هل ستُخرج الجزائر ورقة الغاز للضغط على مدريد؟

هل ستُخرج الجزائر ورقة الغاز للضغط على مدريد؟

استدعاء الجزائر لسفيرها في اسبانيا هو أول خطوة من جانبها للرد على ما قامت به الأخيرة عقب ما سمي اصطلاحا: تغير موقف مدريد بشأن ملف قضية الصحراء الغربية.

وبحسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية فإن السلطات الجزائرية تفاجأت بـ”شدة” من التصريحات الأخيرة لنظيرتها الإسبانية. وأضاف البيان أن “الجزائر تستغرب الانقلاب المفاجئ لإسبانيا في ملف الصحراء الغربية.

ولا شك أن سحب الجزائر لسفيرها يعتبر خطوة تصعيدية كبيرة ولا يجب أن ننسى سحب الجزائر لسفيرها في فرنسا والذي لم يعد لمنصبه إلا بعد شهور، وإذا كانت هذه خطوة أولى فما هي خيارات الجزائر الأخرى للرد على اسبانيا التي فضلت على ما يبدوا الانحياز للاحتلال المغربي سواء بسبب ضغط الأخير بملف المهاجرين الذي انهك اسبانيا او لاسباب تتعلق بالحرب الدائرة في اوكرانيا ورفض الحزائر زيادة انتاجها من الغاز وتحولها لبديل للغاز الروسي؟ وهل ستستعمل الجزائر أهم ورقة لديها في المعادلة وهي ورقة الغاز؟

والحقيقة أن هذا الخيار مستبعد حسب محللين يعرفون مدى الالتزام الذي تمثله الجزائر في مثل هذا الأمر خصوصا مع شركائها مهما بلغ الخلاف. لكن صحيفة الاسبانية “publico” كتبت في تقرير لها عقب الخطوة الاسبانية: “الحقيقة هي أن أزمة غير مؤكدة تنفتح الآن في العلاقات بين إسبانيا والجزائر.”

موضحة أن إسبانيا حاولت توخي أقصى قدر من العناية بهم، نظرًا لاهتمامها بضمان إمدادات الغاز في سياق معقد للغاية، مع الارتفاع الشديد في أسعار الطاقة والغزو الروسي لأوكرانيا.

لدرجة أنه في يوم الأحد الماضي 6 مارس، تحدث سانشيز مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الذي كرر ليس فقط التزام الجزائر بضمان الإمدادات لإسبانيا. ولكن أيضًا استعداد الجزائر لتقديم المساعدة قدر الإمكان وأن تكون مصدر طاقة يمكن الاعتماد عليها كشريك للاتحاد الأوروبي.

وتابع التقرير أنه على الرغم من هذه الكلمات الطيبة، فإن ما قد يحدث من الآن فصاعدًا فيما يتعلق بالغاز الجزائري غير معروف.

وتعتبر الحكومة الإسبانية أنه من المسلم به أن الوضع لن يتغير فيما يتعلق بإمدادات الغاز. ولكن حسب الصحيفة لا ينبغي استبعاد أنه بنفس الطريقة التي استخدم بها المغرب صنبور الهجرة للضغط على إسبانيا. فإن الجزائر ستفعل الشيء نفسه مع غاز.

ولفت التقرير أنه بالإضافة إلى ذلك، هناك جبهة أخرى مفتوحة أمام إسبانيا. حيث أن انحيازه للمغرب يبعده عن جبهة البوليساريو وحركة تحرير الصحراء. بالإضافة إلى الشعب الصحراوي الذي تتحمل إسبانيا بصفتها مستعمرة سابقة ، مسؤولية والتزام المجتمع الإسباني معها والذي تتخلى عنه الحكومة الآن.

وعلى المستوى الدبلوماسي تبتعد إسبانيا أيضًا عن قرارات الأمم المتحدة التي تعترف بأن حل النزاع يجب أن يمر عبر “تقرير المصير” للشعب الصحراوي. وليس من خلال الحكم الذاتي المحدود الذي اقترحه المغرب.

واختتمت الصحيفة الإسبانية تقريرها بالقول:”كان هذا هو الموقف الإسباني وموقف حزب العمال الاشتراكي نفسه حتى يوم الجمعة الماضي. الآن كل شيء مختلف ، على الرغم من أن عواقب هذا التغيير بالطبع من قبل حكومة بيدرو سانشيز لم تلوح في الأفق بعد”.

شاهد أيضاً

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

أخبار بلا حدود- تبنت فرنسا منذ نشأتها المشروع الصهيوني، حيث أصبح ركيزة أساسية في السياسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!