- قصة قصيرة ( راية سلام )
- منى فتحي حامد _ مصر
أتى بعض الأغراب إلى قبيلة تحيا بالصحراء، أخبروهم بأنهم تائهين ضالين الطريق، رحب بهم أهل القبيلة، وفروا لهم المبيت وأعدوا لهم كل ما لذ وطاب من الطعام و الشراب، جلسوا معهم في رفقة هنيئة، تبادلوا العديد من المواضيع المتعددة في كافة الشؤون، رافقتهم ابتسامة دائمة تغمرها الطيبة وكرم و سمو الأخلاق الحميدة.
كانت ابتسامة الخبث و الضغينة متوجة ملامح الغرباء! ما الذي كان يدور بضمائرهم وما كانت أهدافهم من المجيء إلى هذا المكان وما نواياهم المستترة من هؤلاء الكرام، بات الجميع في ليلة هانئة.
استيقظ أهل القبيلة مبكرا، لن يجدوا الأغراب بينهم، غادروا مبكرا بلا إلقاء التحية والسلام، تعجبت القبيلة من الأمر، مَر يومان، تفاجؤوا باليوم الثالث بمجيء الأغراب وهم محملين بالأسلحة و الأغلال، اشعلوا نيرانهم في كل مكان، سارقوا أموال ونساء وأطفال، ذبحوا الرجال.
فر بعض رجال القبيلة ووضعوا خطة سريعة لقتل الأشرار، حفروا حفرة كبيرة بالصحراء وتم تغطيتها بالِشباك و الأغصان وأوراق النخيل، وقف أحدهم من أعلى الهضبة و نفخ في بوق بصوت عالٍ وأشار برايته السوداء إليهم و هو يحركها يمينا ويسارا.
شاهد الأعداء الراية من بعيد وسمعوا صوت البوق، ذهبوا مسرعين تجاههم، تأسرهم مشاعر الكراهية والظلم و القسوة، اقتربوا من الحفرة تدريجياً حتى سقطوا فيها واحداً تلو الآخر، التفوا رجال القبيلة حولهم، حاصروهم بالحبال، أتموا عليهم الجزاء بالقتل وبالموت، عادت السكينة والهدوء إلى العشيرة تحت سماء المحبة والوئام، صار نساءهم وأطفالهم بأمان بفضل رجالهم المخلصين الأوفياء.