أخبار بلا حدود – وجه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الإثنين، رسالة بمناسبة إحياء الذكرى الـ 68 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة “01 نوفمبر 1954-2022″، هذا نصها الكامل:
“بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أيتها المواطنات .. أيها المواطنون أنعم الله تعالى على الجزائر بأيام خالدة وشاهدة على مسيرتها المظفرة، هي محطات ووقفات يتجلى فيها الوفاء لبطولات الشهداء الذين عانقت أرواحهم البيان النوفمبري وهم يلبون نداء الحرية والكرامة. لقد خاض شعبنا تحت لواء جبهة وجيش التحرير الكفاح المسلح المرير، موقنا بالنصر، فبرغم ما حشدته فرنسا الاستعمارية من آلة القمع والتنكيل وما وصل إليه جنون التمادي في نشر الدمار الشامل بسياسة الأرض المحروقة، أبى ثوار الجزائر الأحرار إلا أن يثبتوا لأزيد من سبع سنوات في حرب ضروس مختلة الموازين ويسقطوا المراهنات على إخماد وهج ثورة التحرير المباركة التي أصبحت بصمودها الملحمي وبالثبات على انتزاع النصر المبين أو نيل الشهادة، مضربا للأمثال في البذل والتضحية وإعلاء قيم الحرية والكرامة. إن جزائر الخير والنماء التي ضحى من أجل حريتها واستقلالها ووحدتها الشهداء والمجاهدون، ليست أملا نتطلع إليه فحسب، بل هي في هذه المرحلة هدفنا الاستراتيجي الذي نتجند حوله جميعا في الجزائر الجديدة، بثقة لا تتزعزع في قدرات الأمة وفي طاقاتها الهائلة التي عانت من الشلل والتعطيل بفعل التجاوزات والانحرافات المتراكمة على مدى سنوات طويلة. ولئن كلفت محاربة التجاوزات من الوقت والجهد في سبيل استعادة هيبة الدولة وفرض سلطان القانون، فإنها لم تحد من إرادة التغيير ولم ولن تؤثر في وتيرة وضع التعهدات التي التزمنا بها، موضع التنفيذ الصارم والتوجه ببلادنا نحو الإنعاش الاقتصادي والتنمية المستدامة في كل ربوع الوطن ونحو إعادة الجزائر إلى مكانتها في المحافل الجهوية والدولية لتؤدي الدور المحوري الجديرة به في المنطقة وفي العالم. ويجدر في هذا السياق وبهذه المناسبة التاريخية الخالدة، أن نهنئ الشعب الجزائري الكريم المضياف، الحريص على التضامن العربي، وهو يستقبل بحفاوة ضيوفه من المشاركين في القمة الواحدة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية، فهنيئا لنا الاحتفاء مع أشقائنا العرب في بلدهم وبين إخوانهم بهذا اليوم الأغر ونحن نستحضر معهم مبادئ ومثل رسالة نوفمبر الإنسانية النبيلة ونجدد فيه الوفاء للتضحيات الجسيمة التي تحمل الشعب الجزائري مآسيها بشرف وكبرياء إلى أن ارتفعت راية الحرية والاستقلال في سمائنا لنقف تحت ألوانها اليوم بإجلال وخشوع ترحما على أرواح الشهداء الأبرار، ولنتوجه بالتحية والتقدير للمجاهدين الميامين، متعهم الله بالصحة وطول العمر. تحيا الجزائر المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.