يبدو أن توتر العلاقات بين الجزائر وفرنسا ليس بالشيء الجديد، فبالعودة إلى تاريخ العلاقات بين البلدين يمكن القول إن العلاقات بين المستعمر والبلد الطارد له لم تكن ممتازة في غالب الأحيان، إلا أن حدة التوتر اختلفت بين فترة حكم كل رئيس وآخر.
في هذا الصدد، كشف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية رمطان لعمامرة في حوار خصّ به موقع “القدس العربي”، أن الرئيس الفرنسي الأسبق جيسكار ديستان كان يكنّ كرها شديدا للجزائر.
وأوضح لعمامرة أن ديستان كان يتجنب الاحتكاك بالجزائريين شعبا وحكومة.
وأضاف وزير الخارجية أن الرئيس الفرنسي ذاته ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر أرادا معاقبة الرئيس الأسبق هواري بومدين بعد أن أقبل هذا الأخير على تأميم النفط.
ولفت المتحدث إلى أن هذه المؤشرات تبرز سبب خلق النزاع في الصحراء الغربية، مشيرا إلى أن ديستان وكيسنجر أرادا تغيير النظام الجزائري ظنا منهما أنه كان مدعوما من الاتحاد السوفييتي، وبعد فشلهما في خلق حركات انفصالية، قاما بافتعال النزاع في الصحراء الغربية.
في السياق أبرز لعمامرة أن أمريكا أرادت آنذاك جعل الصحراء الغربية مستنقعا تقع فيه الجزائر، قصد إضعافها.
يذكر أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا تعرف توترا غير مسبوق، بعد أن قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا باستفزاز الجزائر شعبا وحكومة بتصريحات عدائية، وقال هذا الأخير إن الضغينة ضد فرنسا” لا تأتي من المجتمع الجزائري بل من “السلطة السياسية والعسكرية” الجزائرية.
وتمادى الرئيس الفرنسي في تصريحاته، حيث تساءل عن ما إذا كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، مشيرا إلى ما أسماه “قدرة تركيا على محو تاريخها الاستعماري في الجزائر من ذاكرة الجزائريين”.