“التغير المفاجئ في الموقف الاسباني من النزاع في الصحراء الغربية”، كان هذا عنوان الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية، ما يعني أن القرار لم تكن له مقدمات. بل بالعكس العلاقات الاسبانية المغربية تشهد أسوء أيامها حتى أن جنرالا اسبانيا سابقا توقع صداما عسكريا مع المغرب، وعليه لا يمكن اعتبار قرار اسبانيا المفاجئ هذا من أجل اعادة العلاقات مع المغرب وتحسينها.
إذا ما السر في هذا التغير الاسباني المفاجئ والذي اعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”؟ وما علاقة الجزائر والحرب الدائرة في أوكرانيا بالموضوع؟.
محللون قالوا أن الموقف الاسباني لا يعدوا أن يكون مثل موقف ترامب السابق الذي تبرأت منه الولايات المتحدة الأمريكية حاليا. إذ بإمكان اسبانبا الغاءه في أي لحظة، بمعنى أن قرارها كان موجها ضد طرف معين ألا وهو الجزائر للضغط علبها وقد يكون بإيعاز من أمريكا والسبب ببساطة هو رفضها زيادة تدفق الغاز نحو أوروبا في ظل صراع الغرب مع روسيا في أوكرانيا.
ثم جاءت زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان مؤخرا، إلى كل من مدريد والرباط والجزائر، لتؤكد رفض الأخيرة طلبا قدمته الولايات المتحدة، من أجل إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز المغرب العربي المتوقف باتجاه إسبانيا، فيما كانت واشنطن تأمل أن تساعد هذه الخطوة في خفض اعتماد الأوروبيين على إمدادات الطاقة الروسية.
هذا وقررت الجزائر استدعاء سفيرها بمدريد من أجل التشاور، بشكل فوري، وهذا عقب تصريحات صدرت عن أعلى السلطات الاسبانية تشكل “تحولا مفاجئا” في موقفها بخصوص ملف الصحراء الغربية.
وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أن “السلطات الجزائرية التي اندهشت من التصريحات التي صدرت عن أعلى السلطات الاسبانية بخصوص ملف الصحراء الغربية وتفاجأت بهذا التحول المفاجئ لموقف القوة المديرة السابقة للصحراء الغربية, قد قررت استدعاء سفيرها بمدريد للتشاور بأثر فوري”.