أخبار بلا حدود – أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين الليبية، الأحد، تمكن فرقها من اكتشاف مقبرة جديدة بمكب القمامة العام في مدينة ترهونة، موضحة أن عمليات الاستخراج بدأت اليوم الإثنين.
وقالت رابطة ضحايا ترهونة، السبت، إن عدد الجثث المنتشلة بلغ حتى الآن 268 جثة، منها 25 كانت أشلاء، بحسب تعبيرها.
وأوضحت الرابطة في تقرير نهاية العام، أن عدد المقابر الجماعية بلغ 48 مقبرة، مضيفة أن عدد المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم حتى الآن بلغ 95 مفقودا، أغلبهم من مدينة ترهونة.
وقد اكتُشفت هذه المقبرة بعد ساعات من إعلان الهيئة استخراج 18 جثه مجهولة الهوية في سرت، ونقلها إلى مستشفى ابن سينا بالمدينة، بناء على البلاغ الوارد للهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين من نيابة سرت الجزئية الأسبوع الماضي.
وأخذت الفرق المختصة في الهيئة، عينات من العظام بعد عرضها على الطب الشرعي، وجرى نقل العينات إلى مختبرات الهيئة للعمل عليها، كما باشرت الفرق الخاصة بالهيئة عملية الدفن الشرعي للجثث مجهولة الهوية.
وأعلنت “الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين” في ليبيا في الثاني من أكتوبر، أنها عثرت على مقبرة جماعية في مدينة سرت داخل مدرسة ابن خلدون، مشيرة إلى أنها انتشلت 42 جثة “مجهولة الهوية” لافتة إلى أن أعمال البحث استغرقت أسبوعين، وقد بدأت من خلال بلاغ من النيابة الجزئية أفاد بوجود مقبرة في مدرسة ابن خلدون بالجيزة التابعة لمدينة سرت الليبية.
وقبل أيام، قال عضو رابطة ضحايا مدينة ترهونة عبد الحكيم بونعامة في لقاء مع “القدس العربي” إن عدد الضحايا في مدينة ترهونة وصل إلى 365 ضحية، مشيرا إلى أن هذا الرقم يتضمن الجثث المستخرجة من المقابر الجماعية والجثث المسلّمة إلى العائلات، والتي تم قتلها دون إخفائها في مقابر جماعية.
وأضاف بونعامة، أن مكتب النائب العام، وعد بالقبض على المجرمين وأصدر بطاقات حمراء، وعمم أسماءهم على ربوع ليبيا ومنعهم من السفر، كما خاطب دول الجوار بتسليم أي مطلوبين متواجدين لديهم.
وخلال زيارته إلى ليبيا، عبَّر كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، عن بالغ دهشته من كثرة المقابر الجماعية التي عاين مواقعها في مدينة ترهونة، في الثامن من الشهر الماضي، حيث نقل عميد بلدية ترهونة عن كريم خان، خلال استماعه لأسر ضحايا المقابر، أنه “لم يرَ مثل هذه الجرائم من قبل، على مر الحروب في العالم” في إشارة إلى كثرة الجثث التي عُثر عليها في تلك المقابر، وجُلها بسبب ميليشيا الكاني.
وقال خان في إفادة هي الأولى لمدعي عام للمحكمة الدولية عن زيارته إلى ترهونة، قال: “رأيت مشهدًا بائسًا لصناديق معدنية أُجبر الناس على دخولها ومعايشة حالة مروعة للغاية بما يرقى إلى اللاإنسانية المحسوبة”.
وأشار إلى زيارته مزارعَ تحولت إلى مقابر جماعية، ومواقع لطمر النفايات حيث ألقيت الجثث دون مراسم الدفن، مشيدا بعمل خبراء الطب الشرعي الليبيين في العثور على الجثث التي وصل عددها إلى 250، لم يتم التعرف على الكثير منها.
وقال خان إن عائلات الضحايا في ترهونة سردوا قصصا مفجعة ويطالبون بإظهار الحقيقة، والتحقيق من قبل قضاة مستقلين وحياديين.