أخبار بلا حدود- من المتوقع أن تكون الأوضاع الساخنة والعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد الإرهاب الصهيوني أحد أهم محاور لقاء الرئيسين الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي يزور الجزائر بداية من اليوم الثلاثاء، تلبية لدعوة من رئيس الجمهورية.
وفي حين تتألق العلاقات الثنائية بين الجزائر وتركيا في لقاء الزعيمين، يتوقع أن يكون ملف غزة هو المحور الأبرز في مناقشات الوفدين، وسيكون لحديث تبون وأردوغان في هذا الملف أهمية إعلامية كبيرة. ويعزز هذا التركيز على غزة أهمية اللقاء، حيث تبدي تركيا جهودًا لوقف الحرب الصهيونية على غزة، وهو جهد يتجاوب مع مواقف الجزائر الصارمة تجاه الكيان الصهيوني.
ومن المتوقع أن يتحدث الزعيمان بقوة حول هذا الملف، خاصة في ظل عدم رضا تركيا تمامًا عن مخرجات القمة العربية الإسلامية التي احتضنتها الرياض في 11 نوفمبر، والتي غاب فيها الرئيس تبون ووزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف. وقد اكتفت الجزائر بتمثيل شكلي في هذه القمة، مما جعلها تفتقد إلى تمثيل قوي يعكس مواقفها الصارمة إزاء فلسطين في أي مناسبة دولية.
تجسد العلاقات الجزائرية التركية حراكًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، واكتسبت زخمًا خاصة بعد تولي الرئيس تبون منصبه عام 2019. وقد أجرى تبون زيارتين رئاسيتين إلى تركيا في 2022 وفي يوليو 2023، مما يعكس حرص البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية.
وتعتبر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قائمة منذ استقلال الجزائر عن فرنسا في عام 1962، وافتتحت تركيا سفارتها في الجزائر بعد عام واحد من هذا التاريخ. تتميز هذه العلاقات بجذور تاريخية عميقة، حيث بدأت مع وصول بربروس خير الدين باشا إلى الجزائر في عام 1516، وشهدت تطورات عديدة في السياسة والاقتصاد والثقافة على مر العقود.
وفي إطار العلاقات الحالية، أعرب الرئيس أردوغان عن أهمية كبيرة لزيارته إلى الجزائر، مشيرًا إلى أن الجزائر هي دولة ذات تأثير واسع وتحمل أهمية كبيرة، خاصة في إفريقيا. يعكس هذا التأكيد على أهمية اللقاء بين الزعيمين وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية.
بالمجمل، يشهد لقاء الرئيسين الجزائري والتركي تركيزًا كبيرًا على ملف غزة وتعزيز العلاقات الثنائية، ومن المتوقع أن يتم التعبير عن مواقف قوية تجاه التحديات الإقليمية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.