رفعت الجزائر راية التضامن الفلسطيني في اجتماع عدم الانحياز

رفعت الجزائر راية التضامن الفلسطيني في اجتماع عدم الانحياز
 

أخبار بلا حدود- رافعت الجزائر بقوة خلال اجتماع دول عدم الإنحياز لنصرة القضية الفلسطينية التي تؤامرت عليها بعض الأنظمة العميلة للكيان الصهيوني والتي كانت متواجدة وحاضرة بقوة خلال اجتماع حركة عدم الإنحياز في القمة 19 الجارية أشغالها بالعاصمة الأوغندية كمبالا.

وكشفت بعض التقارير الصادرة خلال الدقائق القليلة المضاية عن وجود كولسة من دول أكدت أنها عدوة للأمة لإسلامية على غرار الهند التي رفضت تضمين مصطلح الإبادة الجماعية في البيان الختامي والذي قدمته دول على غرار الجزائر وجنوب أفريقيا بعدما توافقا على محاربة الكيان الصهيوني دوليا وتجريمه ومعاقبته على جرائمه التي يتركبها داخل قطاع غزة.

كاشفة في ذات السياق أنها لم تتوقف عند الهند فحسب بل دعمتها دلو وأنظمة عربية كثيرة عميلة للكيان الصهيوني بالإضافة إلى سنغافورة التي فاجئت الحضور برفضها مصطلح الإبادة الجماعية هذا ودعت العديد من الأطراف إلى ضرورة قطع العلاقات الديبولماسية مع الهند وكل الدول الداعمة للكيان الصهيوني.

خاصة الهند هذه الدولة التي تمارس بدروها أبشع الجرائم في حق المسلمين المضطهدين داخل الهند مؤكدة بأن قطع العلاقات الديبولماسية مع الهند ومعاقبتها اقتصاديا أفضل عقاب لتتراجع عن مواقفها الخطيرة.

عدم الانحياز: جهود الجزائر لدعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان

ودعا رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى تكثيف الجهود الجماعية للمرافعة لصالح القضية الفلسطينية من أجل إعلاء صوت الحق، وتغليب منطق القانون، بما في ذلك في وجه آلة الدمار الصهيونية على أرض فلسطين المحتلة، مشددا على أن الإبادة الجماعية في غزة مثال على إخفاق المجتمع الدولي في فرض ضوابط على الجميع دون انتقاء وأن زمن اللاعقاب قد ولى.

وأضاف رئيس الجمهورية في كلمته التي ألقاها الوزير الأول، نذير العرباوي، بمناسبة انعقاد القمة التاسعة عشرة لحركة عدم الانحياز، الجارية أشغالها بالعاصمة الأوغندية كمبالا، أن حرب الإبادة الجماعية والممارسات اللاإنسانية لجنود الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني العزل من نساء وأطفال ورضع، خاصة بقطاع غزة، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، مثال واضح على إخفاق المجتمع الدولي في فرض ضوابط وقيود تنطبق على الجميع دون انتقاء أو تمييز، حيث يضرب الاحتلال الإسرائيلي بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط ويرفض الانصياع لقرارات مجلس الأمن والاستجابة لخيار السلام، دون محاسبة أو عقاب.

وشدد رئيس الجمهورية أنه في ظل هذا الوضع المأساوي، يتعين على الحركة ودولها الأعضاء التأكيد بصوت عال، على أن زمن اللاعقاب واللاحساب قد ولى، مثمنا تمسك الحركة الدائم بدعم القضية الفلسطينية بوصفها قضية عادلة يرتبط حلها بتجسيد مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، وإيمانهم الثابت بضرورة إنهاء كافة أشكال الاحتلال وتصفية كل صور الاستعمار، كما ورد في الوثيقة الختامية لهذه القمة.

وبالإشارة إلى مسار حركة عدم الانحياز الحافل بصور التضامن مع الشعوب المضطهدة والمستعمرة الذي تجسده عمليا من خلال مواقفها المناصرة للقضايا العادلة، دعا رئيس الجمهورية إلى دعم حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير، وهو الذي سلبت أراضيه وتنهب ثرواته في تعارض صارخ مع القانون الدولي، وهو أيضا الذي تتعرض قضيته العادلة وتطلعه المشروع إلى تنظيم استفتاء حر ونزيه وفقا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لمحاولات الطمس والتغليط، لحرمانه من حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف أو التقادم.

من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر التي تشغل ابتداء من مطلع هذا الشهر ولمدة سنتين متتاليتين مقعدا غير دائم بمجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة، ستسعى انطلاقا من خصوصية مسارها التاريخي وقيمها الثابتة ورؤيتها المستقبلية الطموحة، إلى تعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف كمبدأ قار في سياستها الخارجية، وتغليب منطق الحلول السلمية للنزاعات على المواجهة، وتفضيل معالجة الأسباب الجذرية للصراعات بدل الاستمرار في مقاربة احتوائها التي عقدت وأخرت في مسار حلها.

كما أكد الرئيس تبون أن الجزائر تلتزم بالدفاع من منبر مجلس الأمن عن قيم ومبادئ حركة عدم الانحياز، التي أثبتت ولا تزال إلى يومنا هذا رجاحتها وفاعليتها، والتي تشكل مرتكزا لمواقف الجزائر إزاء مختلف التطورات الإقليمية والدولية وتمثل في ذات الحين منبعا لجهودها ومبادراتها الرامية للمساهمة في نشر الأمن والاستقرار.

وأضاف رئيس الجمهورية بأن الجزائر ستضم جهودها مع بقية الدول الأعضاء في الحركة لبناء جسور الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة وصياغة التوافقات الضرورية داخل مجلس الأمن الدولي حول القضايا التي تهم الحركة لإضفاء فعالية أكبر على الجهود الأممية الرامية لمنع نشوب النزاعات، ودعم دور المنظمات والتجمعات الدولية والإقليمية الفاعلة، بما فيها حركة عدم الانحياز، متطلعا إلى تكثيف التنسيق والتعاون والتضامن بين دولها الأعضاء للمساهمة في تشكيل معالم نظام دولي جديد يكون حافظا لقيم الإنسانية ومكرسا لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.

وعلى المستوى الإفريقي، أكد الرئيس تبون قناعة الجزائر الراسخة بوجود علاقة ترابطية بين الأمن والتنمية، خاصة في ظل تنامي حدة ووتيرة الأزمات السياسية والأمنية واتساع نطاقها، واستفحال آفتي الإرهاب والجريمة المنظمة تفاقم بؤر التوتر والصراعات، وتجدد ظاهرة التغييرات غير الدستورية للحكومات، خاصة في منطقة الساحل الصحراوي.

كما شدد رئيس الجمهورية على أهمية تأطير العمل الجماعي لبلوغ الأهداف المنشودة وتصحيح واستدراك حالة الظلم التاريخي الذي تعرضت له القارة الإفريقية في تركيبة مجلس الأمن الأممي، والسعي بلا هوادة من أجل التجسيد الفعلي لمشروع الاندماج القاري لتحويل إفريقيا إلى فاعل دولي في مسار تجسيد “أجندة الاتحاد الإفريقي 2063″، مثمنا بهذا الخصوص دعم حركة عدم الانحياز لهذه المساعي الهادفة.

حقوق النشر :

إذا كنت تعتقد بأنه قد تم نسخ عملك بطريقة تشكل انتهاكاً لحقوق التأليف والنشر، يرجى إتصال بنا عبر نموذج حقوق النشر.

نموذج الإتصال

أية استفسارات أو نقاشات يرجى طرحها أسفله في خانة التعليقات و المناقشات.

شاهد أيضاً

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

أخبار بلا حدود- تبنت فرنسا منذ نشأتها المشروع الصهيوني، حيث أصبح ركيزة أساسية في السياسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!