريح عمار بلاني.
وعلى جانب الجزائر -تضيف “سلايت ”- فإن الاتجاه أو التوجه هو نحو التصعيد، حيث إن رئيس الدبلوماسية الجزائرية، رمطان لعمامرة، شدد في وقت سابق، على أن “قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين لا يحتمل أي وساطة، وأن موقف الجزائر من الموضوع لا لبس فيه”.
وتزايد هذا التصعيد للموقف الجزائري منذ اصطفاف مدريد إلى جانب الرباط في مارس الماضي حول القضية الصحراوية.
ومضت ”سلايت ” إلى التوضيح أنه إذا لم تكن هناك منظمة تسعى رسميا إلى استقلال منطقة الريف الفقيرة الناطقة باللغة البربرية في المغرب، فإن الحركة الاحتجاجية المعروفة باسم “الحراك” التي ولدت في عام 2016 من مظاهرات الريف، تدّعي أنها تعود إلى هذا التراث السياسي الذي يعود تاريخه إلى قرن من الزمن.
فقد اندلع الحراك المغربي في خريف 2016 في مدينة الحسيمة، إثر استياء شعبي من وفاة بائع أسماك سُحق في حاوية قمامة أثناء محاولته استعادة بضاعته التي صادرتها قوات الأمن.
وذكّرت “سلايت” أن الإعلان عن جمهورية الريف المستقلة كان قد استُقبل داخل المغرب باعتباره تهديدا للنظام الملكي القائم منذ قرون، وكذلك على القوات الفرنسية التي كانت تضمن الحماية.
لكن هشاشة هذا الهيكل أدت إلى إقصاء هذا المشروع الأسطوري لجمهورية الريف (إلى الأبد؟)، كما تقول المجلة الفرنسية.