أخبار بلا حدود – قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، إن رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة أحاط نفسه بفريق من الدبلوماسيين المخضرمين لإدارة القضايا الحساسة.
وأضافت المجلة أن لعمامرة، العائد إلى وزارة الخارجية في يوليو الماضي بعد أن كان يتولى حقيبتها بين عامي 2013 و2017، يجسد الرغبة في إحياء الدبلوماسية الجزائرية على الساحة الدولية، بعد فترة من التراجع والشلل في ظل نظام الرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
وتعد عودته أكثر أهمية، حيث يتعين على وزارته إدارة القضايا الحساسة: الأزمات الدبلوماسية مع المغرب وإسبانيا، والتوترات وعدم الاستقرار في منطقة الساحل وليبيا، وشهر عسل جديد مع فرنسا بعد الخلاف في خريف عام 2021، استعدادا لقمة الجامعة العربية في شهر نوفمبر المقبل.
ووصفت المجلة الفرنسية لعمامرة بالدبلوماسي المخضرم العارف جيداً للقارة الأفريقية، حيث لديه العديد من الأصدقاء من بين رؤساء الدول ويتمتع بمعية جيدة، قائلة إنه على عكس فترة الرئيس بوتفليقة عندما كان الجهاز الدبلوماسي على وشك الانهيار، استعان لعمامرة بمجموعة من الدبلوماسيين المخضرمين أحاط نفسه بهم، والأهم من ذلك، أنه يعمل باتفاق جيد مع رئيس الدولة عبد المجيد تبون، خلافا لما كان عليه الحال حين كان وزيراً للخارجية بين عامي 2013 إلى 2017.
من بين هؤلاء الدبلوماسيين المخضرمين المحيطين برطمان لعمامرة، شكيب رشيد قايد، ابن قايد أحمد، شخصية الجزائر المستقلة. يتولى شكيب منذ فبراير 2020 منصب الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج. ويعرف هذا المتخصص في العلاقات مع إفريقيا وأمريكا، أن هذا القسم هو موطنه، حيث شغل العديد من المسؤوليات هناك على مدار العقود الثلاثة الماضية، لا سيما كمدير لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
من الدبلوماسيين المخضرمين أيضا الذين يستعين بهم وزير الخارجية الجزائري، عامر بلاني، الذي تولى منصب سفير الجزائر في الفلبين وتايلاند وماليزيا وبلجيكا وبولندا وليتوانيا. تم تعيينه مكلفاً بالقضية الصحراوية ودول المغرب العربي.
ولا يفوت فرصة واحدة للتحدث علنا -أو بشرط عدم الكشف عن هويته- للدفاع عن الملف الصحراوي وتوجيه الضربات إلى الجار المغربي الذي قطعت الجزائر العلاقات معه منذ صيف 2021.
تضم القائمة أيضا وفق “جون أفريك”، الدبلوماسي عبدوي عبد الحميد، وهو متخصص آخر في المغرب، البلد الذي عمل فيه سفيرا في سبتمبر 2019 قبل استدعائه إلى الجزائر العاصمة في يوليو 2021، وذلك قبل وقت قصير من قطع العلاقات الدبلوماسية. وهو متعدد اللغات ويتقن بشكل ملحوظ الروسية والبرتغالية والإنجليزية.
ومثل زملائه الذين يعملون في فريق لعمامرة، عمل عبد الحميد قنصلاً في فرنسا، في مدينتي ليل وتولوز، ودبلوماسيا في لشبونة ونيودلهي وأديس أبابا والكويت وموسكو. وهو مسؤول عن إدارة الاتصال والمعلومات والتوثيق بوزارة الخارجية والجالية الوطنية في الخارج.
يضاف إليهم بوجمعة دلمي، المحارب القديم في وزارة الخارجية التي انضم إليها عام 1978، وهو المبعوث الخاص لمنطقة الساحل وإفريقيا. يتواجد دلمي ضمن حاشية رمطان لعمامرة منذ عدة سنوات، وقد عمل في العديد من العواصم مثل طوكيو وجنيف وأديس أبابا.
وقد أكسبته معرفته الكاملة بإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تعيينه في أكتوبر 2021، ضمن لجنة مراقبة اتفاقية السلام والمصالحة في مالي، كما تشير “جون أفريك”.
وأيضا، الدبلوماسي نور الدين سيدي عابد، وهو من حاشية لعمامرة. قبل انضمامه في نوفمبر 2021 إلى دائرة المتعاونين مع رئيس الدبلوماسية بصفته رئيساً لمكتبه، كان عابد يرأس إدارة الاتصال والتوثيق للشؤون الخارجية.
وبنفس القدر من الراحة في اللغتين الإنجليزية والإسبانية، عمل هذا الدبلوماسي لفترة طويلة في منصب القنصل العام في نيويورك (2011-2015) وسفيرا في تشيلي حتى عام 2020.