أخبار بلا حدود- بعد أن فرضت الجماعات المسلحة في مناطق الغرب الليبي سطوتها ونفوذها على المشهد السياسي والعسكري في ليبيا على مر سنوات الأزمة، باتت الآن تخوض عملية لإضفاء الطابع المؤسسي على وجودها، وبدأت جهات خارجية بدعمها لتحقيق ذلك، لاستغلال هيمنتها على الأرض لتحقيق مصالح خاصة في هذا البلد الغني بالنفط والغاز.
حيث قال تقرير لمجلة “أفريكا إنتليجنس” الفرنسية أن ليبيا استقبلت دفعات من عناصر ومستشارين عسكريين أمريكيين خلال الأسابيع القليلة الماضية، يتبعون للشركة العاملة في مجال الأمن “امينتوم”، والتي تتبع وزارة الخارجية ووزراة الدفاع الأمريكية.
ويقوم عناصر ومستشاري “أمينتوم” منذ الشهر الماضي بتدريب الجماعات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس بحسب ما أشارت إليه المجلة في تقريرها، مشيرة إلى أن الجماعات التي يتم تدريبها هي: اللواء 444 بقيادة محمود حمزة، واللواء 111 بقيادة عبد السلام الزوبي، واللواء 166 بقيادة محمد الحسن. وتم دمج الثلاثة في الجهاز الأمني التابع لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وبحسب تقرير المجلة الفرنسية، تتماشى هذه الخطوة لإضفاء الطابع المهني على الميليشيات مع استراتيجية واشنطن، التي تعطي الأولوية لنزع سلاح الجماعات المسلحة الليبية وتسريحها وإعادة إدماجها، وإضفاء طابع الشرعية عليها.
وأكد تقرير “أفريكا إنتليجنس” أنه وعلى الرغم من أن المقصود من وجود هؤلاء المستشارين هو أن يكون مبادرة خاصة، إلا أنه سيكون من الصعب على “أمينتوم” العمل على الأرض دون ولوجها لضوء أخضر من واشنطن، نظرًا لقربها من وزارة الخارجية الأمريكية، وبالرغم من نفي القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (AFRICOM)، وجود أي تنسيق مع “أمينتوم” في عملياتها.
إن دعم الولايات المتحدة للقوات الموالية للدبيبة يمكن أن ينعش مكانته سياسيًا في البلاد بحسب المجلة الفرنسية، التي ألقت الضوء على وضعه السياسي غير المستقر. ومساعي العديد من السياسيين الليبيين لتنحيته، والضغط الإقليمي من أجل تشكيل حكومة جديدة، لكن الدبيبة متمسك بالمنصب الذي كان ينبغي أن يخليه بعد فشل الانتخابات الرئاسية في ديسمبر/كانون الأول 2021.
وكانت قد تناقلت وسائل إعلام ليبية تصريحات عبد الحميد الدبيبة، مطلع العام، والتي أكد فيها بأنه يدعم بقاء هذه الميليشيات ويرى فيها عاملًا مُهما لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.
واعتبر العديد من المراقبين الليبيين أن كشف الدبيبة العلني عن دعمه للميليشيات المسلحة ليس إلا جزءًا من خطة أمريكية متكاملة الاركان من أجل تثبيت مواقع هذه الميليشيات ورفع قوتها وجاهزيتها وتوحيدها، لتحويلها إلى أداة تلبي مصالح الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة، ومجابهة النفوذ الروسي والصيني في المنطقة، وهو ما كشفته “أفريكا انتليجنس” بدورها أيضًا.
مصير النفط الليبي: تداعيات القرارات والتحركات على مستقبل القطاع