نشرت جريدة “لوموند” الفرنسية موضوعا مطولا تطرقت فيه للعديد من الأسباب التي أدت لتدهور العلاقات الجزائرية الفرنسية، الذي أدى لعدم عودة السفير الجزائري لفرنسا لغاية الآن، مثلما صرح به وزير الخارجية رمطان لعمامرة.
وجاء في مقال جريدة “لوموند” أن أسباب الخلاف متعددة منها ما طفا إلى السطح، على غرار مسألة تقليص عدد التأشيرات بالنسبة للجزائريين بالإضافة لرفض الجزائر استقبال عدد من المهاجرين الذين ترغب فرنسا في ترحيلهم ومن بينهم الموجودين على قوائم الإرهاب، وهو الأمر الذي رفضته أعلى السلطات في الجزائر، آخرها ما ورد على لسان الرئيس عبد المجيد تبون.
ومن بين الأمور الخفية لتدهور العلاقات بين الجزائر وفرنسا، تقول “لوموند” إن الجزائر غاضبة من فرنسا بسبب عدم تسليمها مجموعة من المطلوبين على رأسهم فرحات مهني زعيم حركة “الماك” الانفصالية، ناهيك عن أمير بوخرص المدعو “ديزاد”، وهما اللذان أصدرت السلطات القضائية الجزائرية في حقهما مذكرات توقيف دولية، ولكن فرنسا لم تستجب لدعوات الجزائر في وقت تسعى لتهجير مجموعة من الأشخاص المصنفين في قوائم الإرهاب، وهو الامر الذي تستسغه الجزائر، على حد وصف “لوموند”.
ومن بين النقاط التي أثارتها الجريدة الفرنسية، ملف قناة “المغاربية”، حيث أوضحت “لوموند” أن فرنسا احتضنت القناة التي تراها الجزائر مصدر قلق، بحكم تطرفها في نقل الرأي الآخر ونشر مغالطات عديدة عن الوضع السياسي في الجزائر، مع العلم أن مؤسسها نجل عباسي مدني الرجل الأول في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة “الفيس”.
وترى الجريدة أن الإحباطات المتتالية لفرنسا في الجزائر دفعها لمثل هذا التصعيد، خاصة في الجانب الاقتصادي.
وتقول “لوموند” أن فرنسا فقدت ثقلها الاقتصادي في الجزائر على حساب دول أخرى، حيث في ظرف قصير خيبات الأمل الفرنسية في السوق الجزائرية، في صورة شركة “سيال” التي أنهت الجزائر العقد الذي يربطها بهذه الشركة الفرنسية، بالإضافة إلى “ميترو الجزائر” الذي تحول تسييره بالكامل للأيادي الجزائرية ما ينهي الوصاية الفرنسية على هذه الشركة، وكل هذه التحولات، تقول “لوموند”، جعلت فرنسا تتغير تجاه الجزائر.
وتطرقت الجريدة كذلك لملف الذاكرة الذي زاد تعقيدا بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول عدم وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي للجزائر، وهو التصريح الذي جعل الجزائر تردّ بشدة على لسان الرئيس عبد المجيد تبون، كما قامت بقطع المجال في وجه الطائرات العسكرية الفرنسية.