أخبار بلا حدود – أشرف الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الإثنين، على تنصيب اللواء محمد الطيب براكني قائدا جديدا للناحية العسكرية الثانية خلفا للواء جمال حاج لعروسي.
- وجاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني:
“باسم السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ووفقا للمرسوم الرئاسي المؤرخ في 29 نوفمبر 2022، أنصب رسميا اللواء محمد الطيب براكني، قائدا للناحية العسكرية الثانية، خلفا للواء جمال حاج لعروسي”.
وبعد التصديق على محضر تسليم السلطة، التقى الفريق أول بقيادة وأركان ومستخدمي مقر الناحية العسكرية الثانية، أين ألقى كلمة توجيهية بالمناسبة بُثت إلى جميع وحدات الناحية عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، أكد في مستهلها أن تاريخ الشعوب ليس إلا سلسلة من المعارك المتتالية، وأن أهم معاركنا اليوم هي معركة تحرير العقول من مخاطر الاستلاب الفكري ومخططات ضرب مقومات الهوية الوطنية.
وأضاف قائلا” إن تاريخ الشعوب ليس إلا سلسلة من المعارك المتتالية، تخرج ظافرة من معركة، لتدخل في معركة جديدة، وهي مسلحة ومزودة بما يكفل لها خوض هذه المعركة الجديدة وكسبها.
فإذا كنا قد خرجنا من معركة الاستقلال منتصرين، -يؤكد الفريق الأول-وإذا كنا قد خرجنا من معركة الإرهاب مؤزرين، فإن ذلك كله ليس إلا سلاحا في أيدينا، لابد علينا أن نثمنه ونستعمله بذكاء وفطنة لخوض معركة أخرى لا تقل أهمية من سابقاتها، ألا وهي معركة الحفاظ على هويتنا وإثبات الذات في عالم مضطرب”.
فمعركة تحرير الأرض، ورغم كونها معركة قاسية وضارية، كان وقودها الملايين من الشهداء، إلا أن معركة اليوم المتمثلة في تحرير العقول من مخاطر الاستلاب الفكري ومخططات ضرب مقومات الهوية الوطنية، أشـق وأصعب”.
وأضاف الفريق أول أن هذا النوع من المعارك صعب، كون العدو يستعمل أساليب خفية وخبيثة تستهدف شل إرادة الشعوب وإدامة عوامل تخلفها، لتسهل السيطرة عليها وتتواصل عملية نهب ثرواتها ومقدراتها، وهو ما يستدعي إدراك خلفيات هذه المعارك وأبعادها، وتحديد أساليبها وأدواتها، قصد اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لمواجهتها”.
نعم يتابع الفريق أول هي معركة صعبة لأن العدو فيها غير ظاهر، ويستعمل أساليب خفية وخبيثة تستهدف شل إرادة الشعوب وإدامة عوامل تخلفها، لتسهل السيطرة عليها وتتواصل عملية نهب ثرواتها ومقدراتها، وذلك تحت ذرائع وشعارات زائفة، ومستفيدا من التطورات الهائلة، التي تشهدها تكنولوجيات الإعلام والاتصال، التي تلاشت معها كل الحدود بين الدول، وتغيّر معها مفهوم الأمن والدفاع الوطني.
معركة نعلم أنها صعبة لكنها ليست مستحيلة، إذا ما أدركنا خلفياتها وأبعادها، وحددنا أساليبها وأدواتها، وقمنا باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لمواجهتها وإفشال مراميها الدنيئة.”
السيد الفريق أول أكد أيضا أن إدارة الدفاع الوطني تتطلب تبني استراتيجية شاملة، من أجل تحقيق الأهداف الوطنية وحماية مصالح بلدنا الحيوية والاستراتيجية، لاسيما من خلال إشراك النخب الوطنية، القادرة على الإسهام في تفعيل هذه المقاربة.
“فدفاعنا الوطني بمفهومه الموسع يختم الفريق أول ، تتطلب إدارته، تبني إستراتيجية شاملة، تُعنى ببناء وتنسيق استخدام كل القدرات العسكرية وغير العسكرية للأمة، من أجل تحقيق الأهداف الوطنية وحماية مصالح بلدنا الحيوية والاستراتيجية.
هذه المقاربة الشاملة يتطلب إعمالها إشراك النخب الوطنية، القادرة على الإسهام في تفعيل هذه المقاربة، لاسيما من خلال، أولا، رصد جميع المضامين المسمومة، الإعلامية والثقافية والفكرية، التي تستهدف هويتنا الوطنية وانسجامنا الاجتماعي والشعبي، وثانيا، اقتراح التدابير المضادة التي يجب القيام بها لمواجهة هذه الحملات المكثفة التي تتعرض لها بلادنا، على جميع الجبهات والأصعدة، لاسيما على الصعيد التربوي، الذي أوكلت له مهمة تحضير وتسليح مواردنا البشرية الناشئة والشابة لخوض غمار معارك الغد والحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري لأسلافنا الميامين”.
واختتم اللقاء بمتابعة السيد الفريق أول لتدخلات إطارات ومستخدمي الناحية العسكرية الثانية والاستماع إلى انشغالاتهم واهتماماتهم.