- رحلة اكتشاف الفهد مبولحي
كانت البداية في مباراة الجولة الثانية من مونديال جنوب افريقيا وأمام المنتخب الإنجليزي المدجج بالنجوم.
قدم يومها مباراة قوية وتصدى لعديد الفرص التي كانت بمثابة أوراق الاعتماد.
رغم أن المنتخب خرج من الدور الأول بعد الخسارة أمام نظيره الأمريكي في الجولة الأخيرة.
إلا أن المنتخب كسب حارسا مميزا أصبح بعدها الرقم واحد في تاريخ الكرة الجزائرية.
ومن شاهد مونديال البرازيل له أن يتحقق من ذلك ويزول في نفسه كل شك حول هذا الموضوع.
بداية صعبة أمام المنتخب البلجيكي ولم يكن المسؤول عن تلقي الهدفين.
استفاق وساهم في فوز تاريخي أمام كورية الجنوبية برباعية مقابل هدفين ، فرغم تلقيه لهدفين الا أنه تمكن من صد عديد الفرص التي كانت مشاريع اهداف محققة كان بالامكان أن تعيد الكوريين إلى أجواء اللقاء.
ولكن في وجود مبولحي أصبح ذلك حلما بعيد المنال وانتهى اللقاء بفوز جزائري مستحق.
ليعود بعدها ويذود عن حمى الخضر في أداء يعكس مستواه الكبير ، فقد كان بالمرصاد لهجمات الروس واكسب زملائه الثقة اللازمة التي جعلتهم يعودون إلى أجواء اللقاء ويعدلون النتيجة ويعبرون إلى الدور الثاني.
واجه المنتخب الجزائري نظيره الألماني في الدور الثاني في مباراة أعادت إلى الأذهان ملحمة خيخون.
الكل كان على دراية بقوة الفريق الألماني وكان يرى أنه سيتمكن من هزيمة الخضر بكل سهولة ويسر.
ولكن مبولحي كان له رأي آخر ، حيث واجه هجوم المنتخب الألماني بمفرده أحيانا ومستعينا بلاعبي الدفاع أحيانا آخرى.
وتمكن من صد هجمات الألمان الكاسحة التي توالت بتوالي دقائق اللعب.
نجح في جر أحفاد غيرد مولر إلى الأشواط الإضافية ونظرا للفوارق البدنية ونوعية البدلاء تمكن الألمان من حسم اللقاء في نهاية الأمر.
ولكن الشاهد في الأمر أن مبولحي هو من فاز بجائزة رجل المباراة وأمام نجوم الماكينة الألمانية الذين فازوا فيما بعد بالبطولة وقد تجاوزوا كل من فرنسا والبرازيل وبنتيجة تاريخية ليسقطوا في النهائي المنتخب الأرجنتيني ونجمه ميسي.
حضور مبولحي كان قويا جدا يومها وكيف لا وقد فاز بجائزة أفضل لاعب في أفضل مباراة في المونديال حسب رأي النقاد والمختصين.
عروض مبولحي تواصلت وقاد بعدها الجزائر إلى الفوز بكأس افريقيا في نسخة مصر 2019وكأس العرب في نسخته المونديالية التي استضافتها قطر في 2021.
كل هذا جعل مبولحي محبوب الجماهير الجزائرية الأول وأحد افضل من حمل قميص المنتخب منذ الاستقلال.