صحيفة إل إندبندنتي: الجزائر ترى أن اسبانيا تعمل على تصحيح موقفها اتجاه الصحراء الغربية

صحيفة إل إندبندنتي الجزائر ترى أن اسبانيا تعمل على تصحيح موقفها اتجاه الصحراء الغربية

أخبار بلا حدود – اعتبرت صحيفة “إل إندبندنتي” الإسبانية أن الجزائر ترى أن مدريد أخذت تغير موقفها تجاه الصحراء الغربية، وتتجه إلى العودة للموقف الأوروبي بهذا الشأن.

وذكرت صحيفة “إل إندبندنتي” الإسبانية في مقال نشرته يوم السبت، أن الجزائر اعتبرت أن تصريحات أخيرة لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، إشارة إلى تغير في الموقف الإسباني.

وأفادت بأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أشار إلى ذلك في تصريحات جديدة يوم السبت، قال فيها “إسبانيا بدأت في العودة إلى القرار الأوروبي في مسألة الصحراء الغربية”، في إشارة إلى كلمة بيدرو سانشيز في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتابع الرئيس تبون في اجتماع مع وزرائه “يبدو أن إسبانيا بدأت في العودة إلى القرار الأوروبي بشأن قضية الصحراء الغربية”، مشددا على أن “مسألة الصحراء الغربية هي مسألة مبدأ وهي مسجلة لدى لجنة الأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار”.

واستدعت الجزائر سفيرها في مدريد للتشاور في مارس الماضي بعد نشر رسالة من سانشيز إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس أيد فيها خطة الحكم الذاتي المغربية للمستعمرة الإسبانية السابقة.

وأثار التحول في الموقف أزمة دبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، لا تزال قائمة، وهي الأخطر منذ سنوات، جمدت على إثرها الجزائر التجارة الخارجية مع إسبانيا وعلقت معاهدة حسن الجوار.

وفي خطابه الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجنب سانشيز الإشارة إلى التغيير في الموقف الإسباني بشأن قضية الصحراء الغربية، ودافع عن “حل سياسي مقبول من الطرفين وفي إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن”.

ولم ينس سانشيز أن يذكر بأن حكومته ستواصل دعم السكان الصحراويين في المخيمات، كما فعلت دائما، كونها المانح الدولي الرئيسي للمساعدات الإنسانية للاجئين في مخيمات تندوف، في جنوب الجزائر.

اقرأ اكثر

ويوم 08 جوان 2022، أعلنت الجزائر عن تعليق “معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون” وتجميد المعاملات التجارية مع إسبانيا بعد تغيير موقفها بشأن الصحراء الغربية لدعم موقف المغرب.

وأشارت إلى أن “السلطات الإسبانية باشرت حملة لتبرير الموقف الذي تبنته إزاء الصحراء الغربية والذي يتنافى مع التزاماتها القانونية والأخلاقية والسياسية كقوة مديرة للإقليم والتي لا تزال تقع على عاتق مملكة إسبانيا إلى غاية إعلان الأمم المتحدة عن استكمال تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية”.

وأعربت مصادر دبلوماسية إسبانية عن أسف مدريد لقرار الجزائر تعليق معاهدة التعاون بين البلدين.

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه بشأن تعليق الجزائر معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا، ودعاها إلى إعادة النظر في هذا القرار وحل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية.

وأفادت مصادر دبلوماسية إسبانية بأن وزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، توجه إلى بروكسل لبحث الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والجزائر.

ونقلت وكالة أنباء “إفي” الإسبانية عن هذه المصادر قولها: “يغادر وزير الخارجية​​​.. متوجها إلى بروكسل لبحث الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية للتجارة والاقتصاد، فالديس دومبروفسكيس”.

وكان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، قد صرح بأن الحكومة الإسبانية تعكف على تحليل العواقب التي أسفر عنها قرار الجزائر بتعليق معاهدة الصداقة ومنع المؤسسات المصرفية في البلاد من القيام بعمليات الاستيراد والتصدير مع البنوك الإسبانية وأنها تنوي الرد “بحزم”.

وقرار تعليق المعاملات المالية للتجارة الخارجية من وإلى اسبانيا، سيُفقد الطرف الإسباني سوقا تدرّ عليها 1.9 مليار دولار سنويا، وفق إحصائيات رسمية.

وتعتبر مدريد خامس مورّد للجزائر بعد الصين، وفرنسا، وإيطاليا وألمانيا، وثاني أكبر سوق لها في إفريقيا بعد المغرب، بينما تصدر الجزائر لإسبانيا، التي شهدت تراجعا كبيرا منذ بداية الأزمة بين البلدين، حيث تراجعت الجزائر من المزود التاريخي الأول لمدريد بالغاز، إلى المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، التي أثار حلولها محل الجزائر لتصبح ثاني أكبر مورّد للغاز الطبيعي لإسبانيا في شهر جوان الماضي، وذلك بعد تراجع التدفقات القادمة من الجزائر، جدلا وتساؤلات، عن هذه المفارقة بالنظر إلى أن حكومة مدريد كانت تتهم الجزائر عمليا بأنها تحركها موسكو ضدها وليس تغير موقف حكومة بيدرو سانشيز من قضية الصحراء الغربية، في مارس الماضي، والذي أثار غضب الجزائر ودفعها لسحب سفيرها في مدريد.

وأكد بلاني أن “التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس ونائبة رئيس الحكومة نادية كالفينيو، تدمر بشكل قاطع أي إمكانية لتطبيع العلاقات مع حكومة غير موثوقة تمارس الكذب والهروب إلى الأمام”.

وبدت الجزائر منزعجة جداً من التصريحات الإسبانية التي تحدثت عن دور روسي في دفع الجزائر لاتخاذ إجراءات عقابية ضد إسبانيا، وهو ما عكسته برقية وكالة الأنباء الجزائرية الشهر الماضي، التي هاجمت بضراوة وزير الخارجية الإسباني.

وتوترت العلاقات بين الجزائر وإسبانيا مطلع شهر مارس الماضي على خلفية الموقف الإسباني المستجد من أزمة الصحراء الغربية والذي أثار غضب الجزائر، حيث أظهرت إسبانيا ميلها للطرح المغربي، مما دفع الجزائر لتحميل إسبانيا مسؤولية توتر العلاقات، بسبب ما وصفته بتنصل سياسي وأخلاقي من المسؤوليات التاريخية لإسبانيا بصفتها المستعمر السابق للمنطقة.

كما عبرت الجزائر عن غضبها من تعليق “وُصف بغير المقبول” من قبل وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس،والذي يعتبر مساسا بشخص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

وكان الرئيس تبون قد طمأن الأسبان حول مصير اتفاقية الغاز، مؤكدا أن الأزمة التي تشهدها العلاقات الرسمية بين البلدين لن تؤثر على إمدادات الجزائر لأسبانيا، في حين أكد في تصريحات لاحقة عدم عودة السفير الجزائري بمدريد بعد سحبه، معتبرا أن وقت عودته لم يحن بعد باعتبار أن معطيات سحبه لازالت قائمة.

وقد غيرت مدريد من موقفها تجاه الأزمة في الصحراء الغربية بعدما كان منسجما مع الطرح الجزائري، الذي يعتبر أن الصحراء الغربية هي آخر مستعمرة في إفريقيا.

شاهد أيضاً

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

أخبار بلا حدود- تبنت فرنسا منذ نشأتها المشروع الصهيوني، حيث أصبح ركيزة أساسية في السياسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!