أعلن رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون، الأحد, بالعاصمة التركية أنقرة, عن قرارات هامة خاصة فيما يتعلق بعقد “لقاء شامل للأحزاب في الأسابيع المقبلة” حول مبادرة لمّ الشمل.
على هامش زيارة الدولة التي يقوم بها, بدعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أكّد الرئيس تبون في لقائه مع ممثلي الجالية الوطنية بتركيا، أنّ مبادرة “لمّ الشمل” التي أطلقها، ضرورية من أجل “تكوين جبهة داخلية متماسكة”.
وأشار رئيس الجمهورية إلى اللقاءات الفردية التي أجراها مع قادة الأحزاب مؤخراً، مبرزاً أنّ هذه اللقاءات سمحت بمناقشة وتقييم عدّة قضايا.
- تحسن الوضع المالي للجزائر
على هامش زيارة الدولة التي يقوم بها, بدعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أبرز الرئيس أنّ زيارته إلى تركيا كانت “ضرورية” خاصة وأنّ العلاقات الثنائية عرفت تطوراً ملحوظاً خلال السنتين الأخيرتين, مضيفاً أنّ الجزائر “مستعدة لتطوير العلاقات مع الجمهورية التركية الشقيقة إلى أعلى مستوى”، بهذا الخصوص, أكد رئيس الجمهورية على أهمية العلاقات بين البلدين, مبرزا أنها “علاقات قوية جداً على جميع الأصعدة لا سيما اقتصادياً, سياسياً وتاريخياً”.
ولفت رئيس الجمهورية إلى أنّ الاستثمارات التركية في الجزائر، تعدّ في المرتبة الأولى من بين الدول التي تستثمر بها تركيا، حيث بلغت أكثر من 4 مليارات دولار، فيما يتراوح حجم المبادلات التجارية بين البلدين ما بين 4 و5 مليارات دولار في السنة.
وأشار رئيس الجمهورية إلى رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكل المسؤولين الأتراك، للعمل سوياً مع الجزائر لرفع قيمة الاستثمارات والولوج إلى السوق الإفريقية.
وفيما يخص الوضعية الاقتصادية للجزائر, طمأن الرئيس تبون أفراد الجالية المقيمين بتركيا بشأن “تحسن الوضع المالي للبلاد”، مما سمح بالابتعاد عن الاستدانة الخارجية لدى صندوق النقد الدولي والبنك العالمي.
وتابع: “”بفضل وعي الجزائريات والجزائريين، تبتعد البلاد يوماً بعد يوم لما برمج لها من طرف البعض الذين كانوا يزرعون اليأس ويتوقعون لجوء الجزائر إلى المديونية في سنة 2020”.
في هذا الإطار, كشف رئيس الجمهورية عن تحسن مستوى احتياطات الصرف الخارجي التي فاقت 42 مليار دولار خلال هذه السنة وتسجيل فائض تجاري بلغ 1.5 مليار دولار خلال سنة 2021.
وفي هذا الجانب, أبرز رئيس الجمهورية أنّ سياسة النهوض بالاقتصاد الوطني ستتواصل على أسس متينة من اجل الرفع من الإنتاج الوطني والتصدير وتقليص الواردات, مذكّراً أنّ الجزائر استطاعت خلال سنة 2021 الرفع من قيمة الصادرات خارج المحروقات إلى أكثر من 5 مليارات دولار وهذا للمرة الأولى منذ ربع قرن.
وتسعى الجزائر, يضيف الرئيس تبون, إلى رفع قيمة الصادرات خارج المحروقات إلى 7 مليارات دولار في السنة الجارية, داعيا الجالية الوطنية إلى المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني والاستثمار في خلق الثروة.
إلى ذلك، استمع رئيس الجمهورية إلى انشغالات واقتراحات مختلف ممثلي الجالية المقيمة بتركيا، كما ردّ على أسئلتهم بخصوص الوضع في الجزائر وواقع العلاقات الثنائية بين الجزائر وتركيا.
وخلال لقائه بأفراد من الجالية الوطنية, الذي جرى في أجواء عائلية, استمع الرئيس تبون إلى كل المتدخلين من الحضور, كما ردّ على أسئلتهم بخصوص القضايا المتعلقة بوضعية النقل الجوي وأسعار التذاكر وظروف الحصول على الوثائق الإدارية لدى مصالح القنصليات الجزائرية.
- جهود جبارة للدولة من أجل مساعدة الجالية الوطنية بالخارج
أوضح رئيس الجمهورية أنّ الدولة تبذل جهوداً جبارة وتجنّد جميع الوسائل المادية من أجل مساعدة الجالية الوطنية بالخارج, خاصة خلال الظروف الصحية الصعبة المتعلقة بوباء كوفيد-19 حيث تم إجلاء كل الجزائريين العالقين بالخارج.
وفي مجال النقل, ذكّر رئيس الجمهورية بأمره المتعلق باقتناء 15 طائرة جديدة لتعزيز أسطول الخطوط الجوية الجزائرية وذلك ما يسمح بتحسين نقل الجالية المتواجدة بالخارج.
وأكّد رئيس الجمهورية دعمه للشباب والمواصلة في الاستثمار في التكوين والتعليم, مشيراً إلى أنّ الجزائر من بين الدول القليلة في المنطقة التي توفر الظروف والإمكانيات اللازمة لدراسة أكثر من 14 مليون تلميذ وشاب جامعي.
وشهد اللقاء حضور الوفد الوزاري المرافق لرئيس الجمهورية خلال زيارة الدولة التي يقوم بها لتركيا, وسفير الجزائر بتركيا والعديد من الإطارات.