أخبار بلا حدود- ناشد قاطنوا القرية الفلاحية “عين زينة ” و ” جنان لوز” ، الواقعتان بالمدخل الشمالي لمدينة الجلفة ، السلطات المحلية ، التدخل العاجل لنفض الغبار عنهم وفك العزلة التي خنقتهم منذ سنوات ، في ظل قساوة الطبيعة ، خاصة في فصل الشتاء ، وغياب أبسط ضروريات الحياة بها.
طالب القاطنون في حديثهم لـ” أخبار بلا حدود”، بمشاريع تنموية من شأنها أن تخلصهم من معاناة لطالما أفقدتهم الأمل في مواصلة العيش بالقريتين ، مؤكدين في هذا الصدد ، أن أهم مشكل يعانون منه، يتمثل في إهتراء الطرقات و إنعدام المسالك الفلاحية، لاسيما الطريق الذي يربط بين القريتين، والذي أصبح هذا الطريق غير صالح للسير على أقدام أو مستعملي الطريق أصحاب المركبات بكل أنواعها ، ويشهد تدهورا كبيرا جراء كثرة الحفر والإنكسارات ، ويزداد الأمر تعقيدا خلال فصل الشتاء، بسبب تساقط الأمطار وجرف السيول أجزاء منه ، إذ وجدوا أنفسهم في عزلة تامة عن العالم الخارجي ، كما تشهد الطرق الداخلية وضعية كارثية ، بإعتبارها مسالك ترابية لا تصلح -حسب السكان- حتى للسير عليها بالأقدام ولا السيارات ولا الشاحنات ولا حتى الدراجات الهوائية ، حيث تتحول إلى برك ومستنقعات مائية ، ولعل ما زاد الطين بلة، بسبب تدهور حالة الطرقات وتسببه في أعطاب لمركباتهم ، مما جعلهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام ، لقضاء حاجاتهم اليومية.
إشتكى المواطنون من نقص وسائل النقل المدرسي للفترة المسائية ، حيث يقطع أبناؤهم التلاميذ الذين يدرسون بالمدرسة الإبتدائية في القرية الفلاحية عين الزينة، على مسافة 03 كلم سيرا على الأقدام ، خاصة في الفترة المسائية ، وصعوبة تضاريس المنطقة والمناخ بها في فصل الشتاء ، حيث يغيب النقل المدرسي ويقتصر على نقل التلاميذ في الفترة الصباحية فقط ، ومنهم من يتوجه ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام إلى المدرسة ، نتيجة النقص الفادح في حافلات النقل المدرسي ، وكذا النقل العمومي للخواص، مما أثر سلبا على تحصيلهم العلمي ، نتيجة تأخرهم يوميا عن مقاعد الدراسة وظروف تمدرسهم الصعبة.
كما يعاني سكان المنطقتين ، من نقص في المياه الصالحة للشرب ، وإعتمادهم على الطرق البدائية للحصول على الماء من الينابيع المتدفقة من الجبال، والتي غالبا ما تجف في فصل الصيف، مما يجعلهم في رحلة مستمرة في البحث عن قطرة ماء، أضف إلى ذلك ، خاصة خلال الإضطرابات الجوية، وتساقط الثلوج، والأمطار والبرودة الشديدة التي تتميز بها قرية “عين زينة” و “جنان لوز” ، فيقول المواطنون؛ إن معاناتهم مع هذا الوضع يزداد تأزما كل فصل شتاء، بسبب غياب الغاز بمنطقة جنان لوز الملقبة بالرحا بالإضافة إلى قرية “عين زينة”، بما في ذلك شراء صهريج مياه الشرب التي يتم جلبها من عاصمة الولاية أو من البلديات المجاورة، وإرتفاع سعرها، فتصبح الغاية ملاذهم الوحيد في الطهي .
فيما يخص المرافق الترفيهية والرياضية، فهي -حسب محدثينا- منعدمة تماما، الأمر الذي جعل شبابها معرضين لمختلف الآفات الإجتماعية التي تنخر جسد المجتمع. من جهتهم، عبر سكان قرية “عين الزينة” و “جنان لوز”، عن إستيائهم من إنعدام قنوات الصرف الصحي، مما جعل حياتهم تتحول إلى جحيم ، وقد ظل هذا المشكل مطروحا منذ سنوات، ولم يعرف حلا، رغم إستعانة قاطنيها بحفر الصرف الصحي التقليدية ، وتهيئتها بطرق فوضوية ، ناهيك عن حالة الإنسداد التي تعرفها هذه الأخيرة ، بين الفينة والأخرى ، متسببة في إنتشار الروائح الكريهة، الأمر الذي يؤثر على صحتهم ، وما ينجر عنه من أمراض خطيرة ، خاصة المتنقلة عبر المياه ، وأمراض الحساسية الجلدية ، والأمراض الصدرية والتنفسية.
أمام هذه الوضعية المزرية، طالب سكان قرية “جنان لوز “و” عين الزينة” الجهات المعنية ، بالتدخل العاجل لإخراجهم من العزلة ، والعمل على تحسين ظروفهم المعيشية ، ومن خلالها لم تستفيد المنطقتين من برامج تنموية ، بإعتبارها منطقة ظل بإمتياز.
إذا كنت تعتقد بأنه قد تم نسخ عملك بطريقة تشكل انتهاكاً لحقوق التأليف والنشر، يرجى إتصال بنا عبر نموذج حقوق النشر.