بعد الآمال التي علّقها نظام المخزن على اتفاقية التطبيع، ها هي سنة كاملة تمرّ على توقيع الاتفاقية مع الصهاينة، غير أنه لا يبدو أن النتائج حقّقت تطلّعات المغرب، حسب ما ذكر الكاتب المغربي أنس السبطي.
وأكد السبطي، في مقال له، أن نتائج التطبيع جاءت كارثية ومذلة، خصوصا على صورة المغرب الخارجية، بعد أن “ورّط الدبلوماسية المخزنية في سلسلة من الإخفاقات والصفعات حين توهمت أن الاتفاق سيشكل حصانة لها”.
وقال الكاتب، “إن المغرب سجلت في ظرف قياسي عدة أزمات مع دول مختلفة، عادت تبحث بعدها عن تسوية لتوترات تسبب فيها انتفاخها الأجوف في مرحلة ما بعد صفقة ترامب المشؤومة”.
ويجد السبطي، أن الآمال التي علّقتها المغرب على الصفقة “غير مبرّرة”، مرجعا ذلك إلى إبرامها مع “شخص منتهي الصلاحية” في ديسمبر 2020، قاصدا بذلك الرئيس الأمريكي ترامب، الذي خسر رهان الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وخلفه جو بايدن في يناير 2021.
وبرّر الكاتب كلامه، بعدم إقدام الطرف الأمريكي، الذي كان وسيطا في الصفقة، “على أية خطوة تقلب مسار قضية الصحراء الغربية لصالح المغرب خلافا لما كان يأمل الجانب الرسمي المغربي رغم استماتة إعلامه في محاولة إثبات العكس”.
في هذا السياق، قال السبطي، إن “الاستنجاد بالعامل الخارجي لم ولن يزيد الطين إلا بلة، فتسول الدعم من أمريكا يستلزم بالضرورة دعوة خصومها تلقائيا إلى إسناد الأطراف المقابلة للمغرب، فهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي في عالم مركب تجاوز أحادية القطب مع تآكل القوة الردعية للأمريكان”.
واستدل المتحدث نفسه، بما حدث في الحروب المباشرة التي خاضتها أمريكا في أفغانستان والعراق، قائلا “كثيرة هي النزاعات التي شهدها العالم مؤخرا والتي أظهرت محدودية أمريكا ومعها القوى الغربية في حسم المعارك لصالح حلفائها (اليمن، شبه جزيرة القرم…)”.
- الكيان الصهيوني يضرب سيادة المغرب
نبّه الكاتب، أنس السبطي، إلى أن كل الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني، تضرب سيادة البلد في الصميم وتنال من هويته ومن مقومات صموده.
وقال السبطي، إن الكيان الصهيوني “يأخذ ولا يعطي”، موضحا أن “المغرب تحولت إلى سوق لبضاعته بما فيها العسكرية والاستخباراتية منها رغم عدم الحاجة إليها أو توفر بدائل لها”.
وبالحديث عن “خرافة اللوبي اليهودي المغربي في الكيان العبري وفي أمريكا”، كما وصفها، “فهي نكتة سخيفة لأن ولاء كل يهود “إسرائيل” لكيانهم وليس لبلدانهم السابقة ولأنه لم يثبت وقوفه في صالح المغرب رغم قدم الصلة به من طرف النظام المخزني”، على حد قوله.
- صفقة ترامب كشفت دبلوماسية المغرب “البدائية”
قال المتحدث نفسه إن خسائر المغرب الرسمية، لم تقتصر على خسارتها رهانها المباشر من صفقة ترامب الآثمة، فقد أساءت أعظم إساءة للمغرب من جهة كشفها لمستوى دبلوماسيته “البدائية الفضائحية”.
ويبدو أن النهج الذي سار عليه نظام المخزن لم يرق للكاتب، إذ قال “ما يصنعه المخزن إن تجاوزنا سقوطه الأخلاقي المريع الذي هوى به إلى مستوى متطرف في التطبيع مع العصابة الصهيونية الإجرامية، فهو يتسم بالبؤس وبالسذاجة حتى بالمنطق البراغماتي المحض”.
وأوضح السبطي، أن “من يعقدون الصفقات لا يصرحون بها ووحدها الثمار التي يجنون منها هي من تفضحهم، أما في حالة المخزن فقد كان يحارب نفسه بنفسه حين أظهرته دعايته الرديئة بصورة المبتز الرخيص الذي يمكن أن يساوم بأي شيء حتى قبل أن يحصل على ما يريد”.