المصدر وطن: كانت عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، عبارة عن خلية نحل على طريق المحيط الأطلسي، حيث وصل ما يقارب من 300 مهاجر إلى جزر الكناري. وفي الحقيقة؛ إنه واقع يطغى على تفاؤل الحكومة الإسبانية.
بحسب ما نشرته صحيفة “إل ديباتي” الإسبانية، فإن الحكومة كانت تلمح عن كثب “عمليات الهجرة” لمدة عشرة أيام. كواحد من الأسباب المقنعة -حتى السبب الرئيسي- للدفاع عن تغيير موقفها فيما يتعلق بالصحراء الغربية.
وفي هذا السياق؛ أعلنت هيئة “سالفامينتو ماريتيمو”، الحكومية الإسبانية عن إنقاذ 113 مهاجرا سريا. في أقل من 24 ساعة، في عمليات منفصلة أجراها جهاز الإنقاذ البحري الإسباني.
وأضافت المصادر ذاتها، أن ليلة السبت الماضي وصلا قاربان إلى سواحل جزيرتي فويرتيفنتورا وكناريا الكبرى. كما عرف صباح الأحد وصول عدد من المهاجرين غير الشرعيين بوسائلهم الخاصة إلى لاريستينگا بجزيرة إل هييرو. كما أشار موقع “كادينا سير” إلى أن أغلبية هؤلاء المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء وخرجوا من شَواطىء طرفاية بجَنوب المغرب.
وعلى الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين بيدرو سانشيز ومحمد السادس. والذي بموجبه تبارك إسبانيا خطياً خطة المغرب للحكم الذاتي للمستعمرة الإسبانية السابقة، فإن جل المهاجرين غير النظاميين جاؤوا من المغرب.
طريق المهاجرين غير الشرعيين: وفي الحقيقة؛ إن الاتفاقية الموقّعة من قبل الدولة المجاورة (المغرب) ولم تظهرها السلطة التنفيذية (إسبانيا)، تثير الغرابة. لانه ببساطة في تلك الرسالة، يعرب الرئيس الإسباني عن رغبته في أن يستعيد كلا البلدين علاقاتهما الديبلوماسية. وقد قال سانشيز: “أتطلع إلى فرصة عقد لقاء مع جلالة الملك في أقرب وقت ممكن لتجديد وتعميق العلاقة المتميزة بين البلدين الشقيقين، ولا سيما إدارة التعاون لتدفقات الهجرة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي”.
يذكر أن طريق الهجرة إلى جزر الكناري يبدأ بالمحيط الأطلسي، ولطالما كان هذا هو طريق المهاجرين غير الشرعيين، على الرغم من أنه الأكثر نشاطًا وخطورة. إن جميع المهاجرين تقريبًا هم من المغرب وبعضهم من موريتانيا.
على وجه التحديد، وصل قارب يوم السبت إلى فويرتيفنتورا وعلى متنه 53 شخصًا بدون أوراق و 61 آخر إلى كناريا الكبرى، وفقًا لبيانات من سالفامينتو ماريتيمو.
كما وصل ثلاثة قوارب يوم الأحد: حيث استقر القارب الأول في كناريا الكبرى مع 64 مهاجرا. والآخر بلغ جزيرة هييرو مع 48 مهاجرا (توفي أحد الركاب) والآخر وصل إلى تينيريفي مع 12 مهاجرا ( من موريتانيا). وهذا الإثنين، تم اعتراض سفينة أخرى بها 34 من أفراد الطاقم عندما كانت متوجهة إلى كناريا الكبرى.
في سياق متصل؛ شجع التحسن في الأحوال الجوية أولئك الذين كانوا ينتظرون لفترة طويلة على الساحل المغربي للحظة المناسبة للإبحار إلى جزر الكناري. وهذا هو التفسير الوحيد لتدفق الهجرة خلال نهاية الأسبوع. حتى يوم الجمعة في شهر مارس بالكامل، وصل قارب مطاطي واحد فقط يحمل 56 شخصًا إلى فويرتيفنتورا وقارب صغير مع اثنين من المهاجرين في غران كناريا.
من جهته، قال المتحدث باسم حول فوكس خورخي بوكساديه يوم الاثنين، في إشارة إلى الاحتواء المزعوم للمغرب “يجب علينا مهاجمة مشكلة الهجرة والاتجار غير المشروع بالبشر من قبل المافيا”.
وأشار وزير الخارجية في ظهوره يوم الأربعاء الماضي أمام الكونجرس في هذا الصدد: «نسعى لإنهاء عصابات المافيا التي تتاجر بالبشر، والتي تمارس ضغوط الهجرة على بلدنا”.
من جهته سيافر الوزير إلى الرباط يوم الجمعة الجاري، لبدء هذه المرحلة الجديدة في العلاقات بين البلدين والإعداد للرحلة التي سيقوم بها سانشيز بنفسه بعد ذلك.
وفي ذات السياق، كشفت صحيفة “إل ديباتي” يوم الإثنين الماضي، أن قرار سانشيز بدعم خطة محمد السادس للصحراء. قد أثر على الخوف من انهيار في العلاقات الديبلوماسية من جديد بعد انتكاسة العلاقة في 17 و 18 مايو 2021.
يذكر أنه في شهري يناير وفبراير، وعلى الرغم من فصل الشتاء، عانت جزر الكناري من ضغوط هجرة عالية جدًا بسبب الطقس الجيد. وفي يناير وصل 3194 مهاجرا إلى الجزر في 71 قاربًا صغيرًا من المغرب عبر طريق المحيط الأطلسي. وفي فبراير وصل 2302 مهاجرا في 44 قاربًا.
ما يقرب من 100 مليون مساعدة للمغرب
بحسب الصحيفة، كان سانشيز يحاول استرضاء المغرب بالمال. على وجه التحديد، منحت وزارة الداخلية الجار الجنوبي ما يقارب من 100 مليون يورو كمساعدة لمحاربة المافيات التي تتحكم في الهجرة غير الشرعية.
وفي مايو 2021، في خضم أزمة منطقة تاراجال الحدودية، قدمت إسبانيا 30 مليون يورو إلى وزارة الداخلية المغربية. “للمساهمة في تمويل نشر السلطات المغربية أنشطة لمكافحة الهجرة غير النظامية وتهريب المهاجرين والتعامل مع البشر”.
علاوة على ذلك، يجب أن يضاف إلى هذه المبالغ المالية، 62.37 مليون يورو أخرى بين يوليو وأغسطس 2019. وذلك “للمساهمة في تمويل نشر السلطات المغربية في أنشطتها لمكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالمهاجرين والاتجار بالبشر. وكذلك 5.9 مليون في فبراير 2021، لشراء 130 مركبة للطرق الوعرة “لدعم وزارة الداخلية بالمملكة المغربية. في إطار مشروع دعم الإدارة المتكاملة للحدود والهجرة في المغرب”.