أخبار بلا حدود – دعا الوزير الاول، أيمن بن عبد الرحمن، في كلمته لدى افتتاح أشغال القمة العربية – الصينية للتعاون والتنمية، والتي حضرها ممثلا عن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بالعاصمة السعودية الرياض، الرئيس الصيني للانضمام إلى مبادرة الجزائر بتشكيل لجنة اتصالات لدعم نيل فلسطين عضوية كاملة في الامم المتحدة.
واستذكر بن عبد الرحمان في كلمته، التواصل بين الحضارتين العربية والصينية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، حيث ارتبط الجانبان بعلاقات امتدت على مدى أكثر من 2000 سنة، عبر طريق الحرير براً وبحراً.
وأضاف بن عبد الرحمان أن مسار العلاقات متواصل، حيث تجسد في عديد محطات التعاون والتضامن بين الطرفين، إذ لم تتردد الصين في دعم القضية الفلسطينية ومساندة حركات التحرر في الدول العربية، وبدورها، لم تتخلف الدول العربية في دعم مبدأ الصين الواحدة واستعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، وصولا إلى الفترة الأخيرة التي عكست توسع التبادل التجاري والاستثمارات البينية التي بلغت مستويات قياسية، جعلت من الصين الشريك التجاري الأول للدول العربية التي أصبحت بدورها سابع شريك تجاري للصين، وموردها الأول من النفط الخام.
وأكد بن عبد الرحمان دعم الجزائر لمبادرة الحزام والطريق لاعتمادها على برامج إنمائية في مجالات البنى التحتية الأساسية والاتصالات والطاقة، وهو ما من شأنه خلق ترابط وتشابك بين اقتصادات الطرفين.
من جهة ثانية استعرض الوزير الأول العلاقات الجزائرية والصينية والتي وصفها بالتاريخية والاستراتيجية، حيث كانت الصين أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة المؤقتة سنة 1958، إلى جانب تقاسم البلدين وجهات النظر إزاء العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وجدد الوزير الأول بالمشاريع الجزائرية – الصينية آخرها توقيع الإعلان القاضي بإقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة سنة 2014، كما اعتمدا الخطة الخماسية الثانية للشراكة الاستراتيجية الشاملة (2022-2026)، وتم التوقيع في الأيام القليلة الماضية على الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق التي انضمت إليها الجزائر سنة 2018، والخطة الثلاثية 2022-2024 للتعاون في المجالات الهامة.
وحول أهمية العلاقات البينية العربية – الصينية قال بن عبد الرحمان: “في ظل حالة الاستقطاب التي يعيشها النظام الدولي وعجز الأمم المتحدة عن حل الأزمات في منطقتنا وفي العالم، فإن تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين العالم العربي والصين، من شأنه أن يسهم في بروز عالم متعدد الأقطاب بعيدا عن السياسات الأحادية ومساعي الهيمنة.”
وأضاف: “أود أن أشيد بموقفنا المشترك اتجاه القضية الفلسطينية، التي تمثل القضية المركزية في العالم العربي، بما يستوجب تكثيف جهود الجانبين لإيجاد حل عادل وشامل ودائم لها، وقد بادرت بلادي في القمة العربية التي احتضنتها في غرة نوفمبر الفارط، والتي كانت عن حق قمة لم الشمل، باقتراح إنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية من أجل دعم القضية الفلسطينية للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية، لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”.
ودعا الوزير الأول الصين للانخراط في هذا المسعى ودعم الموقف العربي من أجل تمكين فلسطين من تحقيق العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.