تكريم خالد نزار والتوفيق: لهذه الأسباب لجأ تبون لرموز من “الدولة العميقة”!

تكريم خالد نزار والتوفيق لهذه الأسباب لجأ تبون لرموز من “الدولة العميقة”!

أخبار بلا حدود – كشفت تقارير صحفية، عن أسباب قيام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتكريم القيادات العسكرية السابقة وعلى رأسهم الجنرالين خالد نزار ومحمد مدين المدعو “توفيق”.

وأثار قرار تكريم القيادات العسكرية السابقة موجة تعليقات، بين من رآه حدثا رمزيا يصب في خانة إعادة الاعتبار لهؤلاء، وبين من اعتبره دليلا على تغير في ميزان القوى داخل منظومة الحكم، كما تحدّث البعض، عن عودة ما يُسمى بالدولة العميقة للمشهد السياسي في الجزائر.

وفي هذا الصدد، كشف موقع “عربي بوست”، أن التكريمات الأخيرة لا تعدو أن تكون مجرد تكريمات من مؤسسة إلى مسؤولين سابقين كانوا قادتها من قبل، لاسيما أن المحكمة العسكرية برّأتهم من مختلف التهم التي كانت موجهة إليهم.

وأكد المصدر ذاته، أن الحديث عن عودة الدولة العميقة أخذ أكثر من حجمه والصورة التي رسمها البعض خاطئة

ووفق الموقع فإن الجنرالات المتقاعدين لم يعد لهم تأثير لا على المؤسسة العسكرية ولا جهاز الاستخبارات، لكن يتم اللجوء إليهم في ملفات معينة لأخذ استشارات بالنظر إلى خبرتهم الطويلة.

كما يرى الكثير من المتابعين للشأن الجزائري أن تكريم جنرالات الدولة العميقة يندرج في مساعي لم الشمل التي أطلقها الرئيس تبون للمصالحة الوطنية الشاملة.

وقال المحلل السياسي علي رضوان لموقع “عربي بوست” إن الدولة تسعى إلى تصحيح كل ما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية، وإغلاق ملفات الصراع داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية باعتبارها العمود الفقري للدولة.

وأضاف أن التحديات التي تواجه البلاد خارجياً تستدعي ترتيب البيت الداخلي وتوحيده، وهو ما يسعى تبون إليه من خلال مبادرة لم الشمل التي تنكشف معالمها يوماً بعد يوم.

جدير بالذكلر، فقد أشرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الخميس الماضي، على تكريم قيادات عسكرية سابقة رفيعة في الجيش الجزائري، إثنان منهم زج بهما في السجن، وثالث فر للخارج ا في فترة رئيس أركان الجيش الراحل الفريق أحمد قايد صالح.

وجاء تكريم هذه القيادات العسكرية التي شغلت أعلى المناصب في المؤسسة العسكرية، بمناسبة اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي الذي يحتفى به سنويا كل يوم 4 أوت.

وضمت القائمة، الرئيس ووزير الدفاع الوطني السابق اليامين زروال ووزير الدفاع الوطني سابقا خالد نزار ورئيس دائرة الأمن والاستعلام محمد مدين المدعو “الجنرال توفيق” واللواءين محمد بتشين وحسين بن حديد. وبحسب ما أعلنه اللواء الذي نشط الحفل، أمام الرئيس تبون، فإن هؤلاء المكرمين غابوا عن التكريم لظروف صحية. وقال إن التكريم سيصلهم إلى منازلهم.

واللافت في هذه القائمة أنها ضمت مدير المخابرات السابق محمد مدين المدعو توفيق الذي أقيل من منصبه سنة 2015 بعد نحو 20 سنة قضاها في هذا المنصب الحساس، وعاد اسمه للظهور في بداية الحراك الشعبي سنة 2019، حيث اتهمه رئيس أركان الجيش الراحل الفريق أحمد قايد صالح بتنظيم اجتماعات مع شقيق الرئيس الراحل ومستشاره السعيد بوتفليقة لتدبير حل غير دستوري للأزمة التي كانت تعيشها الجزائر.

وترتب على ذلك اعتقال محمد مدين وإيداعه السجن العسكري، قبل أن تتم تبرئته لاحقا ويطوى هذا الملف مع بداية سنة 2020.

كما يوجد في القائمة الجنرال المتقاعد حسين بن حديد، وهو أحد الذين برزوا قبل فترة الحراك الشعبي، بتوجيه نقد لاذع لرئيس أركان الجيش الراحل في حواراته مع صحف ومواقع جزائرية.

ووجهت لبن حديد تهم إضعاف معنويات الجيش والخروج عن واجب التحفظ وأدخل السجن قبل أن يفرج عنه مع وصول الرئيس تبون للحكم.

وسبق لبن حديد أن ظهر في حفل نظمه الجيش قبل فترة، كدليل على إعادة الاعتبار له.

أما الشخصية الثالثة، فهو خالد نزار وزير الدفاع السابق الذي اشتهر خلال الأزمة السياسية التي عرفتها الجزائر بداية التسعينات إثر فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة بالدور الأول للانتخابات البرلمانية، التي إلغائها، بعد تصاعد الأحداث التي انتهت باستقالة الرئيس الشاذلي بن جديد ودخول البلاد في نفق الأزمة الأمنية.

واشتبك نزار هو الآخر مع الفريق الراحل قايد صالح خلال فترة الحراك الشعبي، واضطر لمغادرة البلاد خوفا من الاعتقال وصدر في حقه بعد ذلك حكم غيابي بـ20 سنة سجنا نافذا.

وشن نزار في تلك الفترة وهو خارج البلاد عبر سلسلة تغريدات على تويتر هجوما لاذعا على قايد صالح.

لكن الرجل القوي في النظام سابقا عاد للبلاد بشكل مثير للجدل في يسمبر 2020 مستفيدا من إلغاء الأحكام القضائية الصادرة بحقه.

من جانب آخر، حرص الرئيس تبون على تكريم المقدم حمزة شعلال قائد القوة الخاصة في عملية تيقنتورين الشهيرة بداية سنة 2013 التي هاجم فيها إرهابيون قاعدة للغاز بالصحراء الجزائرية يشتغل بها أجانب.

وقال منشط الحفل عن المقدم حمزة شعلال أنه ورغم إصابته في عملية تيقنتورين إلا أنه رفض الانسحاب حتى يتم القضاء نهائيا على الإرهابيين.

وفي كلمة له بالمناسبة، قال الفريق أول سعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بعد أثنى مطولا على قرارات و”إنجازات” الرئيس تبون، إن “الجهود المبذولة طيلة مسيرة الجزائر المستقلة، والتي لطالما شكلت مصدرا لفخر واعتزاز الأمة قاطبة، تدعونا اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الأولى لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، إلى تكريم مجموعة من رجال الجزائر البررة، هو تكريم لكل الذين قدموا تضحيات جليلة في سبيل الوطن وخدموه بكل شرف وإخلاص”.

من بينهم نزار والتوفيق: تبون يكرّم القيادات العسكرية السابقة

Check Also

الأرصاد الجوية تحذر من أمطار غزيرة ابتداءً من غدا الجمعة

الأرصاد الجوية تحذر من أمطار غزيرة ابتداءً من غدا الجمعة

أخبار بلا حدود- توقعت مصالح الأرصاد الجوية أن تشهد الولايات الساحلية الوسطى والشرقية وبعض الولايات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!