أخبار بلا حدود- نشرت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية العريقة، تقريراً صادماً عن علاقة الملك محمد السادس المشبوهة بالإخوة زعيتر، موضحةً أنّ الحياة الفاسدة للملك تقلق البلاد، مؤكّدةً أنه على الرغم من ذلك، فإنّ الانقلاب العسكري “لا يمكن تصوره”، على حدّ وصفها.
وقالت المجلة، في التقرير المعنون بـ”لغز ملك المغرب المفقود”، إنّ إقامة محمد السادس المطوّلة خارج المغرب تثير القلق في البلاد لا سيما داخل القصر، حيث تُعرف قوة الظل التي تمارسها حاشية الملك بالنظر إلى الصلاحيات الهائلة التي يتمتع بها الملك في وقت يمرّ فيه البلد بظروف اقتصادية قاتمة.
ونقلت المجلة البريطانية الأسبوعية عن مسؤول مغربي كبير سابق، قوله: “نحن نسافر في طائرة بدون طيار”، في حين أشار مسؤول سابق آخر إلى أنّ الملك قضى نحو 200 يوم خارج البلاد العام الماضي.
وكان محمد السادس في فرنسا لمدة خمسة أشهر العام الماضي، بحجة أنه يريد أن يكون أقرب إلى والدته المريضة، فيما أمضى هذا العام ثلاثة أشهر في الغابون.
الأجندة العامة للملك وفقاً للمجلة نادرة بما يتجاوز التعيينات التي لا مفرّ منها في جدول أعماله، مثل: حفل العرش في نهاية أوت، أو إحياء ذكرى احتلال الصحراء الغربية –يُطلق عليه المخزن تسمية المسيرة الخضراء-والواقع أنّ المغاربة لم يرَوا ملكهم منذ أن احتفل معهم في شوارع الرباط بفوز المنتخب المغربي على إسبانيا في مونديال قطر في ديسمبر الماضي، حتى عودته إلى البلاد الشهرَ الماضي بمناسبة رمضان بزعم “أنه أمير المؤمنين”.
وقال أحد رجال الحاشية للمجلة عن الملك: “إنه ليس مهتمًا بالسلطة، الشيء الوحيد الذي يريد السيطرة عليه هو حياته”.
وبعد اعتلاء العرش بوفاة والده في عام 1999، أجرى محمد السادس بعض التغييرات التحديثية في المملكة، ونأى بنفسه عن والده وطرد العديد من أولئك الذين شكّلوا بلاطه، وبعد ذلك سعى لتسمية الأصدقاء والأشخاص الذين يثق بهم، قمع قبل أن يبدأ “الربيع العربي” في المغرب.
ومع ذلك، سرعان ما أوضح أنّ اهتماماته كانت أكثر دنيويةً، خاصة فيما يتعلق بشخصيات من عالم الموسيقى، حيث قال أحد أصدقاء الطفولة للملك للمجلة: “كلما كبر، كان يتصرف كأنه أصغر سنًا”، مضيفاً: “بدأت حياة صاحب السيادة المتزايدة في التسبب في خسائرها على متن الطائرة المادية، حيث اكتسب وزنًا كبيرًا وشوهد كثيرًا وهو يرتدي نظارات شمسية”.
وتتابع المجلة أن لقاء الإخوة زعيتر في حياة الملك عام 2018 كان نقطة التحول، الإخوة الثلاثة، المولودون في ألمانيا، ولكن لأبوين مغربيين، أصبحوا عملياً أسرة ثانية للملك، ولا سيما الأكبر أبو بكر زعيتر، بطل فنون القتال المختلطة.
ويرافق الثلاثة الملك في العديد من رحلاته، وقد أظهر محمد السادس احتراماً كبيراً لهم، حيث حصلوا على منازل وشركات في المملكة وكثيراً ما يتباهون بوضعهم المتميز، حبل يعترف شخص من البيئة الملكية أن “لديهم تفويض مطلق لاستخدام القصر كما يريدون”.
ووفقاً للمجلة، أثار قرب الإخوة زعيتر من محمد السادس قلقًا واضحًا لدى المخزن، من بين أمور أخرى، لأن أبو بكر زعيتر له سجل إجرامي وقضى عامين في السجن، حيث يشتكي أحد رجال الحاشية إلى المجلة “إنهم يديرون الوزراء”، بينما يشير رجل أعمال إلى أنهم “يعاملون حكام المقاطعات مثل سائقيهم”، فيما يقول صديق سابق للملك: “لقد أوضح الملك لجميع الوزراء أنه يمكنهم التحدث نيابة عنه”.
وبحسب المجلة فقد وصل تأثير الإخوة الثلاثة إلى درجة أنهم قرروا حتى من يستقبل محمد السادس، مما يعني أنه في بعض الأحيان، وجد كبار المسؤولين أنفسهم مع الباب في وجوههم، حيث أبرز عضو سابق في الدائرة الأقرب إلى القصر: “إنهم يطلبون من شقيقاتهم وأبناء عمومتهم المغادرة”.
وقالت المجلة إنّ الوضع الاقتصادي في البلاد حساس، حيث تسبب الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية (أكثر من 18.2٪) في عدم ارتياح لدى المواطنين، كما خرج بعضهم للتظاهر السبت الماضي في مدن مختلفة بالبلاد، منها الرباط والدار البيضاء وطنجة بدعوة من ائتلاف الأحزاب اليسارية.