أخبار بلا حدود- في الآونة الأخيرة، ظهرت توترات جديدة في العلاقات بين الجزائر وليبيا على خلفية تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تجاه المشير خليفة حفتر، قائد القوات المسلحة الليبية في الشرق.
تم تفسير هذه التصريحات على أنها تهديد مباشر لحفتر، وقد أثارت جدلاً واسعًا على الساحة الإقليمية والدولية.
تعود التوترات بين الجزائر وحفتر إلى موقف الجزائر الثابت من الأزمة الليبية.
الجزائر، منذ اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا، دعت إلى حل سياسي شامل ودعمت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا.
في المقابل، يمثل حفتر الجناح العسكري الذي يسيطر على شرق ليبيا والذي يعتمد على الدعم من دول إقليمية أخرى.
في تصريحاته الأخيرة، أشار الرئيس تبون إلى أن الجزائر لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما تعرضت مصالحها أو أمنها القومي للتهديد من قبل أي طرف في ليبيا، في إشارة واضحة إلى حفتر.
واعتبر الكثيرون أن هذه التصريحات تشكل تهديدًا صريحًا لحفتر الذي يحظى بدعم قوي من بعض القوى الإقليمية.
رغم أن تصريحات الرئيس تبون كانت واضحة، إلا أنها تفتح الباب أمام تساؤلات حول الخطوات التي قد تتخذها الجزائر في حالة تفاقم الوضع.
من جهة، قد تعزز الجزائر تواجدها العسكري على حدودها مع ليبيا، ومن جهة أخرى قد تسعى إلى بناء تحالفات جديدة مع دول أخرى لمواجهة أي تهديد محتمل.
إذا ما تطورت الأمور نحو تصعيد أكبر، فإن هذه التوترات قد تؤدي إلى تعقيد الوضع الليبي بشكل أكبر، خاصة أن ليبيا تعاني من تعدد الأطراف المتنازعة والتدخلات الأجنبية.
وفي هذا السياق، قد تجد الجزائر نفسها في مواجهة مباشرة مع حلفاء حفتر، مما سيزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.
تصريحات الرئيس تبون بشأن حفتر تعكس قلق الجزائر المتزايد من التداعيات الأمنية للأزمة الليبية.
وبينما تسعى الجزائر إلى الحفاظ على أمنها واستقرارها، فإنها تواجه تحديات كبيرة في ظل الوضع المتأزم في ليبيا.
الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت هذه التوترات ستؤدي إلى تصعيد أكبر أم أن الأمور ستبقى في إطار التصريحات دون تحرك عملي على الأرض.
الجزائر مستعدة للتدخل عسكريًا في ليبيا لردع مرتزقة حفتر وحماية الأمن القومي