أخبار بلا حدود -فجرت صحيفة إسبانية معروفة في الساحة الإعلامية، قنبلة مدوية من العيار الثقيل عن سبب غياب العاهل المغربي محمد السادس عن الممكلة.
وقالت الصحيفة الإسبانية “إندبندينتي” في تقرير لها، إن غياب محمد السادس عن بلاده، قد أصبح “يكلّف الكثير” على المستوى الوطني والإستراتيجي للمملكة المغربية، مشيرة إلى أن “محمد السادس لم يعد يهتم بأي شيء سوى العودة إلى أسلوب الحياة القديم الذي تركه منذ سنوات”، “والاستمتاع بما تبقى له من عمر”. حيث أرجعت السبب إلى “الخيبات الأمل” التي أصيب بها الملك المغربي.
وتتمثل الخيبة الأولى حسب تقرير الصحيفة ذاتها، في أن “المشهد السياسي الداخلي في المغرب محطّم نتيجةَ سياسة واعية لدرء المخاطر”. الأمر الذي ساهم بشكل كبير في خلق حالة من الاستبداد السياسي، الذي دفع الملايين من المغاربة للهجرة خارج حدود المملكة.
أما الخيبة الثانية فـتتمثل في الاقتصاد المتراجع يوماً بعد يوم. مشيرة في هذا الصدد، إلى أنّ المغرب اليوم يعاني أكثر من أي وقت مضى من “سياسات التهميش”. التي عانى منها سابقاً رؤوس الأموال “البعيدين عن مدارات اهتمام الملك وحاشيته”.
كما وجد الملك المغربي نفسه داخل مملكة “شبه استبدادية” مغلقة على “دائرة مضيقة من رجال الأعمال” الذين يديرون أنشطة اقتصادية تزيد وتضاعف من ثروتهم. –حسب الصحيفة الاسبانية-. لكنها في المقابل “غير موجهة نحو تنمية شعبية متوازنة”.
منذ عقود لم يعرف المغرب حكومةّ أسوأ من حكومة حزب العدالة و التنمية التي دامت ولايتيْن مُتتاليتيْن و حكومة حزب التجمُّع الوطني للأحرار التي يترأسها عزيز أخنوش الملياردير المغربيّ ، حيث عرفت حكومة العدالة و التنمية التي ترأّسها بنكيران في ولايتها الأولى و خلَفه في الولاية الثانية سعد الدين العثماني ، ففي عهد الحكومتين السابقتيْن تمّ إصدار قانون ما يُسمى بإصلاح صناديق التقاعُد الذي لا يُعتبَر إصلاحاً في حقيقته بل هو إفسادٌ ، حيث تمّ رفع سنّ تقاعُد العمال إلى 63 سنةً مِما خلّف استؤاء واسعاً في أوساط الطبقة العاملة ، التي خرجت إلى الشوارع في احتجاجاتٍ عارمة دون جدوى ، كما قامت هذه الحكومة بإلغاء صندوق المَقاصّة الذي تستفيد منه شريحة واسعة من الفقراء لأن هذا الصندوق يدعم المواد الأساسية التي يحتاح إليها الفقير المغربيّ كما قامت بتحرير السوق مِمّا رفع الأسعار جميع الموادّ الأساسيّة مما نتج عنه انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين في غياب أية زيادة في الأجور المُجمَّدة منذ سنين .
أمّا بالنسبة لحكومة أخنوش فقد عمِلت على الزيادة الفاحشة في أسعار البترول الذي وصل سعره إلى أقصى حدّ له ام يشهد تاريخ المغرب له مثيلاً ، للعلم فقد يمتلك رئيس الحكومة أكبر شركة لتوزيع البترول ، و رغم انتقاده من طرف الشعب و أقام ضجّةً واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي وصلت إلى مُطالبته بالرحيل إلّا أنّ ذلك لم يؤتي ثماره في التأثير على سياسته الفاشلة ، و بارتفاع سعر البنزين ارتفعت أسعار جميع الموادّ الأساسيّة ، فالشعب يسعى من وراء تحرُّكاته المُستمرّة إلى تغيير هذه الحكومة التي لم تفِ بوعودها التي قطعتها على نفسها أثناء حملات حزبها الانتخابيّة و لا ببرنامجها الذي أدلت به داخل البرلمان ، لقد أصرّت على بقائها في سُدّت الحكم و تدبيرها للشأن المغربي رغماً عن أنوف المغاربة الذين فقدوا كل ثِقتهم فيها .
________________
غلاء أسعار المحروقات في المغرب ( تعليق : القدس العربي )
تعيش شريحة من الشعب المغربي أزمةً معيشيّةً جدّ مُزريّة للغاية جرّاء ارتفاع أسعار المحروقات التي نتَج عنها غلاء فاحش لجميع الموادّ الأساسية التي يحتاجها المواطن بل في أمسّ الحاجة إليها . لقد انتفض الشعب و احتجّ ضدّ هذه الكارثة الكبرى التي لم يشهدها في حياته ، و مِمّا زاد الامر تعقيداً هو عدم اهتمام حكومة الملياردير ” أخنوش ” التي لم تُنصِت إلى أصوات المُحتجّين المغاربة و لم تولِ المواطن المقهور أيّ اعتبار باستعلاء رئيسها و تعنُّته و عدم مُخاطبة الشعب و عدم تصريحه بسبب هذه المُعضلة و كيفية حلّها بل تمادى في تغاضيه عن هموم الشعب ، للإشارة فأسعار البترول في الأسواق العالمية قد عرفت انخفاضا إلى أقصى الحدود و لم تزِد في المغرب إلّا ارتفاعا مهولاً ، علما أنّ المغرب يستورد هذه المادّة من روسيا بأبخس الأثمان و يتم بيعها للمواطن بثمن خيالي ، للإشارة فإنّ الشركات المُستوردة تتلاعب بالأسعار في غياب أيّة مُراقبة من السلطات المغربية التي تغُضّ الطرف عن هذه الشركات و كان كان من المفروض عليها حماية الشعب من أباطِرة المحروقات الذين يفعلون ما يحلو لهم .
المُهمّ هو أنّ شريحة عريضة من الشعب المغربي تعيش أسوأ أحوالها ، تعيش الفقر المُدقع جرّاء غلاء المَعيشة و ضيْق الحال و عدم توفُّر فُرص العمل علماً أنّ المغرب بلد جدّ غني بثرواته الهائلة التي لا تُعدُّ و لا تُحصى من فسفاط و ذهب و فضّة و مُختلف المعادن بالإضافة إلى واجهتيْن بحريّتيْن اللتين تزخران بثروة سمكية و رخويات .. بلدٌ من أغنى البلدان و شعبٌ من أفقر البلدان ، و الله مُفارقة غريبة وعجيبة ، فساد ” الكبار” هو سبب تَعاسة الشعب المغربي المقهور ، و كلّ مَن يحتجّ من الشعب على هذه الأوضاع المُزريّة و هذا الفساد المُستشري يُعتَقَال بتُهمٍ مُلفَّقة و يُزجُّ به في السجن لإسكات صوتِه .