أخبار بلا حدود- أولاً، نود أن نقدم ضيفنا الكريم، الصحفي حسن الحداد، وهو أحد أبرز الصحفيين في ليبيا والمتخصص في تغطية الشؤون السياسية والأمنية في المنطقة.
يتمتع الحداد بخبرة واسعة في مجال الإعلام ويُعرف بقدرته على تحليل الأحداث وتقديم رؤى دقيقة حول الأوضاع المتوترة في ليبيا.
الحداد كان له دور بارز في تغطية العديد من الأحداث الكبرى في ليبيا، بما في ذلك الأزمات السياسية والأمنية التي شهدتها البلاد مؤخراً.
ويمتلك الحداد قدرة فائقة على تحليل الأوضاع المعقدة وتقديم معلومات قيمة تسهم في فهم أعمق للأحداث.
- نرحب بالصحفي حسن الحداد في هذا الحوار ونتطلع إلى الاستفادة من خبراته وتحليلاته حول الوضع الأمني الحالي في غدامس، وتأثيره على ليبيا والمنطقة بأسرها.
أشكر “أخبار بلا حدود” على هذه الفرصة القيمة، يسعدني أن أكون هنا لمناقشة الوضع الأمني في غدامس، وهو موضوع يشغل اهتمام العديد من المراقبين والمحللين، كما نعلم، فإن الوضع في غدامس يتجاوز كونه مجرد أزمة محلية، فهو يعكس تحديات أوسع تؤثر بشكل مباشر على استقرار ليبيا وعلى الأمن الإقليمي، في هذا السياق، سنبحث كيف يمكن أن تؤثر الديناميكيات الأمنية في غدامس على التوازنات السياسية والاقتصادية في البلاد، وكيف يمكن أن تنعكس هذه التأثيرات على الوضع الإقليمي بشكل أعمقأتطلع إلى تحليل هذه القضايا معكم واستكشاف السُبُل المحتملة للتعامل معها بفعالية.
- كيف ترى تطورات الوضع الأمني في مدينة غدامس خاصة بعد تحرك قوات خليفة حفتر باتجاه المدينة؟
– تطورات الوضع الأمني في مدينة غدامس، خاصة بعد تحرك قوات خليفة حفتر باتجاه جنوب غربي البلاد، تبرز كعنصر حاسم في المشهد الليبي الحالي، هذا التحرك يأتي في إطار ما أعلنت عنه قوات حفتر كجزء من خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية لليبيا.
– مدينة غدامس حالياً تحت سيطرة قوات حكومة الوحدة الوطنية الشرعية، وحتى الآن لم تدخل قوات حفتر إلى خطوط التماس المباشرة مع قوات الحكومة الشرعية، وهذا يعني أن التصعيد العسكري لم يصل بعد إلى مستوى المواجهات المباشرة بين الطرفين، ولكن استمرار هذه التحركات قد يزيد من مستوى التوتر ويؤثر على الاستقرار في المنطقة.
– في الوقت نفسه، قد تؤدي هذه العمليات العسكرية إلى تأثيرات سلبية على الوضع الإنساني والاقتصادي في ليبيا، مع احتمال تفاقم الأزمات التي يعاني منها الشعب الليبي.
- ما هي الأهداف المحتملة لهذا التحرك العسكري في المنطقة؟
– تسعى قوات حفتر من خلال تحركها العسكري إلى تحقيق عدة أهداف محتملة، أولاً، تسعى القوات لتعزيز نفوذها الاستراتيجي في غرب ليبيا، مما قد يعزز موقعها التفاوضي في أي محادثات سياسية مستقبلية، كما تحاول قوات حفتر الاقتراب من المناطق التي تحت سيطرة حكومة الوحدة الوطنية الشرعية لزيادة الضغط عليها، مما قد يجبرها على تقديم تنازلات أو تفعيل مفاوضات سياسية.
– ثانياً، السيطرة على المزيد من الأراضي قد تتيح لقوات حفتر تعزيز قدراتها العسكرية والأمنية، مما يساعد على تحسين الوضع اللوجستي والإمداد لقواتها.
– وأخيراً، هناك أهداف تتعلق بالاستجابة لمصالح روسية، حيث تسعى قوات حفتر لتحقيق أهداف تتماشى مع مصالح حليفتهم روسيا.
- هل تعتقد أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين قوات حفتر والجيش الليبي التابع للمنطقة الغربية؟
– بالنظر إلى الوضع الحالي، هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى تصعيد الصراع بين قوات حفتر والجيش الليبي التابع للمنطقة الغربية، مما قد يقود إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
– إن تعزيز قوات حفتر لنفوذها الاستراتيجي في غرب ليبيا وزيادة الضغط على حكومة الوحدة الوطنية الشرعية يمكن أن يخلق بيئة متوترة ويزيد من احتمالات التصادم العسكري، إذا حاولت قوات حفتر في توسيع نفوذها على الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، فإن ذلك قد يُعتبر استفزازاً للجيش الليبي التابع للمنطقة الغربية وخرق لوقف أطلاق النار، مما يزيد من فرص اندلاع مواجهة مباشرة.
– تتسم العلاقة بين الأطراف المختلفة بالمعقدة والمتشابكة، حيث تتداخل المصالح المحلية والإقليمية، بما في ذلك مصالح روسيا، هذه الديناميات قد تزيد من تعقيد الموقف وتؤدي إلى تصعيد أكبر.
– بناءً على هذه العوامل، فإن التصعيد العسكري قد يكون مدفوعاً بالاستراتيجيات والمصالح المتعارضة، مما قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين قوات حفتر والجيش الليبي التابع للمنطقة الغربية إذا لم تُتخذ خطوات لتهدئة الوضع.
- ما هي التداعيات المحتملة على الوضع الأمني في غدامس والمنطقة الحدودية مع الجزائر؟
– التصعيد العسكري قد يؤدي إلى زيادة التوترات في غدامس، وهي منطقة استراتيجية قريبة من الحدود مع الجزائر، مما يعزز احتمالات وقوع أعمال عنف أو نزاعات محلية، كما يمكن أن يتسبب التصعيد في نزوح جماعي للسكان من غدامس والمناطق المحيطة، مما يضع ضغطاً إضافياً على الموارد والخدمات في المناطق المجاورة، بما في ذلك المناطق الحدودية مع الجزائر، وأيضاً، يؤثر تدهور الوضع الأمني سلباً على الأنشطة الاقتصادية المحلية والتجارة عبر الحدود، مما يضر بالاقتصاد المحلي وقد يزعزع الاستقرار في المنطقة.
- كيف تفسر موقف الحكومة في طرابلس تجاه هذا التصعيد؟
– موقف الحكومة في طرابلس تجاه التصعيد العسكري يعكس رغبتها في حماية سيادتها وتعزيز استقرارها، قامت الحكومة بإجراءات احترازية، شملت رفع حالة النفير وإرسال قوات إلى مناطق خطوط التماس في بني وليد والقريات لتعزيز الأمن، كما دعمت الكتيبة 17 حرس الحدود التي تأمن مدينة غدامس ومعبر الدبداب، مما يعكس جهودها لتأمين المناطق الحيوية وتعزيز قدرتها على مواجهة التهديدات العسكرية، إضافةً إلى ذلك، تعمل الحكومة على التنسيق مع شركائها الدوليين والإقليميين لتعزيز موقفها وتعزيز قدراتها الدفاعية، وتسعى أيضًا إلى تجنب التصعيد العسكري من خلال تقديم المبادرات الدبلوماسية والبحث عن حلول سلمية للوضع الراهن.
- هل تعتقد أن هناك توافقاً دولياً أو إقليمياً وراء هذه التحركات؟
– نعم، من الممكن أن يكون هناك توافق دولي أو إقليمي وراء هذه التحركات العسكرية، تسعى الدول الكبرى أو الأطراف الإقليمية إلى توجيه الأحداث في ليبيا وفقاً لمصالحها الاستراتيجية، التوترات والتنسيق بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، قد تلعب دورًا في التأثير على هذه التحركات وتوجيهها.
- ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في ظل هذا التصعيد الأمني قرب حدودها؟
– في ظل التصعيد الأمني بالقرب من حدود الجزائر، تلعب الجزائر دوراً مهماً من خلال تعزيز الإجراءات الأمنية على حدودها لمنع أي قوات خارج أطار حكومة الوحدة الوطنية الشرعية، والحفاظ على استقرار المناطق الحدودية.
– تلعب الجزائر أيضاً دوراً في الوساطة بين الأطراف المتنازعة في ليبيا، مستفيدةً من موقعها كمؤثر إقليمي وشريك دولي في البحث عن حلول سلمية للنزاع، بالإضافة إلى ذلك، تسعى الجزائر إلى التأثير على المجتمع الدولي لتوجيه الجهود نحو تهدئة الأوضاع وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
- هل تتوقع أي تدخل دبلوماسي أو عسكري من جانب الجزائر لحماية مصالحها وأمنها الحدودي؟
– نعم، حسب مصادر مؤكدة، الجزائر حذرت الدول المؤثرة في المشهد الليبي من أن أي دخول لقوات خارج إطار قوات حكومة الوحدة الوطنية الشرعية سيقابل بتدخل مباشر من جانبها.
– في ظل التصعيد الأمني بالقرب من حدود الجزائر، من المتوقع أن تتخذ الجزائر خطوات دبلوماسية وعسكرية لحماية مصالحها وأمنها الحدودي، قد تشمل هذه الخطوات تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود للتصدي لأي تهديدات، بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن تسعى الجزائر للتنسيق مع الدول المجاورة والجهات الدولية لضمان الاستقرار الإقليمي واحتواء النزاع.
• إذا استمر التصعيد، قد تتخذ الجزائر إجراءات عسكرية مباشرة إذا لزم الأمر، لضمان أمن حدودها وسلامة أراضيها.
- هل تعتقد أن الأوضاع الأمنية الحالية قد تعطل أي جهود لإجراء انتخابات أو التوصل إلى تسوية سياسية؟
– نعم، الأوضاع الأمنية الحالية تعطل جهود إجراء الانتخابات أو التوصل إلى تسوية سياسية، التصعيد العسكري وعدم الاستقرار الأمني يمكن أن يخلق بيئة غير ملائمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، حيث قد يكون من الصعب تأمين المناطق، ومنع العنف، وضمان نزاهة العملية الانتخابية.
– كما أن استمرار النزاع والتوترات الأمنية قد يعوق الحوار السياسي والتفاوض بين الأطراف المتنازعة، مما يعرقل جهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، عدم الاستقرار الأمني يعزز من تعقيد المشهد السياسي ويجعل من الصعب التوصل إلى اتفاقات سياسية مستدامة.
- ماهي توقعاتك للمستقبل القريب في ليبيا؟
– في المستقبل القريب، من المتوقع أن يستمر الوضع في ليبيا متقلباً بسبب التصعيد العسكري والتوترات السياسية، إذا لم تتوصل الأطراف إلى هدنة أو تسوية سياسية، قد يستمر النزاع ويؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار، ومع ذلك، هناك احتمال لتحسن الوضع إذا نجحت الضغوط الدولية والإقليمية في دفع الأطراف نحو التفاوض وتحقيق بعض التقدم نحو الاستقرار.
- هل يمكن أن نرى تهدئة للوضع أم أن الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد؟
– في ظل الوضع الحالي، من المرجح أن يتجه الوضع نحو مزيد من التصعيد، الجمود السياسي القائم وعدم وجود مؤشرات إيجابية تدل على تقدم ملموس في المحادثات أو التفاهم بين الأطراف يعزز من احتمالات تصاعد التوترات، إذا استمرت هذه الديناميات، فإن التصعيد العسكري قد يستمر، مما يعرقل أي جهود لتحقيق استقرار أو تسوية سياسية في المستقبل القريب.
- في الختام، أستاذ حسن الحداد، نترك لك المجال لإضافة أي تفاصيل إضافية قد تكون مهمة والتي لم نتطرق إليها في أسئلتنا السابقة؟
– في الختام، أود الإشارة إلى أن الوضع في ليبيا يحمل في طياته الكثير من التعقيدات والتحديات التي قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل البلاد، من الضروري متابعة تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية عن كثب، حيث إن أي تغييرات قد تطرأ يمكن أن تعيد تشكيل المشهد الإقليمي والدولي.
– كما يجب أن ندرك أهمية الدور الذي تلعبه الأطراف الإقليمية والدولية في التأثير على النزاع، وتقديم الدعم لمبادرات السلام والتسوية السياسية، تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المتنازعة، إضافة إلى دعم جهود إعادة بناء المؤسسات، سيكونان حاسمين لتحقيق الاستقرار المستدام في ليبيا.
- نهاية الحوار مع الصحفي الليبي حسن الحداد
نود أن نتقدم بجزيل الشكر للصحفي حسن الحداد على تخصيص وقته الثمين للإجابة على أسئلتنا ومشاركة تحليلاته القيمة حول الأوضاع الأمنية في مدينة غدامس.
تقديرنا الكبير لرؤيتك العميقة والتفصيلية للأحداث التي تشهدها ليبيا، مما يساهم في تقديم صورة واضحة وشاملة للجمهور حول التطورات الحالية.
نأمل أن يكون هذا الحوار قد أضاف فهماً أفضل للتحديات التي تواجهها المنطقة، ونتطلع إلى متابعة مستجدات الأوضاع بناءً على رؤيتك وتحليلك.
شكراً مرة أخرى، ونتمنى لك دوام النجاح والتوفيق في عملك الصحفي.
إذا كنت تعتقد بأنه قد تم نسخ عملك بطريقة تشكل انتهاكاً لحقوق التأليف والنشر، يرجى إتصال بنا عبر نموذج حقوق النشر.