- لعنة حامل اللقب
في الدورات التي شاهدتها تكرر هذا السيناريو في أغلبها ولم ينجو منه سوى منتخب السامبا الذي فاز ببطولة 2002 ليغادر مونديال ألمانيا من الربع النهائي.
ولنبدأ مع فرنسا والتي بعد فوزها في مونديال 1998 غادرت دورة 2002 بشكل فيه من السوء الشيء الكثير حتى أن الفريق لم يستطع حتى تسجيل هدف واحد في مجموعة لم تكن بتلك الصعوبة وضمت كل من الدنمارك والأورغواي والسنغال في أول مشاركة لأسود التيرنغا.
قد يكون الفريق قد تأثر بضغط الدفاع عن اللقب واعتزال بعض العناصر من أصحاب الخبرة وربما كان أشد تأثرا بغياب نجمه الأول زين الدين زيدان بسبب الإصابة والذي عاد في اللقاء الثالث ولكن دون جدوى وكانت علامات التعب والاجهاد والبعد عن المنافسة بادية عليه.
نفس السيناريو حدث مع منتخب ايطاليا الذي غادر مونديال جنوب إفريقيا من الدور الأول بعد فوزه بمونديال 2006 الذي احتضنته الأراضي الألمانية.
الفريق لم يكن بذلك السوء الذي ظهر به الفرنسيون رغم أن التشكيلة كانت مغايرة بشكل كبير لتلك التي مثلت المنتخب في ألمانيا.
الفريق نجح في تسجيل أربعة أهداف كاملة وانتظر إلى غاية الجولة الأخيرة ولكن الخسارة أمام سلوفاكيا كانت بمثابة الصدمة وتسببت في خروج حامل اللقب لتعم الخيبة الأرجاء بسبب هذه النكسة رغم أن الجميع كان يرى أن الفريق في طريق مفتوح لتجاوز الدور الأول بكل سهولة لأنه وقع في مجموعة تبدو سهلة جدا وأن مواجهة باراغواي ونيوزيلندا وسلوفاكيا لم تكن بالمهمة الصعبة ، ولكن العكس حدث والفريق غادر بخفي حنين.
لعنة حامل اللقب تواصلت والدور أتى على منتخب لاروخا المدجج بالنجوم والذي حافظ على تعداده الذي مكنه من الفوز بالمونديال الإفريقي.
ولكن هؤلاء النجوم لم يظهروا بالمستوى الذي يشفع لهم بتجاوز الدور الأول في بطولة البرازيل 2014 وسقطوا بشكل حر في بداية رحلتهم في الدفاع عن لقبهم وخسروا بخماسية كاملة أمام الطواحين الهولندية.
البداية الغير موفقة كانت سببا مباشرا في تسرب الشك إلى نفوس الإسبان مما جعلهم يتخيلون سيناريو الخروج المبكر وهذا الذي حدث بالفعل.
خيبة اللقاء الأول تكررت في مباراة تشيلي التي انتهت لصالح القادمين من أمريكا بهدفين لصفر ، ولم يشفع الفوز الكبير المحقق أمام أستراليا لرفقاء خوان ماتا بمواصلة المشوار.
ماحدث للاسبان كان مثيرا للجدل وأثبت أن ضغط الحفاظ على اللقب له آثار سلبية وخيمة من الصعب معالجتها.
وهو ما أكده مشوار منتخب الماكينات الألمانية التي عودت جماهير الساحرة على علو كعبها وقدرتها على تجاوز الصعاب نظرا للذهنية القوية وأسلوب الواقعية في التعامل مع الخصوم مهما كان مستواهم.
كل هذه الميزات اختفت في دورة روسيا 2018 ، الفريق الألماني حامل لقب دورة 2014 خيب الظن وخرج مبكرا ومعه تواصلت عقدة تجاوز الدور الأول لحامل اللقب أو مايسمى ب”لعنة” حامل اللقب.
فبعد الخسارة أمام المكسيك في البداية عام الفريق وحققا فوزا مهما أمام السويد بهدفين لهدف وكان يكفيه الفوز بفارق هدفين في الجولة الأخيرة أمام كوريا الجنوبية وهذا الذي لم يتحقق وإنما كانت نتيجة اللقاء عكسية تماما وسقط الفريق بثنائية أمام زملاء المتألق سون وفي دقائق اللعب الأخيرة علما أن هدفي اللقاء سجلا في الوقت البدل الضائع من المباراة.
وبهكذا سيناريوهات غريبة غادرت أغلب الفرق البطولة من الدور الأول وفشلت فشلا ذريعا في الدفاع عن لقبها والذي يرجع بشكل أساسي إلى عدم الحفاظ على نفس التعداد والمدرب بالإضافة إلى الضغط الإعلامي الكبير ومسؤولية الحفاظ على التاج العالمي.
حتى أن الجميع بدأ الحديث مبكرا على إمكانية حفاظ الديوك على لقبهم من عدمه وهناك من آثار قضية لعنة حامل اللقب التي يتوجس منها الفرنسيون كثيرا وقد ضاقوا مرارتها في مونديال كوريا واليابان وفي أسوأ سيناريو ممكن.
وعليه نطرح التساؤل التالي ، هل ينجح رفقاء مبابي في تجاوز الدور الأول في رحلة دفاعهم عن لقبهم التي ستكون شاقة وطويل بكل تأكيد وبالتالي تجنب خيبة الخروج المبكر والتي تعني وأد لعنة حامل اللقب تحت أقدام نجوم المنتخب الفرنسي أم أن المعتاد والمألوف سيستمر ؟