صحيفة التايمز البريطانية: اتهام ماكرون بإذلال فرنسا خلال زيارته وهران

صحيفة التايمز البريطانية اتهام ماكرون بإذلال فرنسا خلال زيارته وهران

أخبار بلا حدود – واجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتهامات بأنه “أذلّ” فرنسا عندما قطع جولة له في مدينة وهران بمواجهة جمهور معاد، بحجة أنه مهتم فقط بغاز البلاد الطبيعي.

وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات الاستقبال الذي حظي به ماكرون ،في ولاية وهران، بعد خروجه من استديو “ديسكو مغرب” ، تعلوه هتافات “وان تو ثري فيفا لالجيري” “1 2 3 تحيا الجزائر” ، التي اعتبرها الإعلام الفرنسي شتم و إهانة للضيف ماكرون.

وقدم ماكرون زيارته إلى الجزائر على أنها محاولة للبحث وتسهيل التعاون في حل المشاكل مثل الهجرة ومحاربة الإرهاب. ورفض ماكرون كل الاتهامات الموجهة إليه بأن هدفه الرئيس هو تأمين وصول الغاز الجزائري، واعتبر ذلك كلاما “فارغا”.

وفي تقرير نشرته صحيفة “التايمز” وأعده أدم سيج، قال إن نفي ماكرون قوّضه الكشف لاحقا عما جرى في المحادثات مع القادة الجزائريين من أجل زيارة إمدادات الغاز إلى فرنسا بنسبة 50% والتعويض عن خسارة الغاز الروسي.

وعقد ماكرون أثناء زيارته الجزائر اجتماعا مع الرئيس عبد المجيد تبون قبل أن يزور وهران، ثاني مدينة في البلاد، حيث التقى صاحب محل “ديسكو المغرب”، المختص بتسجيلات موسيقى الراي، ثم قام يوم السبت بجولة مرتجلة في شوارع العاصمة.

وفي فيديو مدته 17 ثانية وضعه ماكرون على حسابه في تويتر، أظهر جموعا استقبلت الرئيس بحرارة وكانت تتدافع لمصافحته. إلا أن تقريرا أطول أعده الصحافي جيروم تروتين، مراسل إذاعة “أر أم سي” قدم صورة مختلفة، حيث بدا الجمهور عدوانيا.

وقال أحدهم: “فرنسا تأكل بلدنا”، وأضاف آخر: “نحن ضد فرنسا لأنها أضرّت بنا كثيرا”، وقال ثالث: “ماكرون يريد شيئا واحدا: الغاز”.

وعندما بدأت الجماهير توجه الشتائم لماكرون، قام حرسه بتوجيهه سريعا نحو سيارته، مع أنه تجاهل الهتاف وبقي مبتسما ولوّح تاركا الجماهير وهي تهتف “واحد اثنين ثلاثة.. تحيا الجزائر”.

الإعلام الفرنسي: إيمانويل ماكرون تعرض للشتم والإهانة في ولاية وهران!

وقال إريك سيوتي (56 عاما) والمرشح المفضّل لأن يكون رئيسا لحزب الجمهوريين، يمين- وسط: “ياله من ذلّ لفرنسا”.

وقال هناك “تناقض ظاهري” في موقف الجزائريين وتعبيرهم عن “الكراهية لفرنسا” في ظل “رغبتهم الجماعية للقدوم إلى هنا”. ومُنح حوالي 75.000 جزائري تأشيرات في آذار/ مارس لزيارة فرنسا.

وقالت جوردان بارديلا (26 عاما) التي تخوض سباقا لكي تحل محل زعيمة التجمع الوطني، مارين لوبان: ” تستطيع فرنسا مصالحة نفسها مع الجزائر وجعل نفسها محترمة، ليس من خلال تقديم الأعذار أو التسليم (للجزائر) كما فعل إيمانويل ماكرون”.

ورفض مكتب ماكرون الانتقادات ووصف الزيارة بأنها ناجحة، وأن الرئيس هو من قرر وقف الجولة وتجنب حوادث وجرحى، حيث كان الناس يتدافعون للتسليم عليه. وحاول الرئيس الفرنسي جهده لتصوير رحلته بأنها محاولة لبناء علاقات مع “الشباب الجزائري” وليس من أجل تأمين إمدادات الغاز الطبيعي.

وتوفر الجزائر نسبة 8.5% من احتياجات فرنسا من الغاز، وروسيا 17%.

ولكن المتحدث باسم ماكرون أعلن بعد 24 ساعة من عودته إلى باريس عن بدء المفاوضات لزيادة إمدادات الغاز من الجزائر. ورفض تأكيد ما ورد في تقارير صحافية عن رغبة فرنسا بزيادة الإمدادات الجزائرية إلى 50%.

و أنهى إيمانويل ماكرون, زيارته الرسمية الى الجزائر التي دامت ثلاثة أيام.

وأشرف ماكرون رفقة الرئيس تبون على التوقيع على 05 إتفقيات شراكة بين الجزائر وفرنسا.

ويوم الخميس الماضي شرع ماكرون في زيارة رسمية إلى الجزائر إستهلها بالحديث مع الرئيس تبون لساعات على انفراد وبصحبة وزراء من البلدين بينهم وزيرا الدفاع.

وامتدت النقاشات حتى وقت متأخر من الليل حول مسألة التأشيرات بحسب ماكرون، وذلك بعد أن قررت فرنسا في خريف 2021 خفضها إلى النصف.

و رأى ماكرون أن العلاقات مع الجزائر “قصة لم تكن بسيطة أبدا، لكنها قصة احترام وصداقة ونريدها أن تبقى كذلك، وأجرؤ على القول إنها قصة حب”، لافتا إلى شراكة تم إنجازها “في خضم الحماسة الحالية” بعد اللقاءات المتعددة التي جرت الخميس مع تبون ووزرائه.

وفي سياق متصل، قال الرئيس الفرنسي إنه سيعمل على “شراكة جديدة من أجل الشباب ومن خلالهم” تشمل قبول ثمانية آلاف طالب جزائري إضافي للدراسة في فرنسا ليرتفع اجمالي عدد الطلبة الجزائريين المقبولين سنويا إلى 38 ألفا، بالإضافة إلى أنه دافع بقوة عن فكرة تسهيل حصول بعض الفئات من الجزائريين على تأشيرات فرنسية من أجل المساهمة في ظهور “جيل فرنسي جزائري جديد في الاقتصاد والفنون والسينما وغيرها”، حيث كانت قد تسببت قضية التأشيرات في تعكير العلاقات بين البلدين، بعد أن خفضت باريس بنسبة 50% عدد تلك الممنوحة للجزائر، مشيرة إلى عدم تعاون هذا البلد في استرجاع مواطنيه المطرودين من فرنسا.

وأوضح ماكرون أنه ناقش هذه المسألة خلال اللقاء مع تبون “مطولا”، وتم تكليف الوزراء بمتابعته بهدف محاربة الهجرة غير الشرعية وفي الوقت نفسه تسهيل الإجراءات بالنسبة لـ”مزدوجي الجنسية والفنانين والمقاولين والسياسيين الذين يعززون العلاقات الثنائية”.

وفي إطار توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، تم الإعلان عن تشكيل لجنة مشتركة من المؤرخين الفرنسيين والجزائريين “للنظر معًا في هذه الفترة التاريخية” من بداية الاستعمار وحتى نهاية حرب الاستقلال، “بدون محظورات”، فيما انهالت الانتقادات الغاضبة على الرئيس الفرنسي من قبل الطبقة السياسية الفرنسية من اليسار إلى اليمين المتطرف، بعد إعلان تشكيل لجنة المؤرخين، ما يدل ان الجروح لم تندمل في المجتمع الفرنسي.

وقد شهدت العلاقات بين البلدين فتورا في الأشهر الأخيرة على خلفية هذا الملف إلى جانب قضية الذاكرة حول الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830-1962).

https://youtu.be/oMFTbY6wOK4

شاهد أيضاً

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

أخبار بلا حدود- تبنت فرنسا منذ نشأتها المشروع الصهيوني، حيث أصبح ركيزة أساسية في السياسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!