أخبا بلا حدود- في تغيير كبير للقيادة العسكرية الروسية اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعيين أندريه ريموفيتش بيلاوسوف وزيرا للدفاع، مكان الوزير الحالي سيرغي شويغو، وقالت وكالة نوفوتسي الروسية الرسمية إن مجلس الاتحاد الروسي استقبل قائمة المرشحين الذين اقترحهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناصب رؤساء عدد من الوزارات والإدارات الفيدرالية.
وظهر في مقترح الرئيس غياب وزير الدفاع سيرغي شويغو واستبداله بـ”أندريه ريموفيتش بيلوسوف”.
وقال الكرملين إن وزارة الدفاع بحاجة إلى أن تظل متسمة بـ”الإبداع”، وأضاف الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر مرسومًا يقضي بتعيين سيرغي شويغو الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع، سكرتيرًا لمجلس الأمن الروسي.
ويأتي هذا التغيير بعد أسابيع من اعتقال تيمور إيفانوف، نائب وزير الدفاع الروسي المسؤول عن مشاريع البناء العسكرية، وتمويل المشاريع العسكرية التي تضم “الفيلق الإفريقي”، على ذمة تحقيق ومحاكمة بتهمة الرشوة والتي اعتبرها العديد حملة جديدة للرئيس الروسي لمحاربة الفساد.
وأجمع مراقبون على أن سجن نائب الوزير يعد من أبرز أسباب إقالة وزير الدفاع الروسي بالإضافة إلى ما يتعلق بالنفوذ الروسي في القارة الإفريقية وطريقة عمل وإدارة “الفيلق الإفريقي” التابع لوزارة الدفاع، والذي كان من المفترض به استبدال مواقع انتشار وتمركز قوات مجموعة “فاغنر” العسكرية الخاصة.
حيث أشار المحلل السياسي الروسي، أندريه بوبوف، إلى أن “مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، افتتحت منذ أيام أبواب التجنيد للقتـ.ـال في صفوفها، بعد أن كان من المفترض أن تحلها وزارة الدفاع وتضمها إلى صفوف المؤسسة العسكرية”.
وأضاف بوبوف أن “الوزير الروسي تعهّد بحل مسألة مجموعة فاغنر، ودعم المشاريع الروسية في القارة الإفريقية، الأمر الذي لم يُترجم على أرض الواقع”.
ومن جهته أكد الباحث والخبير في الشؤون السياسية والعسكرية الليبي، عادل إبراهيم، أن “الفيلق الإفريقي التابع لوزارة الدفاع لم يتوسع بعد في ليبيا، ولم يلقي بثقله في هذا الملف الشائك والذي يستقطب الاهتمام الغربي، وهو ما انعكس سلبًا على تقييم هذا الفيلق بالمقارنة مع مجموعة فاغنر“.
وأكد إبراهيم أن “في روسيا لا تحدث تعديلات وزارية في كثير من الأحيان، لذا فإن هذه لحظة كبيرة في قمة السياسة الروسية، ولا شك في أن مسألة “الفيلق الإفريقي” وصدام النفوذ والمصالح مع الغرب في إفريقيا وفي أوكرانيا لعب دورًا كبيرًا في هذه التعديلات”.
وتجدر الإشارة إلى أن شويغو وبموجب مرسوم أصدره بوتين في 6 نوفمبر 2012، شغل منصب وزير الدفاع الروسي خلفًا لوزير الدفاع آنذاك أناتولي سرديوكوف.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن شويغو إلى جانب تعيينه في منصب سكرتير مجلس الأمن سيشغل أيضا منصب نائب الرئيس الروسي في اللجنة الصناعية العسكرية والمشرف على عمل الخدمة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني.
ورحب من جهته إيغور كوروتشينكو رئيس تحرير مجلة “الدفاع الوطني” الروسية باقتراح الرئيس فلاديمير بوتين على مجلس الفدرالية تعيين أندريه بيلاوسوف وزيرا للدفاع، مشيدًا بخبرته التي ستعجّل النصر في أوكرانيا.
وقال كوروتشينكو في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية: “من المؤكد أن أندريه بيلاوسوف رجل دولة ووطني يتمتع بخبرة كبيرة ومعروف بنظرته الاستراتيجية ونهجه المتميز في حل مجموعة واسعة من المشاكل الحيوية التي تعالجها روسيا. لا شك في أن سبب تعيينه وزيرا للدفاع يعود إلى ثقة الرئيس بوتين الشخصية به”.