فندت وكيلة وزارة الطاقة في الحكومة الإسبانية سارا أيخسن تأثر إمدادات الغاز من الجزائر بالأزمة القائمة بين البلدين على خلفية الصحراء الغربية، غير أن مدريد تدرك صعوبة الرهان على الجزائر في الوقت الراهن للتحول إلى دولة محورية لمد أوروبا بهذه الطاقة.
وكانت مصادر إعلامية، قالت إن الجزائر قررت خفض إمدادات الغاز الطبيعي المصدر نحو إسبانيا بنسبة 25 بالمائة، وفقا لما نقلته صحيفة “إيكونوميستا” الإسبانية.
وأمام لجنة الانتقال الطاقوي في البرلمان الإسباني، مساء الخميس من الأسبوع الجاري، أوضحت المسؤولة أن نسبة اعتماد إسبانيا على الغاز الروسي لا تتجاوز 7% مما تستورده البلاد، وترى سهولة تعويض هذه الكمية من السوق الدولية.
وتستورد إسبانيا الغاز من الجزائر بالدرجة الأولى ثم من الولايات المتحدة والنروج وقطر ونيجيريا وروسيا.
وأمام اللجنة نفسها، نفت هذه المسؤولة تأثر إمدادات الغاز من الجزائر نحو إسبانيا بسبب الأزمة بين البلدين، التي اندلعت منذ شهرين نتيجة موقف إسبانيا الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية خلال مارس الماضي، واعتبرت الجزائر ذلك الموقف منافيا للقانون الدولي، وسحبت سفيرها من مدريد.
وتابعت بأن الغاز يصل إلى إسبانيا بالشكل المتفق عليه، لاسيما وأن الجزائر قامت باستثمارات، منها الرفع من قدرة أنبوب الغاز “ميد غاز” الذي يربط الغرب الجزائري مع جنوب إسبانيا في ألمرية الأندلسية، وعوض أنبوب الغاز “المغرب العربي-أوروبا”، الذي كان يمر من المغرب واستغنت عنه الجزائر نهاية أكتوبر الماضي.
كما تناولت زيارات المسؤولين الإسبان إلى الجزائر خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من السنة الماضية لتعميق التعاون في مجال الغاز والتأكيد على التزامات الجزائر في هذا الشأن.
وفي مجال آخر مرتبط بالطاقة، جددت إسبانيا نفيها نقل الغاز الجزائري من إسبانيا إلى المغرب، مشيرة إلى أن الغاز الذي يتم تصديره الى المغرب ابتداء من الشهر الماضي مصدره ثالث غير الجزائري، في إشارة إلى بعض الدول مثل قطر ونيجيريا.
وكانت الجزائر قد هددت إسبانيا بوقف صادرات الغاز إذا تبين أن نسبة من الكميات المستوردة من طرف إسبانيا تقوم بإعادة تصديرها إلى المغرب. وأوقفت الجزائر تصدير الغاز إلى المغرب، فطرق الأخير باب إسبانيا التي ساعدته في هذا الشأن.
ويوم 18 مارس 2022، أعلنت الحكومة الإسبانية تغييرا جذريا في موقفها المتعلق بقضية الصحراء الغربية من خلال دعمها موقف الرباط علنا وللمرة الأولى، لتنهي بذلك خلافا دبلوماسيا كبيرا بين البلدين.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أمام الصحافيين في برشلونة “تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المقدمة في 2007 (من جانب المغرب) هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع” بين الرباط وجبهة بوليساريو.
و أعلنت الجزائر استدعاء سفيرها في مدريد، على خلفية القرار الإسباني الجديد الذي وصفته بـ”انقلاب مفاجئ”.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الجزائرية أن السلطات الجزائرية “استغربت الانقلاب المفاجئ والتحول في موقف السلطة الإدارية السابقة بالصحراء الغربية، وعليه قررت الجزائر استدعاء سفيرها في مدريد فورا للتشاور”.